بيان ذات محتوى خطير جداً: رداً على بيان صادر بإسم المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني



 بيان ذات محتوى خطير جداً:

رداً على بيان صادر بإسم المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني، مرفق نص البيان في الأسفل:


اولاً، مصدر البيان ينتحل صفة عامة بإسم المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني، في حين أن صفتهم الحقيقية هي "المؤسسات الأهلية المتمولة من الخارج".. أي أن ذلك المصدر يلغي وجود بقية المؤسسات الغير متمولة من أحد والتي تعمل من جلدها ولحمها وكذلك المؤسسات المتمولة من جهات داخلية فلسطينية. إن وجود عوائق قانونية في البلد المضيف أدت إلى إنقسام المؤسسات إلى ثلاث فئات لا يعطي الحق لأحد أن يتحدث باسم الجميع، خصوصاً أن الانتقادات على مواقع التواصل طالت فئة واحدة (أو ربما جزء من تلك الفئة) ولم تشمل جميع المؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني. مثل هذا التعميم والتجييش من قبل المصدر يدل على ضعف صاحبه وهروبه إلى الأمام، وفي نفس الوقت يدل على ضعف من شاركه ورضوخه لإملاءات. 


ثانياً، يركز البيان على ذكر إنجازات لم ينتقدها أحد ولم يعترض عليها أحد، وفي نفس الوقت يتجاهل البيان ذكر النقاط قيد الحديث والرد عليها بشكل واضح وصريح وبالتالي الاعتذار عن الخطأ إن وجد، أو إزالة سوء الفهم إن وجد. مثلاً وجود رموز المثلية على إعلان لإحدى المؤسسات، هل هو خطأ غير مقصود ربما قام به موظف عن غير إدراك لمحتواه أو هو سياسة مقصودة؟  هكذا تجاهل يجعلنا نميل إلى الاعتقاد أنها سياسة مقصودة، خصوصاً في ظل حملة الترويج الراهنة للمثلية والمعروفة للجميع. 


ثالثاً، يتناسى البيان أساس قضيتنا، بأننا شعب مهجر ومشرد ومحرومون من كل الحقوق في تقرير مصيرنا وإدارة أمورنا، وأن الحديث عن حقوق الإنسان ومنها حقوق المرأة كما نريد نحن تلك الحقوق وليس كما يريدها لنا عدونا هو حلم يراودنا وما زال بعيداً عن واقعنا في ظل استمرار اغتصاب أرضنا وحقوق شعبنا بذكوره وإناثه. مع العلم ان البيان نفسه يتحدث عن نضال الجمعيات في هذا المجال في بنده الثاني. ويتناسى أيضاً أن مجتمعنا لم يفصل يوماً بين الرجل والمرأة لا في ميادين القتال ولا في ميادين الكفاح والعمل كل بما يستطيع وبما توفره الظروف على صعوبتها البالغة. وأكبر دليل على ذلك أن غالبية العاملين في تلك الجمعيات هم من الإناث ولم يعترض مجتمعنا على ذلك، ما دام عملهن مشرفاً وليس مشروطاً بالخروج عن القيم الإجتماعية والدينية او عليها. 


رابعاً، في ظل البطالة التي تفوق الثمانون بالماية في مجتمعنا لا يجوز تحويل الكفاح من أجل زيادة فرص العمل ورفع مستوى الأجور للجنسين إلى صراع بين الرجل والمرأة على تلك الفرص... هكذا نهج لا شك هو نهج تدميري يهدف إلى تقويض نضالنا الوطني الذي تكاتفت فيه المرأة مع الرجل على مدى العقود الماضية.


خامساً، لماذا لم يحسم البيان الجدل بإضافة بند واحد على ما ذكر فيه تؤكد فيه الجمعيات على تمسكها بالقيم الإجتماعية والأعراف والمثل الدينية والعادات والتقاليد الفلسطينية العربية المسيحية والإسلامية؟ أم هم ضد ذلك؟ الجواب مطلوب منهم ولن أقول شيئاً نيابة عنهم.


وهل صحيح أن تمويلهم يأتي مشروطاً بترويج أفكار غربية غريبة عن بيئتنا العربية؟ وإن صح فما هو موقفهم من ذلك؟


سادسا، من المفترض أن البيان يمثل مؤسسات تفهم معنى الجندرية، وبالتالي هي مؤسسات ليست ذكورية ولا أنوثية... مع ذلك يلتبس الأمر في صياغة الفقرة الأخيرة في البيان حيث يصبح الحديث بلسان انثوي ومخاطباً للرجال متهماً إياهم بمحاولة اقصائهم والعودة بهم إلى أزمنة الجاهلية والتخلف. بصراحة، لم أفهم هذا الخطاب ولا أريد أن افهمه... وسأعتبر المسألة مجرد زلة قلم أو إنفعال... ولكن هل المقصود بالجاهلية هو ما كان قبل الإسلام؟ أم ماذا؟... 


حسام شعبان

ا-----------------


نص بيان المؤسسات:


بيان صادر عن المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان 


إلى الاخوة والرفاق في فصائل الثورة الفلسطينية في لبنان


تحية وبعد


منذ أيام تتعرض مؤسسات العمل الأهلي الناشطة في الوسط الفلسطيني الى حملة تحريضية عليها تستهدف تشويه سمعتها والنيل منها، وذلك عبر التشكيك بهويتها وقيمها وأهدافها الوطنية والاجتماعية والثقافية التي لطالما شكلت أحد أعمدة ومحاور عملها الرئيسية والأولى. وتنتقل هذه الحملة من مؤسسة الى آخرى، ومن مخيم الى آخر بشكل منظم، وبهدف خلق إنقسام مجتمعي ووطني بين بنات وأبناء المخيم الواحد، وبين المؤسسات الأهلية ومجتمع المخيمات. في هذا السياق، يهم مؤسسات العمل الأهلي العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان التأكيد على ما يلي: 


١- إن المؤسسات الأهلية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان هي جزء أصيل من النسيج الاجتماعي  لمخيماتنا وتجمعاتنا، إن من حيث الكادرات البشرية او من حيث المساهمة في المسيرة النضالية الوطنية الطويلة، الممتدة منذ عشرات السنوات ومن أجل إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. حيث لا يخفى على أحد مساهمة ودور مؤسساتنا في صيانة مخيماتنا والمحافظة عليها وتعزيز عوامل صمودها بكافة أنواع التدخلات والبرامج الاجتماعية والثقافية والإغاثية. وخلال مسيرتها النضالية هذه، قدمت المؤسسات الشهيدات والشهداء، وتعرض العشرات من كادراتها للاعتقال اثناء قيامهن/هم بواجباتهن/هم الوطنية والإجتماعية. 

٢- ناضلت، وما زالت، جمعياتنا تناضل من اجل إلغاء كافة أنواع التمييز والحرمان التي يتعرض لها شعبنا في لبنان، ومن أجل حقه في العيش الكريم والتمتع بحقوقه الإنسانية والاجتماعية. ولأجل ذلك ناضلت مؤسساتنا، وما زالت، في المحافل الدولية، كما في لبنان، لرفع الظلم عن شعبنا، ومن اجل الحصول على حقه في العيش بكرامة.  

٣- حملت مؤسساتنا رسالة واضحة أيضا في نشر الثقافة الوطنية والتاريخ النضالي لشعبنا ولقضيته العادلة، حيث شكلت البرامج الثقافية والوطنية إحدى المحاور الهامة في عملها، وساهمت في نقل ذلك الى الأجيال الصاعدة في روضاتها، ومراكز التدريب المهني وغيرها من مراكز عملها.  

٤- وخلال الازمة الحالية الممتدة منذ عام 2019، ساهمت المؤسسات في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية وأنجزت عشرات المشاريع الإغاثية، متقدمة على وكالة الغوث-أنروا- وغيرها من المرجعيات الدولية والمحلية. 

٥- أن محاولات تحريف وشيطنة برامج ومشاريع التمكين الاقتصادي والإجتماعي للنساء والفتيات، كما حقوقهن، التي تنفذها الجمعيات في المخيمات، كما التحريض على المؤسسات، ستموت في مهدها، فهدفنا الأول والأخير هو تعزيز الفرص المتساوية في الوصول الى مواقع القرار وبما يجسد نضالنا الممتد والمستمر منذ عقود، كما تعزيز الفرص المتساوية في الوصول الى استكمال التحصيل العملي، و/أو في العمل، الذي شكل ويشكل، أحد مساهمات نسائنا وفتياتنا الرئيسية لإنتشال أسرهن من الفقر والتهميش، أو في مساواة اجورنا وساعات عملنا بأخوتنا الرجال والذكور الفلسطينيين. فلا تحرفّوا دعواتنا بالمساواة لإقصائنا عن مواقعنا في مسيرة النضال الوطني، او للإنقضاض على منجزاتنا التي عمدناها بدماء شهدائنا وشهيداتنا، او للعودة بنا الى ازمنة التخلف والجاهلية.



الجمعيات والمؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان

بيروت في 30 حزيران 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق