أزمة في تجمع وادي الزينة.. تفريغ الناس من كل الشقق لرفع الإيجار

 

عمر طافش – وكالة القدس للأنباء

ارتفع سعر صرف الدولار فانهار أمامه العملة المحلية انهياراً تاماً تجاوز الثلاثين ألف للدولار الواحد، خلق هذا المشهد مشاكل على مستوى مُلاك البيوت والمستأجرين الذين كانوا يقبضون 300 $ عندما كانت الليرة بخير، اي ما يعادل 450 الف ليرة لبنانية، أما وبعد ارتفاع سعرف الصرف الى هذا الحد تحولت الـ 300 دولار الى 40 دولار، ما شكل أزمة حقيقية بين  صاحب البيت والمستاجر.

دفع هذا الوضع الى مطالبة اصحاب البيوت الى الزيادة في اجار المنزل وبعضهم طلب بالفرش دولار، ولكن ريثما خرجت الصرخة بقوة من المستأجرين "نحن غير قادرين على دفع  الايجار بالدولار"، مؤكدين أن الحياة المعيشية القاسية وتردي الوضع  الاقتصادي هو السبب الأول في عدم قدرة الناس على دفع تلك المبالغ.

تقول اللاجئة الفلسطينية في تجمع وادي الزينة، فاطمة جواد، لـ"وكالة القدس للأنباء": إن إيجارات البيوت في الوادي أصبحت فضيحة ولا تطاق، مشيرة الى أن أصحاب البيوت يرون البيت المؤجر راتب شهري يعيشون من خلاله، وخاصة أن آجار البيت قبل ارتفاع الدولار كان يعادل 300$ بحدود 450 ألف ليرة لبنانية، أما اليوم الـ 450 ألف ليرة تعادل 30 دولار". $.

تضيف جواد: "ان مالك البيت دائماً يتذرع بتصليح الأشياء التي قد يكسرها المستأجر، وهذه الحجج واهية والمكلّف بالتصليح هو المستأجر وليس المالك"، لافتة الى أن أغلب المؤجرين رفعوا سعر الإيجار ليتمكنوا من مجاراة الغلاء المعيشي.

وأكدت اللاجئة الفلسطينية جواد أن كثيراً من المؤجرين يخرجون المستأجرين من بيوتهم أو يضغطون عليهم لرفع الإيجارات "إذا مش قادر تدفع من هلق لأسبوع بدك تفضيلي البيت، يخرجون المستأجرين ليجلبوا آخرين بسعر أغلى".

وتابعت: "بدل الإيجارات في وادي الزينة بالنسبة للبيوت المرتبة بحارات هادئة تتجاوز مليون ونص مليون ليرة، وهي بيوت صغيرة بثلاث غرف، ولكن هناك بيوتاً وصل إيجارها اليوم إلى 120 دولار شهرياً"، وتشير إلى أن أهلها يدفعون مليون ليرة بدل إيجار المنزل، فيما صاحبه يريد زيادة، قد لا يتمكنون من دفعها ما يهددهم بالتشرد.

اللاجئة الفلسطينية، نعمة أحمد، ليست بأحسن حال، فقد تجد هي الأخرى، نفسها وأولادها وزوجها في الشارع بعد أن تم تهديدهم من قبل صاحب البيت، إما الدفع بما يتلائم مع الوضع الجديد بما فيه من غلاء فاحش، أو الخروج من المنزل فوراً.

تقول نعمة لـ وكالة القدس للأنباء":  "نحن عائلة مهددة بترك البيت، كل شهر يرفع المؤجر بدل الإيجار ولا يوجد بيوت رخيصة للاستئجار وأصحاب البيوت لا يرحمون، زوجي يعمل سائق تاكسي وبالكاد نؤمن سعر الطبخة التي سنأكلها خلال اليوم، مع ثمن إصلاحات السيارة ونفقات مستلزمات البيت التي لا نستطيع توفيرها أصلاً".

تطالب نعمة أصحاب البيوت بمراعاتهم لأن الظروف صعبة جداً.

بالمقابل، اتصلت "وكالة القدس للأنباء" بأحد أصحاب العقارات في تجمع وادي الزينة الذي رفض التصريح عن ذكر اسمه، قائلاً في الأيام القادمة سنعمل على تفريغ الناس من كل الشقق المؤجرة وهذا ما تم الاتفاق عليه بين عدة أشخاص في وادي الزينة تمهيداً لرفع ايجارت البيوت بما يتلائم مع سوق صرف العملة اللبنانية مقابل الدولار.

واضاف: "لا يعقل ان تكلفني الشقة أكثر من  100 ألف دولار وأنا أقوم بتأجريها بـ40 دولار أو  30، فالليرة اللبنانية فقدت قيمتها ونحن نشاهد في كل يوم كيف تخسر العملة اللبنانية قيمتها بعد أن وصل الدولار الواحد لـ15 ألف ليرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق