كأن الشعب يبحث عن انتصار في زمن الهزائم والأزمات



عبد معروف

أمام حالات الفقر والعوز، والأزمات المعيشية وصدأ السلاح، أطلقت المفرقعات ورصاصات البهجة احتفالا بالفائزين بالشهادات الرسمية.

رصاصات ومفرقعات، كأننا نحتفل بانتصاراتنا على أبواب القدس، وكأن عناصر جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين تستعد للفرار من موانئ حيفا وعكا ويافا هربا إلى بلادهم التي جاءوا منها إلى بلادنا.

رصاصات ومفرقعات، وكأن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ينعمون بالرزق الوفير وراحة البال وتمكنت قيادات الفصائل من معالجة أزماتهم الصحية والنفسية والمعيشية والأمنية.

يطلقون الرصاصات والمفرقات ويوزعون الحلوى ويحتفلون ويكرمون الطلاب الفائزين، وكأن الشعب يبحث في ركام الهزائم والأزمات عن انتصار "يبل ريقه" والفصائل التي أنجزت كل مهماتها الوطنية والنضالية لم يبق أمامها سوى الاحتفال والتكريم.

وتمكنت من دحر الاحتلال والتخلص من عصابات المخدرات والسلاح العبثي المشبوه، ولم يعد حاجة للرصاص، فكان لابد من استعماله ابتهاجا بالفائزين، وكأنه نقطة ماء في صحراء الأزمات والهزائم التي تغمر المجتمع من كل حدب وصوب.

حقا القول، ألف مبروك للطلاب الفائزين في الشهادات الرسمية، ولاشك أنه فرح يغمر القلوب، ولكن هذا الفوز لا يحتاج إلى كل هذه المظاهر ولا يحتاج إلى ضجيج السلاح وحجم المفرقعات ولا يحتاج إلى كل هذا الضجيج الاعلامي والاحتفالات والتكريمات والرصاصات والمفرقعات.

فتاريخ شعبنا حافل بالفوز والتفوق، بل هذا ما تميز به الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية، لكن يجب أن نعلم ونبحث أيضا أن هناك تدني واضح ومقلق في المستوى العلمي لدى قطاع الطلبة، وهذا ما برز في النتائج الصادرة. ثانيا إن طريقة الاحتفالات والتكريمات تشير إلى أن الشعب يبحث عن بسمة "انتصار"، والفصائل تبحث عن عمل يشغل وقتها وتكسب حاضنتها الشعبية وموازناتها المالية.

ألف مبروك للطلاب الفائزين، ولكن الأمر لا يحتاج إلى هذا الانشغال والازعاج بإطلاق الرصاصات والمفرقعات منتصف الليل، ولا يتطلب تفرغا من قيادات سياسية لتنظيم احتفالات التكريم، فهذه الاحتفالات تقام بشكل منظم، من قبل لجان ومؤسسات طلابية وتربوية معنية ومتخصصة وليس من مهمام القيادات السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق