الاستيطان واقتحامات الاقصى وتقوض عملية السلام



بقلم : سري  القدوة

السبت 23 تموز / يوليو 2022.

 

اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك حيث شارك عشرات المستوطنين بتنفيذ اقتحام الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته ويتعرض الأقصى يوميا لاقتحامات المستوطنين على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى وتقسيمه مكانيا وزمانيا وتمارس جماعات المستوطنين سياستها العدوانية بحق المسجد الاقصى المبارك والمساجد في فلسطين حيث اقدمت مجموعات من المستوطنين على اقتحام مسجد سعد وسعيد في مدينة القدس وقاموا بأداء طقوس تلمودية فيه بالإضافة الي سلسلة الاقتحامات للمسجد الاقصى المبارك واستمرار استهداف المسجد الابراهيمي في الخليل .

 

الاعتداء على المساجد يتم في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى تأجيج الصراع وفرض أمر واقع على الأرض المحتلة وتظهر مدى الاستهتار بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين، غير مبالية بما تنص عليه الأديان السماوية والتي تحرم الاعتداء على أماكن العبادة وتنأى بها عن دائرة الصراع .

 

التصعيد الإسرائيلي الدموي ضد المواطنين الفلسطينيين ومقومات وجودهم السياسي والإنساني في أرض وطنهم فلسطين، وممارسة أبشع أشكال القمع والتنكيل والعنف بحقهم في جميع مناحي حياتهم، سواء ما يتعلق بعنف الاقتحامات المتواصلة للتجمعات السكانية الفلسطينية والاعتقالات الجماعية العشوائية وترهيب المدنيين الآمنين في منازلهم بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، أو جرائم هدم المنازل والمنشآت والحظائر وتوزيع المزيد من الإخطارات بالهدم كما حصل في اريحا والخليل والقدس والاغوار وغيرها، أو ما يتصل باعتداءات ميليشيات المستوطنين المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وإصابة أعداد منهم كما حصل في بيت لحم ونابلس، وإقدام ما تسمى بمجالس المستوطنات بالضفة بأخذ القانون بيدها باسم دولة الاحتلال واستمرارها في السيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية، ومواصلة الجمعيات الاستيطانية المتطرفة بالعربدة وعزمها اقامة عشرات البؤر الاستيطانية العشوائية في أكثر من منطقة في الضفة الغربية المحتلة، بما يعزز من انتشار قواعد ارهاب المستوطنين وكتائبهم وتشكيلاتهم المسلحة التي تواصل اعتداءاتها وتخريبها لممتلكات المواطنين الفلسطينيين .

 

وكل ذلك يتم نتيجة عدم مساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال ومرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني مما يشكل حماية وحصانة لإفلاتها المستمر من العقاب ويشجعها على التمادي في تكريس الاحتلال والأبرتهايد وتخريب مرتكزات الحل السياسي العادل للصراع .

 

 

ويجب على المجتمع الدولي عدم استمرار صمته وتغير نمط تعامله مع  انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشيات المستوطنين وجمعياتهم واستمرار الصمت الدولي بهذا الشكل الاعتيادي والمألوف لأن تلك الممارسات تتكرر كل يوم ويجب ان يقوم المجتمع الدولي بواجباته تجاه ما يتم ارتكابه من جرائم والتدخل لوقف تلك المعاناة والألم التي يتكبدها المواطنون الفلسطينيون وأسرهم .

 

الشعب الفلسطيني ليس فقط ضحية للاحتلال، وانما أيضا ضحية مستمرة لازدواجية المعايير الدولية ولتقاعس المجتمع الدولي عن احترام التزاماته والوفاء بمسؤولياته وتنفيذ قراراته الخاصة بالقضية الفلسطينية وهذا المشهد ألاحتلالي الدموي يعمق نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (الابرتهايد) في فلسطين المحتلة من جهة، ويهدد بإغلاق الباب أمام فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين واستبداله بدوامة لا تنتهي من الصراع والعنف من جهة أخرى .

 

يجب على الاحتلال التوقف عن الأعمال الأحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين وعلى رأسها الاستيطان غير القانوني، والتوجه نحو تطبيق الاتفاقيات الموقعة تمهيدا للانتقال للأفق السياسي، الذي يستند إلى حل الدولتين على حدود 1967 ووفق قرارات الشرعية الدولية، لتعيش جميع دول المنطقة بأمن وسلام وحسن جوار .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق