وفد اللجنة الإستشارية الخاصة بـ الأونروا يزور مخيم عين الحلوة في صيدا



 محمد دهشة - نداء الوطن

حملت زيارة وفد اللجنة الإستشارية الخاصة بـ»الأونروا»، إلى مخيم عين الحلوة، رسالة أممية عن مدى اهتمام الدول المانحة والمضيفة بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في المخيمات في ظل الأزمات المعيشية الخانقة، والتي لم تقتصر على وعود بحشد الدعم المالي وإنّما بتأييد الحقوق المشروعة، في وقت أكد فيه الفلسطينيون أن قضيتهم ليست خدماتية وإنما سياسية بامتياز ولها تبِعات إنسانية.

الزيارة التي تعتبر الأرفع منذ سنوات إلى عين الحلوة، جاءت في أعقاب انتهاء اجتماعات اللجنة الإستشارية على مدى يومين في العاصمة اللبنانية – بيروت، وبعد زيارة ميدانية منذ أيام إلى مخيم «برج البراجنة» في بيروت، حيث اطلع الوفد على حياة البؤس والفقر الممزوجة بالصبر والإصرار على التمسك بوكالة «الأونروا» دون نقل صلاحياتها وعلى حق العودة رغم مرور 74 عاماً على نكبة فلسطين.
وعاين الوفد، الذي ضمّ ممثلين عن الدول المانحة بما فيها الإتحاد الأوروبي، والدول المضيفة بما فيها لبنان، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وفلسطين ممثلة بدائرة شؤون اللاجئين، والذي رافقه مدير عام الوكالة في لبنان كلاودي كوردوني، المعاناة عن كثب واعتبرها «فوق الوصف»، في وقت أدّى فيه لبنان دوراً مميزاً في تسليط الأضواء عليها عبر لجنة «الحوار اللبناني – الفلسطيني» وجهود رئيسها الدكتور باسل الحسن، ما دفع رئاسة اللجنة الاستشارية «للأونروا» إلى اختيار لبنان بالإجماع لولاية جديدة لسنة إضافية.
ووسط إجراءات أمنية اتخذتها القوة الفلسطينية المشتركة وقوات الأمن الوطني، عقد الوفد اجتماعين في مدرسة «السموع»، الأول مع ممثلي «اللجان الشعبية» بمشاركة قائد القوة المشتركة العقيد عبد الهادي الاسدي، حيث أكدت تمسكها بوكالة «الأونروا» ورفض نقل أيّ من صلاحياتها إلى مؤسسات أممية شريكة، وعلى حق العودة ورفض التوطين، والثاني مع برلمان الطلاب الفلسطينيين الذين استمع منهم إلى أحلامهم ورغبتهم في العيش بحرية وكرامة والعمل، قبل أن ينتقل الى صيدا ويتفقد مستشفى «الهمشري»، ويلتقي مديره العام الدكتور رياض أبو العينين والطاقمين الطبي والإداري، ويطلع على خدماته الطبية وتطوير أقسامه وافتتاح أخرى جديدة، كما على احتياجاته.
ووصف عضو «اللجنة الشعبية» عدنان الرفاعي الزيارة بأنها مهمة، وقال لـ «نداء الوطن»، إن الوفد استمع إلى موقفنا الواضح بالتمسك بوكالة «الأونروا»، والرافض نقل أي تفويض من صلاحياتها، مشدداً على أن قضيتنا سياسية وليست إنسانية، ولا نريد شيئاً سوى العودة إلى فلسطين».
وشدد أمين سر «اللجان الشعبية» في فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» الدكتور عبد ابو صلاح على مسؤولية المجتمع الدولي في تأمين موازنة مالية دائمة لوكالة «الأونروا»، ريثما يتم تطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض».
وأمل ممثل «اللجان الشعبية» في تحالف القوى الفلسطينية خالد زعيتر «ابو حسام» أمام «نداء الوطن»، من الوفد أن ينقل معاناة أبناء المخيمات وإصرارهم على العودة، على اعتبار أن قضيتنا سياسية ولها تبعات خدماتية وإنسانية.
ووفق المشاركين، فإن ممثلي النروج والسويد والإتحاد الأوروبي، أكدوا أننا نسمع عن المعاناة ولكنها على أرض الواقع أشدّ وطأة وقد شاهدناها بأم العين، سنسعى إلى حشد التمويل المالي لاستمرار تقديم خدمات «الأونروا» وتحسينها، ونؤيد مطالبكم العادلة بحياة كريمة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وسلم وفد من الحراك الفلسطيني الموحَّد المستقل مذكرة مترجمة إلى اللغتين الإنكليزية والألمانية عبر طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة موجهة إلى الوفد من خلال كوردوني، تلخص مطالب ومعاناة اللاجئين، وتؤكد التمسك بـ»الأونروا» ورفض نقل صلاحياتها لهيئات بديلة، وتطالب باعتماد موازنة ثابتة مستدامة تلبي حاجات اللاجئين، وإعلان حالة طوارئ في لبنان واعتماد مساعدة مالية شهرية للعائلات حتى انتهاء الأزمة.
وترأس عضو اللجنة التنفيذية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية»، رئيس «دائرة شؤون اللاجئين» الدكتور أحمد أبو هولي اجتماعاً لـ»هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان، في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، حيث وضعهم في أجواء ما خلصت إليه اجتماعات اللجنة الاستشارية، كاشفاً عن جانب من الخطة الاستراتيجية «للأونروا» لجهة الرؤية الشاملة والنهج لتقديم خدمات عالية الجودة للاجئين واستدامتها، بما فيها الإصلاحات والتمويل وسواهما.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وخلال استقباله المشاركين في اجتماعات اللجنة الإستشارية «للأونروا»، أكد أنه «من دون حق العودة الكريمة للأخوة الفلسطينيين، وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس فلا استقرار في المنطقة والعالم». وشدد على «ضرورة استمرار الدول المانحة بدعم «الأونروا» لكي تقوم بدورها في رعاية الأخوة الفلسطينيين مع ما يشكله هذا الأمر من استقرار اجتماعي داخل المخيمات باتت الحاجة إليه أكثر إلحاحاً».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق