البلدة القديمة وسياسات التهجير القسري

 


بقلم  :  سري  القدوة

الثلاثاء   28  حزيران / يونيو 2022.

 

تمارس حكومة التطرف الاسرائيلي مشاريع ومخططات متعددة الاهداف والنتائج يجري العمل من خلالها عبر مؤسسات تابعة للحكم العسكري الاسرائيلي في القدس المحتلة يتم ممارستها مارس بقوة الاحتلال وبشكل غير قانوني فى محيط البلدة القديمة بهدف الغاء طابعها العربي الاسلامي وفرض واقع مصطنع جديد يخدم الرواية اليهودية التي يتم تسويقها دوليا حول يهودية القدس في محاولة بائسة منهم لطمس وسرقة تاريخ المنطقة الاسلامي والعربي منذ ألاف السنيين .

 

تتواصل مخططات الاحتلال العسكري الاسرائيلي ضمن سياسة الاستيطان  من اجل خلق واقع تهويد جديدة ولذلك تتواصل مخططات تغير الواقع حيث تقوم سلطات الاحتلال بتنفيذ حفريات بآليات ثقيلة في منطقة القصور الاموية جنوب المسجد الاقصى المبارك، وساحة حائط البراق، علما أن هذه المناطق هي وقف اسلامي وجزء أصيل من المسجد الاقصى المبارك، حيث تشكل هذه الحفريات وتحمل خطورة بالغة  على اساسات المسجد الاقصى في ظل منع الاوقاف الاسلامية من أعمال الترميم ومنع اي لجنة دولية من ملاحظة هذه الحفريات وبشكل خاص لجنة اليونسكو التي لها قرار سابق من مجلسها التنفيذي بإرسال لجنة تحقيق من طرفها للبحث في المساس بالإرث الحضاري العالمي في للقدس باعتبارها مسجلة على قائمة اليونسكو منذ العام ١٩٨١ "القدس وبلدتها القديمة من الارث الحضاري العالمي الذي لا يجوز المساس فيه او طمره او هدمه" وهذا ما يتناقض كليا من القرارات الدولية بحماية التراث العالمي .

 

مخططات الاحتلال في القدس والتي تم المصادقة عليها من قبل مؤسسات الاحتلال تهدف لتفريغ محيط البلدة القديمة من سكانها، وبالتالي اصبحت القدس تتعرض لمخطط تهويدي شامل هو الاول من نوعه منذ احتلال المدينة حيث تخضع لخطة متكاملة تشمل عدة مشاريع لها علاقة بالتهجير القسري واستبدال اصحاب الارض بالمستوطنين من حلال الاستمرار في اقامة بؤر استيطانية وحقائق جديدة على الأرض تشمل كنسا ومسارات دينية ومشاريع تلفريك ومتاحف دينية يهودية لإنهاء الواقع العربي الإسلامي المسيحي للمدينة .

 

الاحتلال يمارس ابشع ممارسات التصفية للوجود الفلسطيني ويتسمر في محاولة تزييف التاريخ وخلق تسميات عبرية للمدينة والشوارع وللأبواب وكأنها أبواب مرتبطة بتاريخ يهودي مصطنع، لذلك تتعدد المشاريع في قلب المدينة المقدسة وخاصة في احياء وأزقة البلدة القديمة والآن المشروع الجديد في حي المصرارة الذي يسعى الاحتلال لإنهاء الحركة التجارية فيه والذي يعتبر شريانا اقتصاديا مهما للمدينة ولسكانها الاصليين .

 

يهدف الاحتلال الي تفكيك الارتباط الروحي والديني للسكان في تلك المناطق التاريخية ويسعى الى إنهاء البعد الحقيقي لهذا المكان التاريخي في محاولات تهدف الى تهويد المدنية المقدسة وخاصة منطقة باب العامود ومحيط البلدة القديمة وذلك من اجل استقطاب اكثر من ثلاثة ملايين يهودي ضمن المشاريع التهويدية وأن عمليات التهويد  تم الحديث عنها بشكل واضح في مخطط 2050 وهو تحت عنوان "السياحة الدينية" للقدس الذي وضعته عدة دوائر إسرائيلية مما يشكل خطورة بالغة على مستقبل القدس ويعرضها للخطر وسرقة ارثها الاسلامي العربي الاصيل .

 

ولذلك لا بد من التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي من اجل مواجهة مشاريع الأسرلة والتهويد في المدينة المقدسة وأهمية التواصل والتنسيق الدائم والمستمر مع المملكة الأردنية صاحبة الوصايا الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من اجل العمل على حماية الارث الاسلامي والتاريخي والحفاظ على الموروث الحضاري للقدس .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق