أقفلت أبواب الرزق أمام اللاجيء الفلسطيني فاتجه بحراً لتوفير قوت يومه



 وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

تحت وطأة  الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان منذ أكثر من عامين، يرزح عشرات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، تحت وطأة خط الفقر، بخاصة أن معاناة اللاجيء أساساً  تكمن في منعه من العمل بعشرات المهن في لبنان، وحرمانه من أبسط حقوقه المدنية، وقد فاقمت الأزمة الجديدة حجم الضغط الكمي والنوعي في ظل إقفال أبواب  سوق العمل  وتدني الأجور ، ما ساهم في ارتفاع نسبة البطالة بما يعادل 20% ،  فكان البحر سبيلًا لعدد من اللاجئين الفلسطينيين من أجل تأمين قوت يومهم، من خلال صيد السمك وبيعه، الأمر الذي حوَّل الهواية إلى مصدر رزق.

وفي هذا السياق، قال الصياد الفلسطيني أبوالعبد حسن خلال اتصال هاتفي مع "وكالة القدس للأنباء": "في البداية كان الصيد مجرد هواية عندي، كنت أذهب مع أصدقائي إلى البحر واتصيد وما أقوم باصطياده أعود به إلى منزلي وأقوم بتحضيره لعائلتي كوجبة غذاء أو عشاء، لم أكن أتخيل يوماً بأن تصبح رزقتي الأساسية ومصدر عيشي هي من صيد السمك، فالظروف المعيشية الصعبة حولت هوايتي إلى مصلحة، وأصبحت اتصيد كي أبيع ما رزقت به، وأستفيد. فمنزلي بالإيجار ولدي أولاد عندهم مصاريف".

وحول المشاكل التي يواجهها كصياد قال حسن: " لعل أبرز المشاكل التي نواجهها كصيادين هي  ارتفاع سعر المازوت حيث أصبح سعره اليوم 700 ألف ليرة ما يجبرني أن أرفع من سعر السمك كي أقوم بتأمين المازوت، كما نواجه أيضاً أزمة ارتفاع تكلفة عدة الصيد كأسعار الخيطان وقصبة الصيد، فالأسعار كلها أصبحت بالدولار وليس بالعملة اللبنانية فقصبة الصيد مثلاً كان سعرها 15 ألف ليرة الآن سعرها 350 ألفاً، كما يتراجع عملنا خلال فصل الشتاء فالأمواج عالية ولا نستطيع الصيد".

وأضاف: "طورت عملي، كنت أبيع السمك، والآن أصبح لدي شخطورة (مركب) خاصة لي  وبدأت أصطحب معي مجموعة من الشباب يذهبون ويتصيدون أيضاً وأخذ منهم أجار الرحلة".

واشتكى أخيرا من "دم انتسابنا كصيادين فلسطينيين إلى النقابة، (ما) يضعنا دوماً في مهبّ الريح، فنحن  الحلقة الأضعف في الميناء، ففي حين يحصل زميلي الصياد اللبناني على مساعدات مالية من النقابة في حال حدوث عاصفة أو عارضٍ في البحر يمنعه من الصيد، نعود نحن إلى بيوتنا خاوي اليدين دون صيد ولا مدخول، لذا نطالب بنقابة خاصة للصياد الفلسطيني في لبنان".

لم يعد أمام اللاجيء الفلسطيني ملاذ سوى البحر مع تفاقم الأزمات المعيشية والإنسانية، ولكن مع صعوبات هذا التوجه هو بحاجة إلى دعم ومساندة، وهذا رهن بكل الجهات المعنية بهذا الجانب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق