واجه خوفك ... عبارة تحفيزية نسمعها كثيرا، هل يراد بها باطل؟



لماذا نلبس بشكل معين؟ ونأكل بشكل معين؟ ونمشي بشكل معين؟ ونتحدث بشكل معين؟ واشياء أخرى نفعلها بشكل معين لاحصر لها...

هذا لأننا نخاف، فالخوف شيء فطري في الانسان، نخاف في اللاوعي من رأي الآخرين فينا، واحيانا نخاف في وعينا الكامل منهم.
كتب: رمزي عوض
هذا الخوف تحدده العادات والتقاليد والثقافة والعقيدة، وهو خوف مبرر اذا كان ضمن المعايير الثلاث السابقة، اما اذا تعدى هذا الخوف تلك المعايير، واصبح أولوياتنا في الحياه، هنا يبدأ خوفنا بالتزايد، لن ينتهي ابدا، سيؤثر على علاقاتنا الاجتماعية وعملنا ونجاحنا واستمرارنا في الحياه، ولربما يوقفنا على قارعة الطريق لنكون بجانب هوامش الصفحة.
واجه خوفك، ليست عبارة تطلب منا الحرية المطلقة، والانطلاق النهائي لكل مايخطر ببالنا، لانه عندها نتحول الى (مجتمع الغابة)، فبدون المعايير الثلاث (العادات والتقاليد، والثقافة، والعقيدة)، سنواجه خوفنا من الاشخاص والمجتمع، بشكل مطلق ونهائي، لنتحول الى حيوانات ضارية همها الاول غرائزها وتحقيق مايخطر ببالها دون أي معايير، وهذا ما سيفقدنا انسانيتنا.
فالانسان، منذ وجوده على هذا الكوكب كان دائما مايضع المعايير والقوانين لتسهيل حياته، وذلك ما كان من اهم الاسباب لتطوير المجتمعات ونجاحها في اختراق كل العوائق امام تسهيل حياة البشر.
واجه خوفك، نعم.. واجه خوفك من الاشياء الخارجة عن تلك المعايير، لانه لانجاح بدون ضوابط، والخوف من معايير يصنعها خيالنا لنا او قد يصنعها الآخرون امام نجاحنا، هي ماعلينا مواجهتها، والانطلاق للامام، لا الهروب منها والتراجع والانهزام.
مجتمعاتنا العربية، تغزوها ثقافات عديدة تدعوا للانحلال الاخلاقي, وينطبق عليها المثل القائل (كلام حق يراد به باطل)، حيث اصبحنا أمة استهلاكية لامنتجة، وهنا لا اتحدث عن المنتجات الملموسة، بل اتحدث عن (الانتاج الفكري)، والبعيد عن النمطية والمتجه للنظرة الابداعية، في فرض ثقافتنا وفق معايرنا نحن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق