بلدية الغبيري وجمعية «كي لا ننسى» أحيتا ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا

 

في الذكرى الأربعين للمجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال وعملاؤها بحق أبناء شعبنا في مخيمي صبرا وشاتيلا، أحيت بلدية الغبيري وجمعية «كي لا ننسى»، وبالتنسيق مع مؤسسة بيت أطفال الصمود المناسبة بمهرجان خطابي في المركز الثقافي لبلدية الغبيري (رسالات)، وبمسيرة رسمية وفصائلية وكشفية وشعبية، انتهت عند مأوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا بوضع أكاليل على النصب التذكاري للشهداء.
وشارك في إحياء الذكرى وفود أجنبية متضامنة، والسفير الفلسطيني في لبنان، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية ،  وعوائل وأسر شهداء المجزرة، وحشد إعلامي واسع، وحضور شعبي من مخيمات بيروت.
بدأ المهرجان الخطابي بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني عزفتهما الفرقة الكشفية التابعة لجمعية بيت أطفال الصمود، وكانت الكلمة الأولى لفلسطين ألقاها أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء فتحي أبو العردات الذي رحب في بدايتها بالحضور الكريم، معتبراً أنّ شعار «كي لا ننسى» يحمل الكثير من الدلالات، وهي عبارة عن رسالة يتمّ إرسالها كلّ عام إلى المجرمين والقتلة أن الشعب الفلسطيني لن ينسى  ما حصل على يد الإحتلال وعملائه في العام 1982.
وأكّد أبو العردات أنّ يوم الحساب آتٍ لو مهما طال الزمان، ولن يضيع حقّ وراءه مطالب، وفي هذه الحالة هناك شعب وراء المطالبة بإحقاق الحق، موجّهاً التحية إلى أرواح الشهداء الذين ارتقوا في هذه المجزرة الرهيبة، وهم فلسطينيون ولبنانيون، وموجهاً التحية أيضاً إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال، وإلى الوفود التي تشارك في كل عام في ذكرى المجزرة متكبّدةً المعاناة المعنوية والمادية لإحياء هذه الذكرى الأليمة.
واعتبر أبو العردات في كلمته أنّ الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من كلّ ما يعانيه يقف إلى جانب إخوانه في الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع وفي الأراضي المحتلة عام 48، حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية من الإحتلال.
وكانت كلمة لمسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حب الله فنّد فيها جرائم الاحتلال الصهيوني حتى قهره في العام 2000 بفعل ضربات المقاومة.
ودعا حب الله الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة والضفة الغربية إلى الوحدة ومواجهة الإحتلال الذي لا يستطيع أن يقهرهم في حال كانوا موحَّدين، مشدّداً على أنّ النصر سيكون حليفهم مهما طال الإنتظار، معتبراً أنه من اليوم فصاعداً لن يتم الإحتفال بذكريات المجازر، بل سيتم الإحتفال بذكرى الإنتصارات على العدو.
وكانت كلمة لرئيس بلدية الغبيري معن الخليل، اعتبر فيها أنّ مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى جرحاً مفتوحاً لا يخفف من آثاره سوى صمود المقاومة في مواجهة الإحتلال. وشدّد الخليل على ضرورة إيجاد حلّ للعقار الذي تقع فيه مقبرة شهداء المجزرة، كونها ملكية خاصة، معتبراً أنّ الحلّ الوحيد هو بشراء العقار من المالكين لقطع الطريق أمام أيّ جهة مشبوهة من القيام بشراء العقار بهدف طمس معالم جريمة المجزرة.
وأطلق الخليل خلال الحفل جمعية إسمها «1982 صبرا وشاتيلا» التي سيتمّ من خلالها فتح باب التبرُّعات الشعبية لشراء العقار الذي تقع فيه المقبرة، مؤكداً أنّ هذه المهمة ليست بالأمر المستحيل، خاصة بعد تقاعس المعنيين في شراء العقار وتحويله إلى معلم تاريخي عن همجية الإحتلال.
وألقت كلمة الوفود الأجنبية المشارِكة السيدة ميركا غاروتي والتي بدأتها بتوجيه التحية إلى أرواح الشهداء الذين ارتقوا في أبشع مجزرة عرفها التاريخ الحديث، مؤكدة على وقوف اللجان والوفود الأجنبية إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى إحقاق الحق.
واستذكرت غاروتي في كلمتها المجزرة التي استمرت لمدة 72 ساعة على يد «الإسرائيليين» وعملائهم، دون رحمة أو رأفة بالمدنيين والعزّل، في إهانة للمجتمع الدولي الذي لم يدن «الإسرائيليين» ولم يضغط للتعويض على أهالي الضحايا، مؤكدة أنّ «الإسرائيلي» سيدفع الثمن لأن هناك حقوق لا تزال عالقة للشعب الفلسطيني.
وألقت كلمة أسر الشهداء والضحايا فرح قويدر، بدأتها بتوجيه التحية إلى الحضور والوفود واللجان المشاركة في الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا.
واعتبرت قويدر، أنّ أهالي الشهداء لا يزالوا يعيشون يومياً مع هذه المجزرة التي ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء الأبرياء الذين ارتقوا نتيجة جرائم الإسرائيليين وعملائهم، دون أن يتم محاسبة أي منهم، مطالِبةً المجتمع الدولي بالتحرُّك وإحقاق حقوق أهالي الضحايا، كي لا تبقى المجزرة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.
ولدى انتهاء المهرجان الخطابي، انطلقت مسيرة من قاعة رسالات باتجاه مأوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا ، حيث قرأ المشاركون سورة الفاتحة لأرواح الشهداء ووضعوا أكاليلاً من الورد على النصب التذكاري للشهداء.



خلال المهرجان

من المهرجان 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق