اللاجئة الفلسطينية لبنى سخنيني... أحلام الرسم تتحقق في لبنان


 العربي الجديد – انتصار الدنان

لم تكتشف لبنى سخنيني موهبتها في الرسم إلا بعدما تركت عملها في جمعية "النجدة" الاجتماعية بمخيم برج البراجنة في بيروت.

لبنى (29 سنة) فلسطينية لجأت إلى لبنان في عام 2012 بسبب الحرب في سورية، وهي تملك أحلاماً لم تحققها، وتقول لـ"العربي الجديد":" جئت إلى لبنان بحثاً عن مستقبل جديد، وكنت قد تخصصت بإدارة الأعمال في سورية، ثم درست التمريض، وعملت في إسعاف مصابين بجروح بليغة قبل أن أبلغ مرحلة عدم القدرة على مشاهدة مزيد من الدم، فقررت الالتحاق بوالدي في لبنان".

تتابع: "بحثت في لبنان عن عمل لإعالة أسرتي بعدما خضع والدي لعملية جراحية في القلب، واعتقل أخي في سورية، وعملت في بيع الألبسة، ثم تطوعت مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمدة أربع سنوات، وبعدها في جمعية النجدة الاجتماعية، واهتممت بدمج الأولاد في المجتمع، وفوجئت بأنني كونت مجموعة من الأهل الفنانين وصولاً إلى تنظيم معرض في المخيم عام 2019.

وهكذا اكتشفت موهبتي، ثم احترفت الفن بعدما استقلت من عملي في جمعية النجدة، إذ كان لدي أمل بأنني سأفعل شيئاً، وبالفعل لفتتني صخور حين كنت في رحلة إلى البحر مع زوجي وأولادي، وشعرت بأن علاقة ستجمعني بها، فأحضرت بعضها إلى البيت، بدأت أرسم عليها بقلم رصاص، ودخلت موقع يوتيوب لتعلم الرسم، وتطورت موهبتي خلال 8 أشهر.

وقد عزز الرسم علاقتي بزوجي، حيث صار هذا المشروع عائلتنا الصغيرة، خاصة أن زوجي لا يعمل، ما جعلنا نحتاج إلى مدخول".

وتروي أنها بكت حين باعت أول حجر رسمته بمبلغ 300 ألف ليرة لبنانية (8 دولارات)، "إذ لم أتوقع هذا الشعور الجميل الذي شجعني على متابعة العمل وتطوير قدراتي. وبعدما عرف الناس عملي من خلال سوق المخيم، تواصلوا معي وطالبتني سيدة بأن أرسم لها صورة شخص على حجر فقبلت التحدي، في المرات الأولى كررت الرسم عدة مرات، والآن صرت أرسم الشخص خلال 20 دقيقة".

تضيف: "طلب مني لاحقاً أن أرسم على حائط، وخضت التحدي فنسب فنان معروف في المخيم الرسم له عبر تصويره ونشره على "فيسبوك"، فواجهته بأن اسمي موجود على اللوحة.

تتابع: "اكتشفت أيضاً أن زوجي خالد خطه جميل، وهو سيبدأ في التدرب على الكتابة بالخط العربي على الحجر، وأنا سأرسم، وبهذه الطريقة نشكل ثنائياً متجانساً. وأنا أدرب فريقاً يضم موهوبين في مركز طبرية للفنون الجميلة الذي افتتحه والدي في المخيم".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق