منازل اللاجئين الفلسطينيين المتصدعة يهددها الشتاء بالانهيار والحل... ؟!


 وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

مع بداية فصل الشتاء بأمطاره الغزيرة، ارتفعت مناشدات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، بالتحرك سريعاً خشية حصول كوارث إنسانية، بخاصة أن معظم منازلهم متصدعة وقابلة للسقوط .

وفي هذا السياق، تعمل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، باعتبارها المسؤولة الأولى والوحيدة عن متابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم، بين الحين والآخر على  ترميم  بعض من تلك المنازل ضمن مشاريع صغيرة، ولكن عملها هذا لا يغطي إلا جزءاً بسيطاً من عدد منازل اللاجئين التي تتطلب إعادة ترميم.

ومع أول زخة مطر شهدها لبنان انطلقت صرخات الفلسطينيين نتيجة غرق العديد من المنازل المتصدعة بمياه الأمطار، لتنكسف حجم الكارثة التي تحتاج للمعالجة في أسرع وقت ممكن، لتلافي الانهيارات والكوارث الانسانية التي قد تحدثها.

ففي مخيم ضبية، شرق العاصمة اللبنانية بيروت، غرقت أمس معظم منازل اللاجئين الفلسطينيين بمياه الأمطار الغزيرة، نتيجة تشقق الجدران وتهالك الأسقف، وقام مسؤول اللجنة الأهلية في المخيم، وسام قسيس، بالتواصل مع مسؤول البيئة الصحية في الأونروا وأخبره بما جرى، وتلقى وعوداً على أن يتم الكشف ميدانياً على البيوت المتضررة في القريب العاجل.

 وفي مخيم الرشيدية، جنوب لبنان، نزحت عائلة اللاجئ الفلسطيني محمود حوراني من منزلها، بعد غرق أجزاء من البيت، جراء هطول الأمطار الغزيرة، وكانت العائلة قد ناشدت مراراً المعنيين وتحديداً والاونروا لترميم منزلها، لكن دون جدوى، وتعيش العائلة مخاوف كبيرة مع دخول فصل الشتاء لمغادرة منزلهم بسبب حالته السيئة وغير المؤهلة للسكن.

وفي مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، دعت اللاجئة الفلسطينية خديجة أبوطاقة عبر حسابها على الفيسبوك، أهالي المخيم عامة وسكان حي أبوطاقة خاصة من توخي الحيطة والحذر أثناء المرور بجانب منزلها في الحي، بسبب تساقط أجزاء من جدرانه على الطريق بعد هطول الأمطار أمس، ما يعني أن الأمر يزداد خطورة مع أي عاصفة قوية قد تأتي، وكانت بدورها قد ناشدت الجهات المعنية مراراً أثناء فصل الصيف للعمل على تأهيل المنزل قبل دخول موسم الشتاء لكنها لم تلق ردا.

وهناك أكثر من 8 آلاف منزل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، منها 800 في مخيم برج البراجنة تعاني تصدعات حادة وبحاجة ماسة للترميم، وحتى منتصف العام الماضي 2021، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى "أونروا" في لبنان حوالي 485 ألفًا، في حين أن اللاجئين ممنوعين من إدخال مواد البناء إلى المخيمات بقرار لبناني رسمي، ويعانون من فقر وبطالة تجاوزت 80%، وقد تأثروا بشدة من الأزمة التي ضربت لبنان.

وللأسف الشديد بات مشهد المنازل الآيلة للسقوط شيئاً مألوفاً في مخيمات لبنان التي تعاني العوز والفقر الشديدين،  فهل تلقى مناشدات اللاجئين الفلسطينيين تجاوباً لتوفير الحل المناسب، أم أن هذه الدعوات لن تلقى صدىً وتذهب هباءً كالمرات السابقة؟ الأمل معقود على أن يتم التجاوب اليوم قبل الغد لتستعيد العائلات نوعاً من الطمأنينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق