اللاجئة دنيا الحاج عادت لتجهيز المونة البيتية


 العربي الجديد- انتصار الدّنّان

كانت دنيا علي الحاج (61 سنة) في الصف الخامس الأساسي عندما خرجت من مخيم النبطية في جنوب لبنان، بعد أن قصف الطيران الصهيوني المخيم، انتقلت مع عائلتها إلى منطقة كفرتبنيت، حيث مكان عمل والدها، وظلت مقيمة هناك إلى أن تزوجت، لتنتقل إلى مكان آخر، ثم استقرت في نهاية المطاف بمخيم عين الحلوة.
تقول الحاج المتحدرة من بلدة "الخالصة" بفلسطين: "بعد أن قصف طيران العدو مخيم النبطية في عام 1974، تركنا المخيم بطلب من صاحب عمل والدي في كفرتبنيت، حيث كان يعمل معلم بناء. كنا تسع بنات وثلاثة صبيان، وسكنا هناك بالإيجار، وبعد فترة اشترى جدي قطعة أرض في المنطقة، ثم اشترى والدي قطعة أرض، ثم بنى فيها غرفة من الحجارة، وسقفها من الزينكو، وكانت أفضل من استئجار بيت، ثم راح والدي يبني غرفة بجانب أخرى".
تضيف: "لم أكن أنوي ترك الدراسة، لكن مدرستنا في النبطية دمرت، فانتقلنا إلى مدرسة أخرى، لكنها كانت بعيدة عن منزلنا، وكنا نذهب إليها بالسيارة. كانت أمي تعطي نقود الأجرة لأختي، فتضيع عني في المدرسة، وتعود هي بالسيارة، وأنا أعود سيراً. تركت المدرسة في الصف الخامس الأساسي، وفي ذلك الوقت حصلت حرب، وكانت الطائرات السورية تقصف أماكن عدة، فأغلقت المدرسة، ولما فتحت أبوابها مجدداً رفضت العودة، ولم تفلح وساطات الأساتذة لعودتي، وبعدها صرت أهتم بأمور البيت، وأساعد الجيران في شك التبغ، وسلق القمح، وأقطف لأمي الصعتر من الجبل، كما تعلمت مهنة التمريض في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وعملت بالجمعية متطوعة".
تتابع الحاج: "عندما بلغت السابعة عشرة من عمري تزوجت، وسكنت في صور، وبعدها انتقلنا إلى صيدا، ثم سكنا منطقة الجية على ساحل الشوف، ولاحقاً انتقلنا إلي برجا، ثم إلى بعلبك، ومن هناك ذهبنا للعيش في سورية بسبب اجتياح لبنان عام 1982، فقد كان زوجي حينها في جيش التحرير الفلسطيني. في عام 1997 عدنا إلى لبنان، وفتح زوجي دكاناً في المخيم".
وحول سبب اختيارها إعداد المونة، قالت: "عندما كنت صغيرة كنت أساعد أمي في إعدادها، والمونة اليوم رائجة بسبب الأوضاع الاقتصادية، فقررت العمل بها، فالدكان لم يعد يدر ما كان يدره في السابق، ولم يعد باستطاعتنا تحمل أعباء جديدة. صار عندي زبائن يعرفونني، ويعرفون جودة ما أعده، وهم ينتظرون مواسم الصعتر، والفلفل المطحون، والكبيس، والمكدوس، عدا عن طلبيات الطعام، وأسعاري مقبولة، وأحياناً لا أستطيع أن أضع سعراً ثابتاً لوجبة مثل الكبة بسبب تقلبات أسعار الخامات".
تختم: "رغم أنني أحب هذا العمل، لكنّ الربح ليس كبيراً بسبب ارتفاع الأسعار، فجل ما أتقاضاه من مبالغ ثمناً لما أعده أصرفه خلال وقت قصير، فربح عمل أسبوع على سبيل المثال أصرفه في يوم واحد، فأنا أدفع ثمن البضاعة، وعندي اشتراك مولد الكهرباء، لأنّ كلّ عملي بحاجة إلى الطاقة الكهربائية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق