ناد للأمل في مخيم برج البراجنة للاجئين

 


العربي الجديد- انتصار الدّنّان

28-10-2022
يحرص متطوعون في نادي الأمل الرياضي في مخيم برج البراجنة للاجئين في العاصمة اللبنانية بيروت على أن يكون لأطفال وشباب المخيم نادٍ رياضي للترفيه والتدرب على رياضة "الكيكو شنكاي" كاراتيه.
يقول مدير النادي أحمد الحاج علي، المتحدر من قرية شعب الفلسطينية، وهي إحدى قرى الجليل، والمقيم في المخيم: "أطلقنا فكرة التدريب على رياضة الكيكو شنكاي عام 2013. وعلى الرغم من إمكانياتنا الضئيلة، استطعنا ومجموعة من الأعضاء، ومن دون الحصول على تمويل من أحد، تحقيق حلمنا، وقد عملنا بشكل تطوعي لسنوات".
يتابع: "شهدت المخيمات الفلسطينية حروباً ومشاكل كثيرة على مدى عقود، الأمر الذي أثر سلباً على أطفال وشباب المخيمات. لذلك، حرصنا على مساعدة الأطفال من خلال رياضة الكيكو شنكاي غير العنفية، والتي تساهم في خدمة المجتمع". يضيف: "في البداية، قدمت لنا رابطة ترشيحا الاجتماعية طابقاً في مبناها ليتدرب الأطفال مجاناً"، لافتاً إلى أن بعض الأشخاص المغتربين ساهموا في دعم النادي. وعام 2016، انتقلنا إلى مكان آخر عملنا على تجهيزه وتعاقدنا مع مدرب".
وحقّق التدريب في النادي نتائج متقدمة رياضياً، سواء داخل المخيم أو خارجه. ويقول الحاج علي: "كنا نساعد التلاميذ الذين ينتسبون إلى النادي في الدراسة، وأحياناً ندعمهم لحلحلة المشاكل التي قد يواجهونها". وعن الأعمار المستهدفة، يوضح أنها "من سبع سنوات وحتى السادسة عشرة سنة. لكن منذ وقت قريب، استهدفنا أعماراً أكبر ووصلت إلى الأربعين".
النادي، بحسب الحاج علي، لا يقتصر على التدريب الرياضي فقط، بل يسعى إلى تدريب الملتحقين به على كيفية التواصل مع الآخرين. كما يحرص على تعليم الذكور كيفية ترتيب أسرّتهم وحياكة أزرار القميص والطهي وغير ذلك، خصوصاً في مجتمع يحصر هذه المهام بالفتيات والنساء". يتابع: "ما يهمّنا من كل ذلك هو أن يتعلم الطفل القيم والسلوكيات الأخلاقية وتحمّل المسؤولية، وأن يحب فلسطين".
ويقول الطفل أحمد مصطفى (11 عاماً)، وهو في الصف الرابع الأساسي، ويقيم في مخيم برج البراجنة: "بدأت التدرب على رياضة الكاراتيه منذ عام ونصف العام. وتعرفت على نادي الأمل من خلال موقع فيسبوك. رغبت في الالتحاق بالنادي حتى أتدرب على هذه الرياضة وأصير قوياً، وأنا حاصل على الحزام الأصفر وأرغب في الحصول على الحزام الأسود، وقد خضت بطولتين وحزت ميدالية".
أما المتدرب عامر عويص، وهو في الصف الخامس الأساسي، والمتحدر من مدينة حمص في سورية والمقيم في مخيم برج البراجنة، فيقول: "رغبت في التدرب على لعبة الكيكو شنكاي، لأنّ الأولاد كانوا يتنمرون علي. وبعدما بدأت التدريب، تغير كل شيء في". يتابع: "كنت سريع الغضب، ولم أعد كذلك اليوم. الرياضة تساعدني في تفريغ الضغط النفسي. عندما آتي إلى النادي، أنسى كل ما حصل معي".
بدوره، يقول المدرب في النادي صالح محمد، المتحدر من مدينة حلب السورية والمقيم في مخيم برج البراجنة: "لعبت في النادي لمدة عامين بصفة مساعد مدرب، وتعلمت كيفية تدريب الأولاد، وبعدها بدأت بتدريب الأطفال من سن خمس سنوات وحتى العشرين. ويتألف الصف من 20 إلى 30 متدرباً، ولدينا ثلاث فئات عمرية: (10 و11 عاماً)، والوسط (12 و13 عاماً)، والكبار من 14 سنة وما فوق. وفي الوقت الحالي، هناك ستون متدرباً.
من جهته، يقول المسؤول الإداري في النادي ماهر محمد، والذي يتحدّر من قرية المنصورة الفلسطينية المهجّرة (تبعد 31 كيلومتراً شمال شرق مدينة صفد) ويقيم في المخيم: "أسميناه نادي الأمل حتى نعطي الأمل لأولاد المخيم، ورياضة الكيكو شنكاي مفيدة ومهمة للأولاد، إذ تعطيهم الثقة في النفس، وتقوي العضلات، وتعزز شخصية الفرد.
ومن خلال هذه اللعبة يستطيع الأطفال الانتقال إلى أي لعبة أخرى، كما أن الرياضة مهمة بالنسبة للأطفال. فإذا لعبوا في الشارع، سيواجههم السكان ويقولون إنهم مزعجون. أما في النادي، فيستطيعون الترفيه عن أنفسهم. وعادة ما يكون التدريب لمدة ساعة واحدة يومي الثلاثاء والجمعة. وخلال شهر رمضان، يوزع الشباب الطعام على المحتاجين. ومن حين إلى آخر، ننظم رحلات ترفيهية".
يتابع: "نتقاضى مبلغاً بسيطاً عن كل طفل شهرياً، ونستثني اليتيم من الدفع، بهدف تأمين بدل إيجار المكان والمولد الكهربائي وأجرة المدرب". ويختم حديثه قائلاً: "نتمنى من المؤسسات التي تعنى بالرياضة أن تدعم هكذا مشاريع في المخيمات الفلسطينية، لأن المخيمات بحاجة لمثل هذه النوادي. فأولادنا محرومون من الانتساب إلى أي ناد خارج المخيم بسبب الكلفة الباهظة للنوادي، وأولادنا لا يستطيعون الالتحاق بها بسبب الضائقة الاقتصادية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق