الحاج أحمد خليل: أريد أن أتذوق ثمار شجرتي في كويكات

 


العربي الجديد- انتصار الدّنّان

21-11-2022
من بلدة كويكات التي امتلكت كل ما هو جميل، وأقيمت على تلة قليلة الارتفاع شرقي سهل عكا بفلسطين، لجأت عائلة الحاج أحمد خليل حين كان في الثامنة من العمر إلى لبنان، هرباً من القصف المدفعي الصهيوني الذي طاول البيوت والأزقة والبساتين.
انتقلت عائلته أولاً إلى قرية أبو سنان بفلسطين، حيث مكثت أربع سنوات، ثم طردها العدو الصهيوني للمرة الثانية، وقدمت إلى جنوب لبنان حيث استقرت زمناً طويلاً في منطقة العباسية، ثم حط رحالها في مخيم برج البراجنة ببيروت، حيث ما زال الحاج أحمد خليل يعيش.
يصف قريته كويكات، في حديثه لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "كانت بيوتها مبنية بالطوب، وتتلاصق في أزقة ضيقة، واشتهرت بزراعة الحبوب والزيتون والبطيخ، وكان أهلها يهتمون بتربية الدواجن وإنتاج الألبان، في حين امتلك أبي دكاناً".
يتابع: "التحقت بمدرسة في العباسية، وتابعت تعليمي حتى الصف الخامس الأساسي، علماً أنني كنت أتعلم عندما خرجنا من فلسطين. وبعدما توقفت عن الدراسة نزلت إلى ميدان العمل، وساعدت إخوتي في تأمين مصاريف البيت، لأن والدي لم يستطع العمل بسبب عدم امتلاكه خبرة في الزراعة، وكنا ننكش ونزرع، ونقلع الأعشاب الضارّة".
ويخبر بأن أسرته ضمت ثلاثة صبيان وأربع بنات، "فعمل الشبان لتأمين احتياجات الأسرة. وعندما انتقلنا من العباسية إلى مخيم برج البراجنة بنينا منزلاً، وسكنا فيه، وبقينا نعمل ونصرف على أمنا وأبينا. وبعدها تزوجت شقيقاتي، وسافر أخواي إلى الخليج للعمل، ثم عملت 40 عاماً ناطوراً في منطقة فردان ببيروت".
ويعلّق: "لم نعش حياة صعبة مادياً، فالعمل كان متاحاً لنا، خاصة بعدما سافر أخواي إلى الخليج، وعملا برواتب عالية، أما أنا ففضلت البقاء في لبنان والعمل فيه".
يضيف: "بعدما تركت العمل اهتم أولادي بالأمور المادية الخاصة بي وبأمهم، فأوضاعهم المادية جيدة، ولا يتركونني أحتاج إلى شيء، كما أن ابني يعمل في أبوظبي ويقدم لي ولأمه كل ما نحتاجه. أعيش في مخيم البرج بأمل العودة إلى فلسطين للتنعم بترابها ومائها وهوائها، وأنا أنتظر هذه اللحظة، وأتمنى أن أعود إلى بلدتي كويكات لأراها وأطمئن على الشجرة التي زرعتها. هل ترعرعت وكبرت وأعطت ثمراً؟ أريد أن أتذوقها".
ويشير إلى أن ظروف عيشه في لبنان كانت أفضل من لاجئين آخرين، لكننا تأذينا من الحروب، وشاهدنا مجازر وحصاراً وموتاً وجوعاً، وعشنا اللجوء مرات، وكما خرجنا من فلسطين لاجئين على يد اليهود، كنا نخرج من المخيمات هرباً من النيران التي طاولتنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق