مراكب الموت .. وهم يسلكه اللاجئون في سبيل البحث عن حياة أفضل

 


وكالة القدس للأنباء - ميرنا الحسين

ما تزال مراكب الموت تنقل المهاجرين "فلسطينيين، لبنانيين، وسورييين"من الموت قهراً في أوطان الذل إلى الموت غرقاً عبر البحر في زوارق صغيرة ورحلات محفوفة بالمخاطر، هرباً من بلد غارق من فيه على البر وفي البحر بالأزمات الاقتصادية، مرتدين هذه المياه تاركين الرياح تتحكم بمصيرهم المعلق بين نارين فإما الوصول الى بر بلد اوروبي والدخول الى مخيمات اللاجئين القائمة في الغابات، والتي تفتقر الى أدنى مقومات العيش الكريم بانتظار الترحيل أو البت بالمصير، وإما الدفن في قاع البحر بفعل افتقار تلك المراكب الى ابسط قواعد السلامة العامة خصوصا مع تحميلها أكثر من طاقتها بكثير ما يجعلها اكثر عرضة للغرق منها الى النجاة.

كارثة جديدة حلت على طرابلس والشمال بفعل الهجرة غير النظامية التي تتنامى يوما بعد يوم نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المأساوية، حيث غرق مركب على متنه عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين، انطلق قبل يومين من مدينة المنية شمال طرابلس، بعد تجهيزه بما يلزم، ولدى وصوله الى قبالة شاطئ طرطوس السورية، قرب جزيرة أرواد وتبدل حالة الطقس وإرتفاع مستوى الأمواج إختل توازن المركب ودخلت إليه المياه خصوصا أنه يحمل فوق طاقته بكثير، ما أدى الى إنكساره وغرقه، حيث بلغت الحصيلة الأولية، كانت 24 متوفيا و13 ناجيا تم نقلهم الى مستشفى الباسل في طرطوس للمعالجة، ومن ثم ارتفعت الحصيلة الى 53 غريقا بينهم أطفال ونساء.

46  حادث غرق خلال النصف الأول من أيلول / سبتمبر بحسب خفر السواحل التركي الذي أعلن انتشال 7 جثث من الجنسيات الفلسطينية واللبنانية والسورية والقبض على أكثر من 1535 مهاجرا غير شرعيا، لا يعزفون عن ركوب البحر للخلاص من تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع معدل الفقر في بلد صنفها البنك الدولي واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ اواسط القرن التاسع عشر.

وبعد كل هذه الكوارث الأليمة التي تسببت بها الهجرة غير الشرعية، استطلعت "وكالة القدس للأنباء" رأي الشارع الفلسطيني في المخيمات حول تكرار الشباب لعملية الهجرة عبر قوارب الموت رغم المخاطر، وقال اللاجىء الفلسطيني في مخيم برج البراجنة، أحمد أمين: "كنت أتجهز للهجرة عبر هذه القوارب، ولكن بعد غرق هذا الكم الهائل منهم تراجعت عن الفكرة، صحيح نحن نعيش في أوضاع صعبة للغاية لكن هذا لا يعني أن ارمي بنفسي للموت، أنا كنت احلم بالهجرة كي أحسن من وضعي ووضع اهلي ولكن الأن أشعر أني إذا ذهبت بهذه الطريقة لن أنجو من الموت"

بدوره اللاجىء الفلسطيني في مخيم شاتيلا الشاب وليد يوسف قال: "انا كنت أفكر بالهجرة عبر هذه القوارب، مع زوجتي وأبنائي الثلاثة وكنت قد بدأت بتحضير نفسي وعلى وشك الانتهاء من تأمين المبلغ المطلوب للسفر، ولكن عندما رأيت "الفيديو" الذي انتشر للأب الذي رمى طفله في البحر بعد وفاته ورأيت الكم الهائل من غرق المراكب، تراجعت عن الفكرة، وبت لا أشجع عليها، ومنعت أخي من السفر بهذه الطريقة أيضاً".

من جانبها اللاجئة الفلسطينية في مخيم مارالياس، أم احمد قالت لوكالتنا: "لا استطيع ان اتفهم ما يقومون به هذه الأسر، لبنان يمر بأوضاع اقتصادية صعبة هذا صحيح ولكن حتماً ستنتهي هذه الأزمة، ما يحدث في الفترة الاخيرة حرام، أطفال ونساء وشباب يضعون أنفسهم على قوارب الموت، غير ابهين بالمخاطر، والنتيجة جثة تطفو فوق سطح الماء، اتمنى من الشباب الاكتفاء بما خسرنا من ضحايا وتوقيف عملية الهجرة بهذه الطريقة البشعة".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدعو اللاجئين إلى التوقف عن الهجرة عبر قوارب الموت..

sdfsdfsdfsdfs

sdfsdfsdfsdf


dsfsdfsdf
fgdfg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق