بعد أربع سنوات على كرسيها المتحرك.. هدية العبد تحارب من أجل حلمها

 


وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

"لا تدع إعاقتك توقفك"، تيمناً بهذه المقولة، استطاعت اللاجئة الفلسطينية ابنة مخيم برج البراجنة، هدية العبد أن تتحدى وضعها الصحي وعملت على متابعة سيرها إلى أن وصلت لما ارادت. فهي كانت جليسة كرسيها المتحرك لأكثر من 4 سنوات، لكنها لم تستسلم، وأكملت دراستها وتابعت في تثقيل موهبتها في الرسم والتصوير، إلى أن تخطت هذه المرحلة الصعبة بسلام.

 العبد حققت حلمها في أن تصبح رسامة بارعة ومصورة محترفة، رغم المشاكل الصحية الكثيرة التي عانت منها، ودفعت بالأطباء إلى إخبار والدتها أنها لن تعيش كباقي أقرانها بشكل طبيعي وستبقى على كرسيها طيلة حياتها، ما جعلها تعاني من حالة نفسية صعبة، لكن بصمودها استطاعت كسر كل المعايير ومواجهة الصعاب والوقوف على قدميها من جديد.

ولتسليط الضوء على هذه الحالة الاستثنائية ومعرفة تفاصيل ما حدث معها، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع هدية العبد التي أخبرتنا أنها تبلغ الآن من العمر 24 عاماً، وأضافت:" عندما كنت في عمر 12 سنة كنت أعاني من أوجاع في قدمي ذهبت للدكتور وأخبرني أنني بحاجة لإجراء عملية جراحية على الفور، قمت بإجراء العملية ولكن نتيجة خطأً طبي وقع أثناء العملية لم أعد أستطيع المشي والحركة وأصبحت طريحة الفراش لمدة 5 سنوات".

وتابعت: "أكملت بعد هذه العملية، وأجريت عمليات عدة وخضعت للعلاج الفيزيائي، وكنت أثناء جلوسي في المنزل أستغل وقت فراغي وأقوم بالرسم والتصوير كي أنمي مواهبي.. وتعمدت القيام بذلك كي أكسب الوقت، لأنني كنت على يقين أنني سأعود إلى حياتي الطبيعية وسأكمل مسيرتي التعليمية رغم فقدان الأطباء الأمل في ذلك، ولكنني استمريت".

وحول الصعوبات التي واجهتها قالت العبد: "حياتي كانت طبيعية وفجأة اختلفت وانقلبت رأساً على عقب، واجهت صعوبات عدة ولكنني لم استسلم ولو انني فعلت لما كنت اليوم أسير على قدمي".

ولفتت هدية إلى أنها: "تعبت وكانت مرحلة صعبة ولكن على حد قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وأنا من وجهة نظري أنني أستحق الحياة. لذا عندما أصبحت في عمر 16عاما، استطعت التخلي عن الكرسي المتحرك والعكاكيز، وعدت إلى حياتي الطبيعية، وذلك نتيجة دعم امي وأخوتي التي اود ان اشكرهم جزيل الشكر على وقوفهم بجانبي وبمتابعة الأطباء والعلاج بشكل دوري".

وحول حلمها في المستقبل قالت: "حلمي أن أنقل صورة مختلفة عن المخيم، وأن أقوم بإخراج فيلم يروي تفاصيل المخيم ولكن من الناحية الايجابية، فداخل المخيم الكثير من القصص التي يمكننا أن ننقلها للعالم الخارجي، بعيداً عن الأوضاع المعيشية التعيسة التي تعوَّد العالم أن يراها نتيجة حضور وسائل الاعلام، فأنا أريد أن أغير هذه النظرة عن المخيم وأهله، وسوف أقوم بذلك قريباً".

وختمت العبد حديثها لوكالتنا: "أتمنى من الذين يعانون من أمراض وأوجاع صعبة، أن  يتمسكوا بالقوة والتحدي والصبر والأمل ، فهم أساس الحياة، وما دمتم على قيد الحياة، عليكم الاستمرار في مواجهة الصعاب حتى تحققوا احلامكم ".




sdf


dsdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق