العدوان الاسرائيلي وتهويد القدس والموقف الدولي


بقلم  :  سري  القدوة

السبت  10 أيلول / سبتمبر    2022.

         

الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد تصعيدا خطيرا في عمليات القتل الدموية والوحشية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بدم بارد، دون أي رادع أو ضوابط أخلاقية أو قانونية وسادت ثقافة القتل بعد ان أصبحت متفشية في صفوف قوات الاحتلال بصورة غير مسبوقة، وتبيح تعليمات إطلاق النار لجنود الاحتلال إطلاق الرصاص الحي، حتى في حال عدم وجود خطر على حياتهم فيما تتصاعد سياسة الإعدامات التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الأيام والأسابيع الماضية، إضافة إلى عدم تقديم المسؤولين عن اغتيال الشهيدة شرين أبو عاقلة إلى المحاكمة وعدم اعترافهم بمسؤولية الاغتيال والتي تعد جرائم ضد الإنسانية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1994 .

 

وتصعد حكومة الاحتلال من ممارساتها وسياستها التهويدية تجاه مدينة القدس، ولم يتوقف الاحتلال عن سياسته العنصرية فقد تم الكشف عن مخطط تهويدي للسيطرة على محيط البلدة القديمة بالقدس تحت عنوان "الحدائق الوطنية"، ومخطط آخر بدأت ما تسمى بلدية الاحتلال بالتعاون مع جمعيات استيطانية بالعمل عليه، للسيطرة على محيط البلدة القديمة، بهدف إحكام قبضتها على الأقصى وما حوله، وزرع أكثر من 25 ألف مستوطن بالقدس القديمة وتواصلت السياسات الاسرائيلية نفسها في الحرم الإبراهيمي، حيث تواصل سلطات الاحتلال بناء المصعد الكهربائي التهويدي، فيما اقتحم مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال ساحات الحرم، وأقاموا حفلات استفزازية صاخبة، ورفعوا خلالها أعلام الاحتلال ورددوا الهتافات العنصرية ضد المواطنين، وأَغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي  بحجة الاعياد اليهودية .

 

بينما تمارس حكومة الاحتلال وتصعد من ممارساتها واجراءاتها العنصرية وتتمادى في فرض القيود على دخول الأجانب للضفة الغربية، مع استمرارها في الاستيطان وتهويد مدينة القدس والتطهير العرقي فيها وفي مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وعمليات الاقتحامات للمدن الفلسطينية والإعدام الميداني التي تنفذها، وإمام هذه الجرائم الوحشية التي تحولت إلى نهج إرهابي لن تشكل رادعا، ولن تثني الشعب الفلسطيني من مواصلة دفاعه عن حقوقه ومقدساته وفي ظل تلك الممارسات وإمام هذه المعطيات التي تسود ارض الواقع في الاراضي الفلسطينية المحتلة بات من المهم التدخل العاجل من قبل المجتمع الدولي واتخاذ اجراءات دولية حازمة ضد هذه العنصرية .

 

وفي ظل حالة الفراغ السياسي الذي تملأه حكومة الاحتلال بإجراءاتها الأحادية الجانب، الأمر الذي يدمر حل الدولتين، وخلق دولة الأبرتهايد العنصرية، وفي ظل استمرار صمت المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية عن هذه الجرائم وإفلات دولة الاحتلال من العقاب الامر الذي يشجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم فإن المطلوب من المجتمع الدولي الدفع باتجاه طرح مبادرة للسلام وفق قرارات الشرعية الدولية لضمان أمن واستقرار المنطقة .

 

في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه، وإمام آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، والجهود المبذولة لتحريك عملية السلام يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والتدخل، لوقف عمليات الإعدام الميدانية شبه اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل وأهمية العمل والتنسيق المشترك ضمن الاطار السياسي الفلسطيني في لمواجهة التحديات الراهنة التي يفرضها الاحتلال العسكري والسعة المستمر للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والغير قابلة للتصرف والعمل بكل الوسائل الممكنة من اجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية وإنجاز حق تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين، التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق