من التراث الفلسطيني



بقلم الباحث جهاد دكور 

  ولك دق الدقة

كانت الدولة العثمانية

قديما تستعمل الدواب

في تنقلاتها وحمل

ذخائرها وتموين جيوشها..خاصة في

الاماكن الوعرة وذلك

في ولاياتها المترامية

الاطراف ومنها بلاد

الشام. ولما كانت بلاد

الشام هذه لا تفي بالغرض ولا تؤمن

الدواب المطلوبه رغم

السخرة والمصادرة،

فكانت تجلب تلك

الدواب احيانا عبر

البحار في السفن لتغطي احتياجاتها

من تلك الدواب.

صدف ان احدى السفن كانت محملة

بالبغال قادمة من

استنبول قاصدة بلاد

الشام-والسفينة في

عرض البحر-نفذ العلف وكانت البغال قد تعودت على نفير

البوق لتتناول وجبتها

من العلف فتلتزم معالفها. ولما احست

البغال بالجوع هاجت

وصارت تدق بحوافرها ارض السفينة الخشبية،مما

اخاف السائس المسؤول على السفينة

من الغرق فذهب مسرعا الى الطبيب

البيطري ليعلمه بحدوث الكارثة ويسأله ماذا يفعل لتفادي الغرق. فقال

الطبيب-وكان يعرف

طبائع تلك الحيوانات-

صائحا بالرجل: ولك دق الدقة. فلما سمعت

البغال صوت البوق

هدأت والتزمت معالفها. ولكن العلف لم يأت ، فبدأت بالهيجان ثانية،ولكن

المسؤول صار يكرر

تلك الدقة من حين

لآخر فتحسب البغال

انه اتاها العلف فتهدأ

وهكذا حتى وصلت

السفينة سالمة بتلك

الخدعة والمكيدة الى

مرساها.

هذه الحيوانات استعملوا معها تلك

الحيلة ليهدأ هيجانها.

ولكن الحكام بتوالي

الازمان استعملوا مع

رعاياهم حيل ومكائد

عديدة ومتنوعة منها؛

الخطب الرنانة 

والوعود الفارغة واستعملوا عددا من

الثعالب البشرية من

الوصوليين والمستزلمين والابالسة والشياطين

ووظفوا علماء نفس

وخبراء بطبائع الناس

 وسخروا الاعلام وبعض رجال الدين

لاصدار الفتاوى وتدليس الاحاديث لمسح الادمغة وايتاء

الحجة. كما حرضوا

الشعوب على بعضها

بعضا مستغلين الدين

والقبلية والطائفية

والمذهبية والمناطقية

والحزبية والترهيب

والتجويع.. حتى اصبحت الشعوب طيعة مستسلمة لاؤلئك الظلمة الذين

كدسوا الاموال وتركوا

شعوبهم تتقلب بين

براثن الثالوث المرعب

الجهل والفقر والمرض

ولا يرمش لهم جفن

رغم صراخ الارامل والايتام والمساكين

والولدان والشيوخ بينماهم ينعمون بالملذات والبهجة والسرور والغبطة والحبور صامين الآذان يدقون الدقة

كلما اهتز الكيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق