الوحدة الوطنية ...دواء



 سعدات بهجت عمر

تُثبت الأيام أن الموت في قطاع غزة يأخذ شكل الإجابة منذ العام ٢٠٠٧ معضلة أو مقارنة داءٌ شاع في حياة أهلنا هناك اغتيلوا. قُتلوا. إعتقلوا. عُذِّبوا قرابين للوحدة وإنهاء الانقسام، كم نتساءل، وكم نتعثَّر؟ هل اعتبار حياة الوحدة بين جناحي الوطن اتهاما وخيانة؟ هل بإمكاننا استعادة القدرة على النهوض بعد كل هذا الإرهاب، وبعد كل هذه المؤامرات؟ تتراكم التجارب، وتتوافر الكفاءات المنسية عمداً، وتكثر السلبيات التي لا حصر لها لاختزال الإرادة ونفيها في بحر اللاعودة وعدونا الإسرائيلي المحتل، ومن يركض هنا وهناك للتطبيع معه، ومنهم من يزال يتحيَّن الفرص للتفجير المميت للقضية وفلسطين معاً لينطلق الخط نحو انحدار عنيف بأشد الألم لخروجنا من الجغرافيا المقدسة إلى جغرافيا الصحراء القاحلة إلى تاريخ الدم القادم بالوعود…والضياع في بحار الرمال بإعلام كذب ستحدثنا الأيام والساعات عنها. سيحاسبوننا على حكومات لم نرها، وأسماء كل المدن والأحياء والشوارع والقرى والمخيمات لصفة المعلوم والمجهول علينا الالتفاف خلف وحول الشرعية الفلسطينية رئيساً وقيادة يداً واحدة، عقلة زمن الحرب وزمن السلم في المحافل الدولية وزمن المفاوضات الصعبة، والدم سيد العنفوان ينتقل من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها، ومن نهرها إلى بحرها. 

فيا أهلنا في الضفة وغزة والداخل والشتات أنتم عماد فلسطين وعماد مقدساتها في محراب الثورة والوحدة والدولة. فهذا الانقسام مؤامرة وكل لقاء موعود فرصة ثمينة ومن يُضيّعُه أو يتجاوزه خائن خائن خائن، وهذا الموت الشريف في جنين والخليل والقدس ونابلس و ام الله عقلاني فلا الطقوس باقية ولا الشعر الجميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق