التقى ابراهيم وبري الذي حذّر من إنشاء لناتو الأوسطي... الأحمد: هذه الخطة الفلسطينية لمواجهة التحديات الأميركية - الإسرائيلية

 

محمد دهشة

لم تهدأ الحركة السياسية الفلسطينية في لبنان منذ اكثر من أسبوع، بدت وكأنها تسابق الوقت مع زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة منتصف تموز الجاري لتنسيق الموقفين الفلسطيني واللبناني، لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بلبنان والقضية الفلسطينية معا على ضوء الجهود الحثيثة لانشاء «الناتو الاوسطي» مقابل «محور المقاومة»، وتزامنا مع المساعي لترسيم الحدود البحرية ومحاولة اسرائيل سرقة الثروات من النفط والغاز اللبناني.

والحركة التي بدأت مع زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، مروراً بلقاءات الامناء العامين للفصائل الفلسطينية والاجتماعات الموسعة والثنائية، والتي تبلغ ذروتها اليوم مع جولات عضو اللجنتين التنفيذية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» و»المركزية» لحركة «فتح» عزام الاحمد والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور على المسؤولين اللبنانيين، لوضعهم في التطورات وخارطة طريق القيادة الفلسطينية التي تتضمن سلسلة خطوات ستطالب بها الرئيس بايدن، وتكشف «نداء الوطن» جانباً منها وابرزها:

- التأكيد على محورية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعرب والمسلمين وانه بدون حل عادل لا سلام او استقرار في الشرق الاوسط، وعلى قاعدة ان استمرار الظلم يولد الانفجار، وضرورة دعم وكالة الاونروا مالياً على اعتبارها شاهداً حياً على نكبة فلسطين ووقف كل محاولات انهائها وتصفيتها.

- دعوة الرئيس بايدن الى اقران اقواله ووعوده بالافعال باتخاذ خطوات فعلية وملموسة حول مجمل السياسة الاسرائيلية التي تنتهجها ضد شعبنا، خاصةً الاجراءات أحادية الجانب المتعلقة في القدس والاستيطان، الجدار، والتهجير الذي تقوم به في الشيخ جراح والاغوار وغيرها من المدن والقوى والبلدات الفلسطينية، اذ لا يكفي التعامل الايجابي مع السلطة الوطنية من دون رفع القيود وبعض القرارات التي اتخذها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.

- ضم دولة فلسطين الى عضوية مجلس الامن الدولي، فتح القنصلية الأميركية في القدس ورفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الارهاب وفتح مكتبها في واشنطن كخطوة على الطريق الصحيح لاعادة تصحيح الخلل والتمثيل الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني.

ووفق مصادر فتحاوية لـ «نداء الوطن» فان الاحمد ابلغ الذين التقاهم بان خيارات السلطة مفتوحة في حال كانت الاجوبة الاميركية سلبية، منها الالتزام بتطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الاخير ووقف جميع الاتفاقيات والتفاهمات المتعلقة بالكيان الإسرائيلي، مقابل تفعيل المقاومة الشعبية والمطالبة بالرجوع الى تطبيق القرار 181 اي قرار تقسيم فلسطين الذي اتخذته الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1949 في اشارة الى التحلل من اتفاق «اوسلو»، واذا اعترضت «اسرائيل» يمكن طردها من الامم المتحدة.

لقاءات الأحمد
ميدانيا، واصل الاحمد مع السفير دبور ووفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية زياراتهم والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث وضعه في العناوين العريضة للخطوات الفلسطينية، فيما نقل عن بري حرصه على الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق شعب فلسطين ونضاله المشروع حتى التحرر والعودة، وتأكيده على انه مع الوحدة الفلسطينية بعيدا عن اي انقسام، واعتباره ان حلف «الناتو الاوسطي» الذي يجري العمل لانشائه يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية اولا ثم محاصرة محور المقاومة.

وقال الأحمد «نقلنا تحيات الرئيس ابو مازن وأيضا هنأناه على تجديد الثقة به رئيسا للمجلس النيابي وهو أهل لتحمل هذه المسؤولية في ظل الظروف الراهنة التي تواجه لبنان والازمات المتشعبة سياسياً واقتصادياً والصراع والخلاف مع دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تريد ان تنهب ثروة لبنان وحدوده البحرية حتى يبقى لبنان غير قادر على الخروج من الازمات التي اشرت اليها».

وأضاف الاحمد: الرئيس بري عبّر عن دعمه وعن دعم الشعب اللبناني الشقيق وحكومته ولبنان بكل مكوناته للمقاومة الشعبية التي تزداد اتساعاً وشمولاً في كل المدن والمخيمات في الضفة وطلب أن ننقل دعم الشعب اللبناني والتحامه مع الشعب الفلسطيني بكل قيادته وعلى رأسهم الرئيس ابو مازن مجددا دعمه واعجابه وتاييده للوحدة بين فصائل منظمة التحرير في المخيمات الفلسطينية وفي الساحة اللبنانية.

والتقى عزام والسفير دبور وأمين سر حركة فتح وفصائل المنظمة في لبنان فتحي ابو العردات المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، ثم عُقد اجتماع مع نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان بحضور دبور وابو العردات وعضو قيادة حركة فتح في لبنان منذر حمزة وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية عدنان يوسف.

وأكد المجتمعون أهمية الدور الذي تضطلع به منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في مواجهة المخطط الصهيوني، وما يندرج في اطاره من استهداف لقضيتنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية ومشروعنا الوطني، والدعوة الى تمتين جبهتنا الداخلية والعمل المشترك في اطار مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بقضيتنا الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق