مع اقتراب موعد الشهادات الرسمية.. تحديات كبيرة تواجه الطلاب الفلسطينيين وذويهم



وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

أيام قليلة تفصل الطلاب الفلسطينيين عن تقديم امتحانات الشهادة الرسمية اللبنانية، حيث من المقرر تقديم امتحانات الشهادة المتوسطة (بريفيه) في 25 حزيران المقبل، أما طلاب الثانوية العامة (بكالوريا ثانية) في 29 من الشهر ذاته. وسيقدم الطلاب امتحاناتهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها لبنان، ناهيك عن ظروف اللجوء القاسية التي يعيشها هؤلاء الطلاب وذويهم، ما ضاعف من معاناتهم، خاصة وأن مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، لا تملك أي برنامج تقوية من شأنها تأهيل الطلاب لهذا الاستحقاق، قبل موعده المحدد. ليبقى العبء على الأهالي في تأمين مدرسين يقومون بإعطاء دروس خصوصية لأولادهم، بتكلفة باهظة تصل إلى حدود المليون ليرة في الشهر.

سارة: أتمنى أن تكون الامتحانات سهلة

وفي هذا السياق، تحدثت الشابة سارة ف.، التي ستقوم بتقديم امتحانات البكالوريا، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: إنا "اليوم أخضع لامتحانات المرحلة النهائية من العام الدراسي، وبعدها سيتبقى لي أيام قليلة من أجل مراجعة المنهج المقرر"، مبينة أنها "منذ شهرين تقريباً بدأت بالدراسة بمساعدة أستاذ للمواد العلمية، لانه لم يكن باستطاعة أهلي دفع تكاليف الأستاذ منذ بداية العام الدراسي، وكنت أعتمد على نفسي في الدراسة، في حين أن معظم الطلاب اضطر ذووهم إلى تأمين أساتذة لأولادهم، أو تسجيلهم في معاهد دراسية، لأن المدرسة لم تقم بشرح المنهج بالشكل المطلوب، وكان كله على عجل، ربما لضيق الوقت"، قائلة "حتى اليوم لم أتمكن من إنهاء جميع الدروس، وأتمنى أن تكون الامتحانات سهلة، كي أنال النجاح، وأفرح قلب أمي التي تعمل من أجل تأمين المبلغ المطلوب للأستاذ".

جميل: سلاحنا العلم

بدوره، أكد الطالب جميل س.، الذي سيقدم امتحانات البريفيه، أنه "بدأ بمراجعة المنهج المطلوب، بمساعدة أساتذة، لأنه لا يمكن لأي طالب أن يقوم بمفرده بدراسة المقرر"، مبيناً أن أمه "وضعت لي أستاذ لمادة الرياضيات، وأستاذ لباقي المواد العلمية، وكل أستاذ يأخذ 500 ألف ليرة في الشهر"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أي معاهد تقوم بتدريس الطلاب بالمجان، لذلك يتوجب على الأهالي تأمين أساتذة لأولادهم"، مضيفاً: "عاهدت نفسي أن أدرس كثيراً وأجتهد، كي لا يضيع تعب والدي، لأننا كفلسطينيين لا سبيل لنا إلا العلم، فهو سلاحنا لمقاومة متاعب الحياة".

سهير: اعتمد على نفسي

من جانبها بينت الطالبة، سهير أ.، أنها حتى اليوم لم تتمكن "من مراجعة كل المنهج، فأنا أعتمد على نفسي في الدراسة، لأن وضع أهلي المادي لا يسمح لهم بدفع مبالغ كبيرة للأساتذة، غير أنني أقوم بتدريس طلاب في المنزل للمرحلة الابتدائية، كي أستطيع تأمين مصروفي، ومساعدة أهلي في هذه الظروف الصعبة"، موضحة أن "امتحاناتي تتضارب في الوقت ذاته مع امتحانات طلابي، لذلك أقوم بتدريسهم، وأنا انتظر انتهاء امتحاناتهم كي أتمكن من مراجعة المنهج المقرر، وليس هناك خيار آخر"، مبينة أنها "أشكر الله تعالى أني ليست بحاجة إلى أساتذة ومعاهد، فوالدي بالكاد يؤمن قوت يومنا، ويصل إلى آخر الشهر مديون، فكان لا بد لي من إيجاد طريقة لتأمين مصروفي حتى أخفف العبء عن والدي".

ان مسؤولية الطلاب تقع على إدارات مدارس الأونروا، المسؤولة المباشرة عن مستقبل الطلاب الفلسطينيين، فهل تبادر لوضع برنامج مستعجل لمساعدة طلاب الشهادات على العبور بنجاح في هذا الاستحقاق الذي يتوقف عليه مصير هذه الشريحة من أبنائنا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق