عمال الحمضيات في مخيم برج الشمالي بين السعي للرزق ومطرقة تدني الأجور

 


وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

من السهل على المار في شوارع مخيم برج الشمالي جنوب لبنان فجراً أن يلاحظ العدد الكبير من عمال الحمضيات، وهم ينتظرون وسيلة النقل التي ستقلهم إلى البساتين للبدء في العمل من أجل توفير قوتهم اليومي وتلبية احتياجات ومتطلبات عائلاتهم.

وتُعتبر "ورش الليمون" كما يطلق عليها أهالي المخيمات الفلسطينية مهنة قديمة جداً، ممتدة من أيام الأجداد، وما زالت حتى وقتنا هذا، وتعتبر مصدر دخل وحيد لعدد كبير من العائلات الفلسطينية، وخاصة ممن ليس لديه مهنة.

فكيف هي أحوال عمال "ورش الليمون" في ظل استفحال الأزمة الاقتصادية، وانهيار قيمة العملة اللبنانية الوطنية، والارتفاع الجنوني بالأسعار والذي يشمل كافة نواحي الحياة البشرية، وليس آخراً، تراجع خدمات الأونروا؟.

للإطلاع أكثر على واقع المهنة في الوقت الحالي، والعاملين فيها، استصرحت "وكالة القدس للأنباء" أحد وكلاء "ورش الليمون" في مخيم برج الشمالي. وكان هذا الحوار:

عيد: نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل

قال أبو عماد عيد لـ"القدس للأنباء": "يعتبر العمل في الحمضيات من المهن الشاقة، حيث يتم العمل تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف، وفي الشتاء تحت العواصف والأمطار، ولا شك أن تدني أسعار الحمضيات يؤثر بشكل مباشر على عامل الحمضيات، لأنه يسبب تراكم المنتوجات في البساتين ما يؤدي إلى إفساده وتلفه، عندها يتم التوقف عن العمل في الحمضيات (لحين تصريف الكميات المنتجة)، ما يسبب توقف عدد كبير من العاملين عن العمل اليومي".

وأضاف عيد: "قبل أزمة الكورونا كانت الأوضاع المعيشية شبه عادية، إلا أنه مع بداية انتشارها وارتفاع سعر صرف الدولار، أصبح هناك نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل، ترافق ذلك مع انخفاض الدخل للعامل، وكانت هناك أصوات تطالب دائماً برفع الأجور لتحسين الوضع المعيشي للعامل واسرته، وبمبادرة مني وبالتواصل مع أرباب العمل، استطعت أن أحقق رفع أجور العمال، حيث أصبح أجرة العامل الزراعي ١٢٠ الف ليرة لبنانية، يذهب منها ٢٠ الف بدل نقل، وبالتالي لا تكاد تلبي الحد الادنى من الواقع المعيشي الصعب".

وأشار إلى أنه "في ظل هذا الوضع لا يوجد منافسة بين اليد العاملة، وبالنسبة لسوق الحمضيات أيضاً لا يوجد منافسة كونه هناك سعر موحد للحمضيات".

وأكمل عيد حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، شارحاً وضع العمال الفلسطينيين في ظل الحرمان من إقرار الحقوق المدنية الإنسانية والاجتماعية للاجئيين الفلسطينيين في لبنان، وبالقلب منهم العمال، حيث أن هناك يمنع على العامل الفلسطيني مزاولة المهن الحرة ويقتصر العمل في المهن الشاقة.. كما أن هناك نسبة كبيرة من الخريجين تعمل في العمل الزراعي ومنها ورش الحمضيات. على هذا الاساس يبقى الخيار مفتوح في قطاف الحمضيات لحين ايجاد مهنة تنسجم مع المستوى الدراسي والعلمي.

وأكد عيد أن "العمل في ورش الحمضيات سيستمر ما دام هناك شجرة حمضيات او حين يتم تأسيس مشاريع انتاجية صغيرة خاصة للعامل، وقتها يتوقف العامل عن العمل الشاق والموسمي في الحمضيات ويتفرغ لعمله الخاص".

أبو محمد: مجبر على البقاء في العمل

في السياق، قال العامل اليومي في "ورش الليمون"، أبو محمد، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "دخل العامل في الحمضيات بات متدني جداً مقارنة بالارتفاع السريع لسعر صرف الدولار، لذلك لم يعد هذه الدخل يلبي مطالب العائلات، لكنني مجبر على البقاء فيه لأني لا أملك مهنة استطيع أن أعمل بها للتعويض، وغير ممكن أن اترك عائلتي بدون طعام وشراب".

أما العامل علي أحمد يروي معاناته لوكالتنا، قال: "لم أختر عملي هذا طوال 6 أعوام، حيث وجدت نفسي مجبراً على العمل بالحمضيات للحصول على المال من أجل إعالة أسرتي".

وأضاف: "عملي غير ثابت وفي أيام كثيرة لا أعمل، والأصعب أن العمل مرهق، وسبب لي الكثير من المشاكل الصحية، وعلى الرغم من ذلك، لا أستطيع الرحيل عن العمل والاستراحة في المنزل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق