المجلس العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي يعقد اجتماعه السنوي في لبنان

 عقد المجلس العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي اجتماعه السنوي، في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك يوم الجمعة في ١٦ كانون الاول ٢٠٢٢، الذي يستمر عدة أيام، وخلال الاجتماع سيناقش المجتمعون القضايا الداخلية للمجلس، وسيصدر عنه بيان ختامي.

وكانت كلمة لنائب رئيس اتحاد الشباب اليمقراطي العالمي في المجلس العام الرفيق هيثم عبده، استهلها بتوجيه التحية والشكر، باسم فلسطين، وباسم الرفاق في السكرتاريا العامة لمنظمة الشبيبة الفلسطينية، للرفاق في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني لاستضافتهم المجلس العام للوفدي بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب الكورونا، كما رحب بجميع منظمات الوفدي المشاركة في الاجتماع، وقال:" اسمحوا لي في البداية أن أوجه التحية للشهداء جميعا، قادة وكوادر ونشطاء ، شهداء شعبنا وثورتنا وأمتنا، الذين قضوا في سبيل التحرر والتحرير والتقدم والعدالة الاجتماعية.

والتحية لهم، أنبلنا وأكثرنا عطاء وأقداما وفداء، أضاءوا الفكرة بدمهم، وصانوا القضية بحبات عيونهم، وقضوا شهداء في سبيلها .

كما أشار إلى الأسرى، قائلًا:" إن رفاقنا وأخواننا الأسرى ليسوا طي النسيان، وغيابهم سيد الحضور، قضية وحكايا بطولة ، وميدان صراع مباشر مع الاحتلال، وهم الوجه الآخر للشهادة والتضحية والعطاء، فتحية لهم لصبرهم وعنادهم وصمودهم في وجه العدو مازالوا يرفعون راية المقاومة. تحية إجلال واكبار للرفيق الامين العام احمد سعدات وكل الاسرى فرادا فردا".

كما رحب بالحضور، باسم الأسير الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات نسر فلسطين الأحمر وكل رفاقه في معتقلات العدو.

وتابع، منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما تقريبا، نعيش في ظل هيمنة إمبريالية كاملة على العالم وعلى مختلف الأصعدة، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا، لكن ذلك لا ولن يعني نهاية التاريخ، فإن الصراع مع هذا النموذج الوحشي سيبقى مستمرا، وثمة إضاءات كثيرة علمتنا ومازالت تعلمنا أنه بالإمكان مواجهة الإمبريالية. إن النصر ليس مستحيلا، إذا ما عرفنا أين هي مكامن قوتنا، وكيف يمكن توظيفها في الصراع الجاري.

إن تجربة أمريكا اللاتينية تنال الإعجاب، وتستحق التعمق واستخلاص الدروس، وفي المقدمة منهم الشعب الكوبي والفنزولي وسائر شعوب أمريكا الجنوبية، مع إننا لا ندعو إلى تعميم نموذج بعينه، لأنه لكل شعب ظروفه الخاصة، وبالتالي أشكال نضاله المختلفة، لكن وبدون شك لهذه الشعوب خبرة غنية يمكن الاستفادة منها في كيفية الصمود والمقاومة، والاستفادة من الثروات الوطنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي تجربة جديرة بالاحترام والاهتمام، كما أن النصر الذي حققه اليسار في العديد من دول العالم، يرسل بارقة أمل ويعطينا روحا جديدة للاستمرار في النضال وإمكانية النصر.

لقد تعلمنا من تجربة المواجهة مع الإمبريالية، أنها وعند كل أزمة تمر بها تسعى لتجديد ذاتها، وتكون الحروب هي إحدى أهم الوسائل التي تفتعلها للخروج من هذه الأزمات، وما نشهده اليوم من حروب، وفي أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص في منطقتنا لهي ضريبه تدفعها الشعوب الفقيرة، ثمنا ليستمر الأغنياء في غناهم ويبقى الفقراء غارقين في بؤسهم وموتهم خارج كل الحسابات التي تنشغل بإحصاء الأرباح لا بتعداد القتلى.

وللأسف كلما حاولت شعوبنا السعي للإمساك بحاضرها والخروج من وضع القهر والاضطهاد والفقر والأمية في محاولة لتجاوز مرحلة الاستبداد نحو الإصلاح والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، كانت الرجعية العربية حارسة المصالح الإمبريالية في المنطقة لها بالمرصاد، فتم إلقاء القبض على حركة الشعوب وسرقة نضالها وتضحياتها، فتحولت مطالب الإصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلى معاول هدم وتدمير للدولة العلمانية ومؤسساتها ومقدراتها. كنا نتطلع إلى أن تتحول الدولة العلمانية المستبدة، إلى علمانية ديمقراطية في مواجهة الممالك والإمارات حراس المصالح الإمبريالية في المنطقة، فإذ بالأخيرة توظف فائض البترودولار للقبض على حركة الشعوب لإثارة الفتن المذهبية والطائفية المقيتة والعشائرية والقبلية وتوليد غول التطرف والإرهاب الديني، للارتداد عن الدولة المدنية العلمانية، وسعيا لإقامة الأسوأ فتتحول الممالك والإمارات الخليجية نموذجاً متقدماً عنها.

وأضاف، اليوم نحن في مواجهة محاولة الإمبريالية للقبض على منطقتنا بالكامل، وتعميم نموذج الممالك والإمارات، وإنهاء كل أشكال المقاومة والصمود، والاعتراض حتى اللفظي للهيمنة الإمبريالية الصهيونية، وخلق بيئة مناسبة لاستقرار المشروع الصهيوني بصيغة أكثر عنصرية يعبر عنها (بالدولة اليهودية) التي تمثل الوجه الآخر المقابل للتطرف الديني الموظف من قبل الحركة الصهيونية الابن الشرعي للامبريالية.

وفي ظل حالة الضياع هذه، التي تسود منطقتنا من محيطها إلى خليجها، والتي تركت آثارها الكارثية على قضيتنا الفلسطينية، فإن من مفاعيلها السلبية الكبيرة هي انشغال الشعوب العربية عن فلسطين، وغرقها في آتون الخطاب الديني المذهبي الذي مزق نسيجها ودمر لحمتها، وصارت فلسطين آخر أولوياتها ان لم تصبح خارج اهتماماتها أصلًا في ما الكيان الصهيوني يستغل هذه الظروف، ويشن حروبه ضد شعبنا، ويرتكب أبشع الجرائم، ويحاول تقسيم قضيتنا وفصل الضفة عن غزة، يستمر في بناء المستوطنات في الضفة ويشن حرب إبادة في غزة، ويمارس سياسة عنصرية فجة في التعامل مع أهلنا في المناطق المحتلة عام 1948، وأيضا يواصل تهويد مدينة القدس وتدمير بيوت الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى. كل ذلك يتم أمام مرأى ومسمع العالم بأسره، ومن دون رقيب أو حسيب.

اما على صعيد اليمين المتطرف العنصري الفاشي الذي يعمل على تأصيل المشروع الصهيوني، نحو مشروع صهيوني اكثر صهيونية واكثر عدائية . هذه المرة يصل اليمين الديني للحكم لكي يحكم، هدفه حسم الصراع! وليس حل الصراع . ومطالبته بتفكيك الإدارة المدنية حتى العام 2024، من خلال تحقيق التالي:

1- الوصول إلى سيادة أكثر على أراضي الضفة الغربية.

2- تسوية أوضاع المشروع الاستيطاني، كل ما يتعلق بحياة الفلسطينين ستضعها حكومة اليمين المتطرفة بيد الصهيونية الدينية العنصرية التي ستكون أيضا مسؤولة عن التنسيق الأمني والمدني، والعلاقات الاقتصادية بين الضفة الغربية والاحتلال، فكل ما يتعلق بالاقتصاد الفلسطيني هو من مسؤولية مدير عام وزارة المالية الإسرائيلية، حكومة التطرف الديني هذه هي دعوة صريحة للقتل والطرد والعقاب بكل اشكاله بحق الشعب الفلسطيني في محاولة للوصول الى مرحلة يكون فيها العرب قلة قليلة لا يصلحوا الا كعبيد عندهم لا اكثر ولا اقل.

التحكم بحياة وحقوق الفلسطينين، تحت ذريعة لانفاذ الامن و القانون و شرعنة الاستيطان، هذا هو الوجه الحقيقي للصهيونية ، فرصة ذهبية لتسقط كل الاوهام، والتحدي بمزيد من المقاومة، بل ان شرعنة الاستيطان يتطلب شرعنة المقاومة .

الاحتلال المصاب بغباء القوة، يمارس القتل دون ان ترف له جفن، هو ماذا يفعل ؟ هو يأخذ عائلات باكملها الى مربع المقاومة، هذا يشعل ويجدد المقاومة ولا يوقفها، جبهة مقاومة فلسطينية الآن وليس غدًا جبهة لادارة الحرب للارتقاء الى مستوى الفعل المقاوم .

لابد من لغة لليسار ترتبط بخطاب تحرري وتغييري و الآن. كما لابد من نظرة موضوعية للأحداث ومراجعة ضرورية برؤية استراتيجية لها ولما سيأتي بعدها، بجرأة وعزيمة شبابية لرسم آفاق جديدة للتحرر الوطني والقومي والاممي.

إن هذا المشهد في المنطقة عموما، وفي فلسطين أيضا يطرح علينا مهمات كبيرة، ورغم أن المسؤولية تقع على عاتق كل الفئات الشعبية، إلا أن هناك مسؤولية ملقاة في نهاية الأمر على كاهل الشباب، لأنهم الثروة الحقيقية القادرة على تغيير المعادلات المعقدة، فهم الأقدر على ترجيح الكفة لينتصر خطاب المستقبل على خرافة الماضي،هم من يختزن عنفوان المقاومة وكفاءة البناء وعلى هاتين الركيزتين يبنى المستقبل.

إن الشباب اليساري مدعو للانغماس في النضال الوطني والقومي، السياسي والاجتماعي المباشر والملموس، وهذا يتطلب التعمق في قضايا المجتمع وهمومه وفهم مشكلاته، وإتقان فن التواصل مع مختلف الفئات الشعبية، ليشكل طليعة حقيقية خارج الشعارات المعلبة التي تحول المناضل إلى واعظ فوقي يدعو إلى الثورة وليس مستعدا لدفع ثمن الانخراط فيها.

وتابع، من المهمات الكبيرة اليوم وهي مسؤولية ضخمة ، ويجب ان نخوضها على الجبهات كافة بالتوازي، وهي بلا شك تحتاج الى جهود كبيرة، وتكاتف كل الجهات والقوى الحية في شعبنا وامتنا، وهي الجبهة الثقافية لمواجهة ثقافة الهزيمة واليأس والاحباط ، وهي حرب حقيقية تستهدف اعادة صياغة مفهوم العدو، ومفهوم الوطن، والهوية الوطنية، مفهوم الشعب والقضية الوطنية .. ان العدو ينقل معركته الى ادمغتنا ويسعى لاحتلال وعينا، بعد احتلال الارض وتشريد الشعب وزرع الانقسام والتفكك، فإن الهدف المستقبلي له هو احتلالنا من الداخل، فالهزيمة لا تتاكد باحتلال الارض وبناء المستوطنات وتهويد المقدسات ، بل تترسخ بسحق الارادة وذلك يبدأ بهزيمة الوعي المقاوم .. ولعل مقولة الشهيد مهدي عامل خير تعبير عن ذلك " لست مهزوما ما دمت تقاوم. ونحن في منظمة الشبيبة الفلسطينية سنركز جهودنا لخوض المعركة على الجبهة الثقافية، وتبدأ من الحق في التعليم والعمل والعيش الكريم وصولا الى الحق التاريخي الثابت في العودة الى ديارنا الى فلسطين، وهنا لابد من الإشارة الى اننا ننظر للسياسات الجديدة التي تحاول الانروا فرضها على شعبنا هو محاولة لاعادة صياغة مفاهيم قضية اللاجئين بما ينسجم مع التطلعات الصهيونية البعيدة لمساواة قضية اللاجئين الفلسطينيين بقضايا اللجوء الاخرى، ولتكون مقدمة لتذويب وانهاء هذه القضية التي هي جوهر القضية الفلسطينية، وسنسعى مع كل المنظمات الشبابية الفلسطينية والعربية الشقيقة والصديقة لحشد كل طاقات شبابنا وشاباتنا متسلحين بالإرادة الحية النابضة والمتجددة التي يمثلها شباب وشابات فلسطين في كل قرية ومدينة من البحر الى النهر شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، شباب فلسطين كل فلسطين يقدمون اليوم المثل والدرس العميق لنا، بانتفاضتهم المجيدة وباسلحتهم المتواضعة ، بأن الإرادة مازالت شعلة متقدة، مهما علت اصوات المنهزمين في الدعوة للتطبيع او التنسيق او التفاوض، فإن صوت المقاومة اعلى واقوى ومازالت روح المقاومة حية في عقول وقلوب شبابنا وشاباتنا.

وختم، قائلًا:" فتحية اكبار واجلال لهم لنضالهم وبسالتهم.. ولوعيهم بحقيقة الصراع مع هذا العدو ، بانه صراع وجود ولا ينتهي الا بزواله.

يحيا اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني

يحيا اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي

يحيا التضامن العالمي ضد الإمبريالية

تحيا فلسطين








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق