بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 7 حزيران / يونيو 2022.
الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أو تحمله في ظل غياب الأفق السياسي والحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتنصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية والتصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان ومواصلة الأعمال أحادية الجانب وبخاصة في القدس والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وبخاصة المسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعات المتطرفين من المستوطنين وبأعداد كبيرة وأداء الصلوات في باحاته، والسماح لهذه المجموعات المتطرفة برفع الأعلام الإسرائيلية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، في انتهاك صارخ للستاتسكو التاريخي علاوة على ممارساتهم العدوانية من أجل طرد الفلسطينيين من احياء القدس وهدم منازلهم والقتل اليومي للأطفال وأبناء شعبنا العزل واستمرار جرائم الاستيطان وإرهاب المستوطنين .
باحات المسجد الأقصى شهدت مجددا تواجد أعداد كبيرة من جيش الاحتلال الذي يقوم بإخلاء باحات المسجد الأقصى من المسلمين وإغلاق الأبواب بالسلاسل لتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد الأقصى بهدف تثبيت التقسيم الزماني والمكاني في باحات المسجد الأقصى ويشهد المسجد الاقصى منذ ما يزيد على سبعين يوما عمليات اقتحام تتم يوميا من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الحادية عشر صباحا حيث يتم إخلاء المسجد الأقصى من المسلمين والسماح لليهود لدخول الأقصى وإقامة صلواتهم التلمودية فيه، وهذا ما يسعى الاحتلال لتثبيته كتقسيم زماني بعد صلاة الفجر وقبل صلاة الظهر وان تلك الأحداث في القدس تنذر بتفجر صراع ديني في المنطقة تبدأ من القدس وقد تمتد لدول كثيرة في العالم، إذا لم يتحرك العالم قبل فوات الأوان فالعواقب وخيمة على العالم وليس على الشعب الفلسطيني والعرب فقط، ومن تابع الشعارات التي رفعها المتطرفون في مسيرات الأعلام والاقتحامات يدرك حجم ثقافة هؤلاء المتطرفين الذين يمارسون الكراهية وينشرون ثقافة التطرف ويعتبرون أنفسهم فوق الجميع .
وتستمر انتهاكات الاحتلال ضد المسجد الأقصى بالتزامن مع رفع وتيرة الاستيطان وازدياد اعتداءات المستوطنين ومواصلة قوات الاحتلال إعداماتها الميدانية للأطفال والنساء والشبان مستفيدة من الصمت الدولي والعجز العربي والإسلامي بينما يواجه الشعب الفلسطيني في أولى القبلتين بعزم وإصرار تلك الاقتحامات المتكررة للمتطرفين، وفي ظل ذلك يجب على القيادة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني والإسلامي سرعة التحرك واتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف ممارساتها الاجرامية والاحتلالية وما تقوم به من إجراءات تطهير عرقي وتمييز عنصري، وخاصة في ظل عدم وجود تحرك أميركي فاعل يؤدي إلى وقف هذه الاستفزازات والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي .
لا يمكن استمرار ممارسة الظلم وتكرر مأساة الشعب الفلسطيني من فصول النكبة والنكسة وحان الوقت لتدخل المجتمع الدولي والقيام بإجراءات رادعة بحق الممارسات الإسرائيلية وعدم الكيل بمكيالين لأن الوضع على الأرض لم يعد مقبولا إطلاقا ويجب تصحيح تلك الاخطاء التاريخية ووضع حد للصمت على جرائم الاحتلال المتواصلة على مدار 74 عاما بحق الشعب العربي الفلسطيني ويجب التحرك من اجل دعم تحقيق السلام وبذل الجهود مع الأطراف الدولية كافة لوقف التصعيد القائم والانتقال لمبادرات تؤدي للوصول الى الأفق السياسي المنشود والعمل على انهاء الاحتلال ووضع حد لمسلسل الجرائم الاسرائيلية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق