أهالي مخيَّم شاتيلا يحتفلون بالدكتور الأممي كريس يانو

 

"٣٧" عاماً وما زال أهالي مخيم شاتيلا يستذكرون  شهداءهم، ولم ينسوا الشهداء الأحياء الذين وقفوا معهم خلال محنتهم، ولم ينسوا من عانى معهم الحصار والجوع.

 
هناك قامات تركت بصمات لا زالت حتى اليوم يستذكرها أهالي المخيم في مجالسهم اليومية، منهم الجرّاح الكندي الجنسية، اليوناني الأصل الدكتور كريس يانو، الذي ذاع اسمه وصيته في كافة الاوساط الفلسطينية. والذي جاء من أقصى البلاد، حاملاً حقيبة بيده، يبحث عن مريض أو جريح طالته يد مجرم، ليمد يد المساعدة، ووقف إلى جانب الشعب الفلسطيني كما وقف مع غيره من شعوب العالم المضطهدة والمظلومة. 
من قناعاته الوطنية والإنسانية أن الهوية لا تقف حائلاً أمام أداء العمل الانساني، وأن الانتماء دائماً يكون للانسانية ولانقاذ الأرواح.

مساء الأربعاء 2022/6/8 لم يكن يوماً عادياً في حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا، حيث كانوا على موعد مع من وقف معهم خلال حصار مخيمهم وأنقذ أرواحهم وأرواح أبنائهم، وكان ملاك رحمة بعثه الله عوناً لهم، فزحفوا شيباً وشباباً ونساءً وأطفالاً وفصائلاً ومؤسساتاً وجمعياتاً إلى مركز الفتوّة في مخيم شاتيلا، فكانت فرحتهم لا توصف عند لقائه، وامتزجت دموع الفرح بدموع الذكريات الحزينة، كيف لا وهو من قاسمهم رغيف الخبز والجوع والعطش والقصف وكان شاهداً على استشهاد العديد من أبناء المخيم.

وكانت كلمة للدكتور الأممي كريس يانو، حيّا في بدايتها المخيمات الفلسطينية وأهلها وشيبها في ذكرى الإجتياح الصهيوني للمخيمات الفلسطينية، مؤكداً أن الاحتلال زال وبقيت المخيمات شاهداً على دمويته. 

واستذكر الدكتور يانو في كلمته، تنقّله بين المخيمات والتجُمّعات الفلسطينية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومشاهداته أثناء الحصار الذي عانته المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وتطرّق الدكتور يانو إلى حادثة الصهاينة الذين سقطوا أسرى في يد المقاومة الفلسطينية وكيف تمت معالجتهم، وهو ما يفسّر أخلاق وروح القيّمين على الثورة والمقاومين  الفلسطينيين الذين كانوا يتصرّفون على قاعدة "أن الثورة من دون أخلاق هي كذب ونفاق". 

وتحدث الدكتور يانو عن معاناة الشعب الفلسطيني أثناء الحصار في مخيم شاتيلا، والصعوبات التي واجهها الطاقم الطبي لمساعدة الجرحى من المدنيين والفدائيين على اعتبار أن القصف على المخيمات في تلك الحقبة لم يميّز بين مدني وعسكري وطفل وأمرأة وكهل، متطرّقاً إلى الشعور الذي كان يرافق الطاقم الطبي بعد مشاهداتهم هذه. 

وعبّر الدكتور يانو عن اعتزازه أنه عمل في صفوف الهلال الأحمر الفلسطيني وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، معتبراً أن منظمة التحرير كانت وستبقى الجامع لجميع فصائل الثورة الفلسطينية والموحِّدة للشعب الفلسطيني، وهي خير ممثل للقضية الفلسطينية.

وكانت كلمات ترحيبية ومداخلات من الحضور لم تخلوا جميعها من الإشادة بالدور الكبير والمميز للدكتور يانو، واسترجاع الذاكرة الى تلك الحقبة السوداء من الزمن..

وكرّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" -الشعبة الرئيسية وأهالي مخيم شاتيلا الدكتور يانو بدروع عربون وفاء ومحبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق