سيادة المطران عطا الله حنا : لا لثقافة الاحباط واليأس والقنوط والتي يحاول البعض تسويقها في مجتمعاتنا



القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى استقباله وفدا من الشخصيات المقدسية بأننا نرفض ان تتغلغل ثقافة الاحباط واليأس والقنوط الى مجتمعنا وخاصة الى شريحة الشباب حيث نلحظ ان هنالك من يحاولون تسويق هذه الثقافة المسمومة واغراق مجتمعنا وخاصة شبابنا في ثقافة الاحباط واليأس والاستسلام والتراجع والتخلي عن الانتماء القومي والوطني.

لا يمكننا ان نتجاهل ان الواقع الذي نعيش فيه في غاية التعقيد والصورة قاتمة ونمر بأوضاع لم نمر بها في اي وقت من الاوقات فالتآمر علينا واستهداف قدسنا وقضيتنا العادلة انما تسير بخطى متسارعة والاخطر من هذا استهداف ثقافتنا والنيل من القيم الاخلاقية والانسانية وجعل شريحة من شبابنا يعيشون في كوكب اخر هو الكوكب الافتراضي بعيدا عن الواقع الذي نلمسه ونعيشه في كل حين .
ان الوضع الذي نعيش فيه ليس مثاليا فهنالك تحديات ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ، ولكن وبالرغم من كل ذلك لا يجوز القبول بأن يتم اغراق مجتمعنا في ثقافة الاحباط واليأس ، نسمع في بعض الاحيان من يقولون لقد فقدنا الامل بامكانية اي حل عادل لقضيتنا الوطنية ، الاحتلال سرق كل شيء ، المستوطنات تتزايد وتتسع وسرقة الاراضي وممارسة القمع والظلم الممنهج بحق شعبنا وكل هذا بالفعل موجود ولكن لا يجوز ان يؤدي الى الاحباط واليأس لان هذا ما يريده منا اعداءنا لان الانسان المحبط واليآس لا يمكن ان يقدم شيئا لبلده ولشعبه ولقضيته العادلة .
ندرك جيدا ان النصر ليس قريبا في ظل ما نشهده من تحديات ومؤامرات ولكن هنالك حقيقة يجب ان يدركها الكثيرون بأن الباطل يبقى باطلا والحق يبقى حقا ، ولا يمكن مع الزمان ان يتبدل هذا وان يصبح الباطل حقا والحق باطلا .
نحن اصحاب قضية عادلة وان كنا نشعر اننا مكتوفي الايدي ، لا يمكننا ان نغير شيئا من الواقع الذي نعيشه .
ليس مطلوبا منا امام هذه الحالة التي نعيشها ان نكون غارقين في ثقافة الاحباط والاستسلام ، ان نكون واقعيين ومدركين للحالة التي نحن فيها اليوم هذا امر مهم ولكن الولوج الى حالة اليأس هذا امر اخر .
قد نكون اليوم في وضع لسنا قادرين فيه ان نبدل وان نغير احوالنا نحو ما هو افضل ولكن ليس مطلوبا منا ان نتنازل عن شيء فثوابتنا الوطنية تبقى كما هي وحقنا في الدفاع عن وطننا والتشبث بالقدس ومقدساتها كما وحق العودة كلها امور لا تنازل عنها على الاطلاق مهما اشتدت حدة المؤامرات والتحديات والعواصف والانتكاسات التي نعيشها ونمر بها .
وضعنا الفلسطيني الداخلي يحتاج الى كثير من الاصلاح والتغيير نحو الافضل ولعل هذا اهم ما يجب ان نقوم به كفلسطينيين هو ترتيب بيتنا الفلسطيني الداخلي وتوحيد الصفوف وانهاء الانقسامات التي يستثمرها الاعداء خدمة لمشاريعهم واجنداتهم وممارساتهم .
كونوا متفائلين يا ايها الفلسطينيون لان القضية العادلة هي التي ستنتصر في النهاية مهما طال الزمان او قصر ، وقضيتنا تحتاج الى الصبر والحكمة والصدق والاستقامة وكما نقول بلغتنا العامية " الصبر مفتاح الفرج ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق