سامر حسين.. ببصيرته تغلب على فقدانه البصر


 وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

لم تمنع الإعاقة اللاجىء الفلسطيني، سامر حسين، من أن يزرع ورود التفاؤل في رماد اليأس بحياته، وأن يقدم نموذجاً إنسانياً مشرفاً على قدرة الإنسان في التغلب على العجز والعزلة والظلام. فقد استطاع تخطي صعوبات الحياة، على الرغم من أنه كفيف لم يبصر النور يوماً، لكن بإرادته القوية وبصبره وكفاحه المنقطع النظير، تحدى عجز الإعاقة.

سامر خريج جامعي نال الدراسات العليا في الأدب العربي، ويعيش مع عائلته في منزل متواضع في مخيم برج البراجنة، يحاول تأمين احتياجات أسرته من خلال عمله في برمجة الأجهزة الذكية كي يثبت لنفسه أنه يستطيع أن يعيل عائلته دون مساعدة أحد، وليثبت للعالم أن الأشخاص المرضى، كحالته، لا ينقصهم شىء من التميز والابداع.

ولتسليط الضوء على هذه الحالة الإستثنائية، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع سامر عبر الهاتف حيث قال: "حالتي الخاصة لم توقف طموحي يوماً، فأنا استطعت أن ادخل إلى مجتمعي بشكل سريع وتأقلمت مع واقعي، تعلمت، وتزوجت، وها أنا اليوم أب لطفلة أرعاها واهتم بمصاريفها وعملت في عدة مجالات، رغم أن المجتمع دائما ينظر بنظرة دونية إلى الشخص المختلف ولكنني تخطيت هذه الأمور بإرادتي وعزيمتي على تخطي ذلك".

وأضاف: "درست الأدب العربي بسبب عشقي للشعر، فأنا لدي ندوات شعرية على صعيد لبنان، ولدي خلفية في الأدب الانجليزي وبرمجة الكمبيوتر، والموسيقى، ثقلت هواياتي بالممارسة كي أبرهن للاخرين أني قادر على إثبات ذاتي رغم وضعي الصحي الذي لا اعتبره عائقاً أمامي في أي شيىء أريد تحقيقه".

وحول الصعوبات التي يواجهها قال سامر لـ"وكالتنا": "واجهت صعوبات عدة في السابق، مثلاً طرقات المخيم غير مؤهلة للحالات الخاصة كحالتي، لكنني مع الوقت وبمساعدة أصدقائي وأهلي استطعت أن احفظ هذه الطرقات، وأصبحت الآن أتجول بمفردي دون مرافقة أحد".

وعلى صعيد العمل قال لنا: "أنا استطيع أن أكون استاذ لغة عربية، أو استاذ موسيقى، أو أعمل في برمجة الكمبيوترات لكن الوضع في لبنان بالوقت الحالي متدهور ولا يوجد أشغال بسبب الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر علينا، وأتمنى أن لا تطول وتتحسن الأمور".

وختم سامر " ادعو الأشخاص المميزين كحالتي، أن لا يستسلموا للواقع، وأن يتابعوا مسيرة حياتهم بشكل طبيعي قدر المستطاع، فهذه الميزة هبة من الله لنا، كما أتمنى من المعنيين، فتح مراكز أكثر داخل المخيم للحالات الخاصة ودمجهم في المجتمع، كما أتمنى عليهم تسهيل طرق المخيم لتصبح أكثر أمناً وأماناً لنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق