المنازل المتصدّعة.. مصائد موت للاجئين الفلسطينيين

 

وكالة القدس للانباء – ميرنا الحسين

حاملون أرواحهم على أكفهم، ينتظرون حتفهم في كل لحظة، من تطلع عليه الشمس ومنزله قائم فإنه يصلي لله شكراً على نعمة الحياة، هكذا أصبحت حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، بسبب تهالك أسقف المنازل وتصدع جدرانها. فاللاجئ الفلسطيني يعيش اليوم وهو ينتظر الموت أو الإصابة بعاهة دائمة، أزمة حقيقية تهدد حياته وحياة أطفاله، إن لم يكن هناك تدخلاً عاجلاً من قبل المعنيين.

بيوت آيلة للسقوط

ففي شوارع مخيم برج البراجنة  كما في بقية المخيمات الفلسطينية، بيوت آيلة للسقوط، حيث يحمل سكانها المسؤولية لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا" بصفتها الجهة المسؤولة عن الترميم، بعد أن أصبحت الأنظار والاهتمامات متجهة نحو مكان آخر تزامنًا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد.

"منزلي مهدد بالسقوط، وكل يوم نقول إننا غداً سنموت، لا ندري إلى أين سنصل" بهذه الكلمات شرح اللاجئ م. ن. الذي تعرض منزله لانهيار اجزاء من سقفه بمخيم برج البراجنة معاناته لـ"وكالة القدس للأنباء"، حيث قال "كنت نائماً في غرفتي وفجأة سمعت صوتاً قوياً في منزلي هرعت لأرى ما الذي حدث، وإذ بأجزاء من سقف الغرفة قد هبط، حمدت ربي أنه لم يكن أحد من بناتي داخل الغرفة".

وحول تقديمه طلباً لـ"الأونروا"  للموافقة على الترميم، يوضح لوكالتنا، "تقدمت بطلبي إلى الوكالة منذ سنوات لكن لا حياة لمن تنادي، "الأونروا" شغل واسطات وهناك الكثير من البيوت ليست بحاجة للترميم وتدخلها أشعة الشمس والهواء، ومع ذلك قبلوا طلبات الترميم من أصحابها، وكل فترة أعاود السؤال حول طلبي فيخبرونني أنه لا يوجد مال، وأصبحت مجبراً على العيش في منزلي رغم خطورة ذلك لأنه ليس لدي بديل ولا أحد يساعدني.".

حال منزل اللاجئ م. ن. ليس أفضل حال من منزل ناصر خزعل الذي يسكن في مخيم برج البراجنة أيضاً، واستيقظ منذ فترة على سقوط أجزاء من سقف مطبخه إلا أن تدخل العناية الإلهية حال دون وقوع إصابات.

خزعل: ما زلت أنتظر الفرج

 وفي هذا السياق، قال خزعل لـ"وكالة القدس للأنباء": "الأونروا لبَّت ندائي وأجوا كشفوا على البيت، وقالولي الوضع كثير خطير، بعد فترة اجوا اخدوا المساحات وخبروني انو اجت الموافقة على هد السقف وإعماره بالكامل وبعد أسبوع من الزيارة وقع السقف بالمطبخ".

ولفت خزعل "انا صورت الدمار اللي صار وتواصلت مع المهندسين اللي كشفوا عالبيت، عرفت أنو الأونروا حوَّلت ملفي للطوارىء، بس لحد الآن ما حدا اجا لعندي ولا حدا تواصل معي، أنا موجود ببيتي رغم اللي صار مش قادر انقل على بيت ثاني".

وطالب خزعل "الأونروا" "الإسراع في النظر بملف منزلي وإعادة إعماره بأسرع وقت ممكن بسبب تهالك أسقف باقي الغرف أيضاً، ما يعني أن خطر الموت ما زال يهدد حياتي وحياة عائلتي".

وختم بالقول: "أوجه أيضاً رسالة إلى الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية اللي صارت بعيدة كل البعد عن الناس، بأن تقوم بعملها، وتتواصل مع المعنيين في الأونروا لمعالجة هذا الملف. وأقول لمسؤولي "الأونروا" إننا تحمّلنا كفاية من فقر وبطالة، ونريد أن تتوفر لنا حياة لائقة".

نحو 7 آلاف منزل داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحاجة إلى إعادة ترميم وفق الإحصائيات الأخيرة التي أجرتها وكالة "الأونروا"، فيما يضم مخيم برج البراجنة أكثر من 800 منزل آيل للسقوط، قدّم أصحابها أوراقهم للوكالة بانتظار الرد عليهم وإعادة إعمار منازلهم .

وما زالوا ينتظرون.. فهل من يسمع.. ومن يرى.. ويتدارك المآسي قبل وقوعها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق