المصائب لا تأتي فرادى.. القرطاسية تثقل من أعباء اللاجئين مع بداية العام الدراسي



 وكالة القدس للأنباء - عمر طافش

هناك مثل شائع يقول "المصائب لا تأتي فرادى"، هو حال لسان اللاجئ الفلسطيني الذي يعيش في المخيمات وخارجها. دائماً ما يردد هذا المثل فالمصائب وفي فترة زمنية قصيرة اجتمعت كلها لتحط على رأس اللاجئ الفلسطيني الذي لم يعد يتحمل أعباء هذه الحياة، تجده يترنح بين أزمة الكهرباء وفاتورة مولد الاشتراك من جهة، وارتفاع سعر صفيحة البنزين واسعار المواد الغذائية وانقطاع المياه من جهة أخرى، لكنه لم يدرك بعد المصيبة القادمة في شهر ايلول، وهي قدوم موعد بداية العام الدراسي التي تتطلب من الاهالي شراء القرطاسية لأطفالهم في ظل الارتفاع الفاحش لأسعار القرطاسية بعد أن تخطى سعر صرف الدولار لـ34000 ليرة لبنانية.

فقد تأثرت أسعار القرطاسية بتدهور قيمة الليرة اللبنانية مقابل سعر الصرف بالدولار، فعلى سبيل المثال، قلم الحبر كان سعره سابقاً يبدأ من 250 ليرة لبنانية، بات اليوم لا يقل عن 5000 ليرة لبنانية.

أما المبراة التي اعتاد الطلاب على شرائها بـ 500 ليرة لبنانية، لا يقل سعرها اليوم عن 60 الف ليرة لبنانية، في حين أن ممحاة جذابة الشكل والألوان بالنسبة للأطفال يبلغ سعرها 80 ألف على الأقل.

وفي هذا السياق، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع بعض العائلات الفلسطينية داخل المخيمات لتسألهم عن مصيبة أسعار القرطاسية وكيفية تأمينها لأولادهم في ظل هذه الظروف الصعبة ؟؟

زهرة العينا: كان الله بالعون

اشتكت اللاجئة زهرة العينا من الأسعار المرتفعة بشكل كبير وملحوظ، قائلة: "كنت أشتري بـ 50 ألف ليرة لبنانية الكثير من المستلزمات، أما الآن لم يعد لهذا المبلغ قيمة أصبحنا نشتري به كتاب واحد"، مضيفة: "كان الله في عون من لديه عائلة فمن لديه فرد أو اثنين يستطيع أن يحل أموره ولكن من لديه عائلة من أربعة أو خمسة أولاد من أين له أن يشتري؟".

وأشارت العينا إلى أن "هناك بعض العائلات تحاول قدر المستطاع تأمين احتياجات أولادها، من طعام وملبس، اما القرطاسية فلم يحسبوا لها حساباً"، مطالبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" بتقديم القرطاسية مجاناً للأطفال حتى يتمكنوا من إكمال مسيرتهم التعليمية وإلا ستقع  الكارثة.

الطفلة عبدالمعطي: ذهلت بالأسعار

من ناحيتها، تفاجأت الطفلة مريم عبد المعطي من أسعار القرطاسية المرتفعة، فهي بالسابق كانت تشتري ما تريد من مستلزمات بأسعار مقبولة، أما اليوم فإنها مجبرة على اختيار أغراض معينة ضمن ما تحمله في جيبتها من مبلغ مالي زهيد.

وتقول: "كنت اشتري من المكتبة  دفتر 6 ألوان كان سعره سابقاً 12000 ليرة، أما الآن فقد أصبح سعره 160 ألف ليرة لبنانية. ذهلت بالأسعار ولا يتوفر معي المبلغ أصلاً".

سناء شراب: الأسعار نار

من جانبها، قالت السيدة سناء شراب، وهي أم لـ 4 أولاد في المدارس، إنها "أقبلت على إحدى المكتبات لشراء المستلزمات المدرسية لأبنائي، لاحظت إرتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، ففضلت شراء كتب مستعملة"، موضحة أنه "من القلم للدفتر للشنطة المدرسية.. الأسعار نار، فقلم الحبر الذي يستخدمه جميع الطلاب ارتفع سعره إلى أضعاف"، مبينة أنها "بكل صراحة لم أستطع شراء جميع المستلزمات دفعة واحدة كالعادة، فقط قمت بشراء الأشياء الأساسية، وبحثت على النوعية الرخيصة، وبالنسبة للشنط المدرسية، لم أشتر هذا العام لأولادي شنطاً جديدة، سوف يستخدمون شنطهم القديمة في الوقت الحالي".

زاهي عايشة: دعوة الأونروا لتوفير القرطاسية

أما اللاجئ الفلسطيني زاهي عايشة ابن مخيم برج البراجنة فسنشاهده هذه السنة كما السنوات الاخرى يقف أمام أبواب مدارس الأونروا في بيروت يلبس على رأسه برنيطة تحميه من اشعه الشمس الحارقة ويبدأ وبصوت مرتفع المنادات على أسماء الطلاب حتى يقدم لهم ما تيسر من مستلزمات القرطاسية للطلاب الفلسطينيين.

وقال عايشة لـ"القدس للأنباء": "نحن نقوم بالتحضير قبل بداية أي عام دراسي لجلب دعم من الخارج حتى نتمكن من توزيع القرطاسية على الطلاب الفلسطينيين، واتمنى في هذه السنة أن يتجاوب الجميع لدعم القرطاسية حتى يتسنى لنا توزيع القرطاسية لكل الطلاب الفلسطينيين وفي جميع المخيمات والمدارس".

وأكد أنه وخلال 3 ايام سيطلق حملة لجمع التبرعات عنوانها: "القرطاسية للطلاب"، مشيراً الى انه سيشتري بكل الاموال مستلزمات قرطاسية حتى يقدمها للطلاب".

ونوه عايشة الى انه "سيقوم بالتنسيق مع ادارة المدارس حتى يتواصلوا مع ادارة الاونروا لمطالبة الوكالة التحرك من أجل هذا الموضوع وهو تأمين قرطاسية وبدل نقل ايضاً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق