تنافس سياسي حاد بين فتح وحماس في لبنان.. في ظل خطابات وشعارات تدعو إلى الوحدة والمصالحة



عبد معروف

أعربت أوساط داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، عن استغرابها العارم، بسبب التنافس السياسي الحاد بين حركتي"فتح" و"حماس" الذي تصاعد خلال الأيام الأخيرة بشكل غير مسبوق على الساحة اللبنانية، في ظل خطابات وشعارات ترفعها الفصائل تدعو إلى الوحدة الوطنية والمصالحة.

سواء اعترفت أم لم تعترف قيادة الفصائل بحجم الانقسام القائم بينها، والمنافسة التي اشتدت حرارتها خلال الأيام الماضية في لبنان، فقد برز هذا التنافس السياسي من خلال طبيعة ما تم تناوله خلال الاجتماعات الداخلية وحالة الاصطفاف والتكتلات التي شكلت خلال الساعات الماضية، وحجم الوفود التي وصلت لبنان واجتمعت كلها بشكل منفرد إلى قيادات سياسية وأمنية فلسطينية ولبنانية رسمية وحزبية وفي مقدمتها، رئيس الجمهورية اللبنانية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي.

وبرزت أيضا من خلال القطيعة التي ظهرت في الاجتماعات، فلم تشارك حركة "فتح" في الاجتماعات التي دعت إليها حركة "حماس" بحضور رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وشاركت فيها القيادات المركزية للفصائل، ولم تشارك "حماس" في أي اجتماع  مع حركة "فتح" ولم تشارك في أي اجتماع دعت إليه حركة "فتح".

وتأتي هذه القطيعة وهذه المنافسة بعد تصريحات وبيانات صدرت حول أهمية الوحدة الوطنية والمصالحة وضرورة وحدة الموقف الفلسطيني في هذه المرحلة بالذات لمواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية والشعب ليس أمام تصاعد الهجمات الصهيونية في قطاع غزة والضفة الغربية فحسب، بل بسبب حجم المأساة وحالة التردي والفقر والبؤس الذي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني في لبنان.

وجاء الاستغراب أيضا بعد أن أعلنت الحركتين أكثر من مرة، أنهما طويا صفحة الخلاف بينهما في لبنان على الأقل بعد تدخل مباشر من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي جمع قيادة الحركتين أكثر من مرة وتلقى الوعود بعد الانجرار إلى المنافسات والحساسيات والانقسامات في مرحلة تعتبر الأشد خطرا في تاريخ القضية الفلسطينية، وفي مرحلة تعتبر هي الأسوء في حياة اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبتهم الأولى عام 1948.

ورغم كل ذلك لم تتفق آراء المتابعين والمراقبين عن سبب وخلفيات وخفايا هذا النشاط السياسي الكثيف وسبب ارتفاع حدة المنافسة الفصائلية في لبنان في هذه المرحلة بالذات.

وقد رصدت صحيفة "القدس العربي" اللندنية، آراء عدد من المثقفين الفلسطينيين، وأكدت بعض الآراء أن للنشاط السياسي الفلسطيني الكثيف وغير المسبوق في لبنان بعدا إقليميا، على خلفية التكتلات وتشكيل التحالفات على صعيد المنطقة برمتها، وبالتالي يأتي نشاط وتحركات الفصائل في إطار التحالفات الاقليمية وفي إطار سياستها العامة، ولعدم استعمال ورقة المخيمات الفلسطينية كعنصر في إطار المحاور الاقليمي.

آراء أخرى رأت أن النشاط السياسي الكثيف لحركتي"فتح" و"حماس" في لبنان، له بعد داخلي بسبب حجم التنافس على قيادة الشعب الفلسطيني وحجم كل فصيل في المعادلة الداخلية الفلسطينية وقدرته على فرض نفوذه.

فبعد ساعات قليلة من إجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي دعت إليه حركة "حماس" وترأسه رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، عقد عضو اللجنتَين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" عزّام الأحمد لقاءً في قاعة الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين في بيروت، مع قيادة حركة "فتح" في لبنان، تناولَ الوضع السياسي العام وأبرز المستجدات على الساحة الفلسطينية في الوطن ومواصلة العدو الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه جرائمهم وانتهاكاتهم بحق "أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، بخاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك". 

كما بحث الأحمد خلال اللقاء جملةً من القضايا الوطنية والتنظيمية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيّمات والتجمُّعات الفلسطينية في لبنان على الصعد كافةً. 

كما شدّد المجتمعون في اللقاء على "ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده".

وأبلغ مسؤول من حركة "فتح" صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية، أن زيارة الاحمد إلى بيروت تأتي من باب الحراك السياسي لتأكيد قوة الحركة ونفوذها وتفاعلها مع لبنان الرسمي والسياسي والشعبي، وتكتسب أهمية خاصة كونها تحمل رسالة من الرئيس محمود عباس الى المسؤولين اللبنانيين، تؤكد على التضامن الكامل مع لبنان في التصدي لمحاولة سرقة اسرائيل ثرواته البحرية من الغاز والنفط وعلى حق بترسيم حدوده بما يحفظ حقوقه المشروعة، والتنويه بموقف لبنان الداعم للموقف الفلسطيني. 

وأشار المسؤول، إلى أن "فتح" أم الصبي وستبقى حريصة على أمن واستقرار المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ولن تألو جهداً في قطع دابر أي فتنة، مستبعدا أي لقاء مع قيادة "حماس" سيما وأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائب رئيس الحركة في اقليم الخارج  موسى ابو مرزوق قد غادرا لبنان، خاصة وأن الأخير هو الذي تابع في الفترة الأخيرة تفاصيل ملف  المصالحة مع الاحمد.

وفي مكان آخر، تزامنت التحركات السياسية لقيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان، مع تحركات شعبية فلسطينية  داخل وخارج المخيمات، للتعبير عن مدى حالات الفقر والعوز والبؤس الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني، وتطالب بمساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة من أجل رفع المعاناة  وحالة البؤس والاحباط التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون داخل مخيماتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق