بقلم : سري القدوة
الخميس 2 حزيران / يونيو 2022.
حكومة الاحتلال الاسرائيلي تعمل على رعاية ودعم المجموعات الارهابية من المستوطنين وتوفر لهم الغطاء القضائي ضمن منظومة العمل الاسرائيلية القائمة اساسا على دعم الاستيطان وسرقة الاراضي الفلسطينية وخلال الاحداث الاخيرة والمتصاعدة وفرت حكومة التطرف القائمة حاليا برئاسة نفتالي بينت الحماية الكاملة للمستوطنين ومجموعاتهم الارهابية وعملت على رعاية المجموعات المتطرفة وسمحت لها بإقامة بؤر انطلاق لعملياتهم الدموية ضد الفلسطينيين في عمق الضفة الغربية وداخل القدس المحتلة .
وشكلت تلك المصالح المشتركة بين مختلف الاحزاب المتطرفة نموا متصاعدا داخل المجتمع الاسرائيلي مما وفر الفرص لان تكون الحكومة الحالية هي حاضنة طبيعية لإرهاب الدولة المنظم التي تقوم بتنفيذها بالمناطق والأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال منذ عام 1967 واستمرت سلسلة الاعمال العدوانية بالرغم من ادانة المجتمع الدولي ورغم ادراك الجميع بان المنطقة تقف على حافة الانفجار وان المستقبل بات مجهولا وسينفجر في اي لحظة وبالتالي تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إرهاب هذه المجموعات التخريبية ونتائج وتداعيات اعتداءاتها المتصاعدة والتي ترتقي الى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
وللحقيقة اننا نقف امام مشهد لا يمكن استيعابه لما جرى في القدس خلال مسيرة الاعلام الاسرائيلية فالقصة لم تكن مجرد مسيرة ويوم ممكن ان يمر بسلام ولكن كنا امام مشهد مرعب بكل المقاييس ويعبر عن واقع العنصرية المتطرفة والهمجية القائمة عليها دولة الاحتلال وإرهاب المجموعات المتطرفة وما جرى في مسيرة الاعلام لا يمكن التغطية عليه، فالغالبية العظمى من المشاركين في مسيرة الأعلام شاركوا في ترديد شعارات تدعو لموت العرب والدعوات إلى حرق القرى والأحياء الفلسطينية كما فعلوا سابقا مع عائلة دوابشة حيث قاموا المستوطنين بإشعال النيران والتسبب في حرق منزل العائلة الفلسطينية في قرية دوما ونتيجة لذلك توفي الرضيع علي وعمره 18 شهراً وأصيب والداه وأخاه أحمد (4 سنوات) بجروح خطيرة وتوفي لاحقا والد الطفل ورب العائلة سعد دوابشة بعد أن أصيب جسمه بحروق من الدرجة الثالثة وتوفيت لاحقا الأم ريهام حسين دوابشة يوم 6 من شهر سبتمبر عام 2015، وتستمر دعوات المستوطنين الذين شاركوا في مسيرة الاعلام للتحريض على تنفيذ سلسلة من اعمال الارهاب المماثلة ضد ابناء الشعب الفلسطيني كما شاركوا في الاعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم فلا أحد يمكنه أن يتصور طبيعة وخطورة الفكر العنصري المتطرف وأيدلوجيا الارهاب التي تتبناها مجموعات المستوطنين والمنتشرة داخل المستعمرات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة .
تلك الوقائع الصعبة التي شهدتها مدينة القدس المحتلة والتي تمكنت بعض وسائل الاعلام من نقل جزء بسيط منها ليشاهده العالم ولكن تبقى الصورة الحقيقية وما يجري في المسجد الاقصى والأراضي الفلسطينية المحتلة من ارهاب وعنف وتنكيل يومي ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم هي الاكثر دموية وتعبر عن وقائع الاحتلال وعنصريته .
ويجب على الامم المتحدة والمؤسسات الدولية اعادة التأكيد على ان جميع المنظمات اليهودية المتطرفة يحجب ان تكون على قوائم الارهاب ولا يمكن استثناء تلك المجموعات التي تمارس الاعمال الخطيرة وتقود المنطقة الى الانفجار والمجتمع الدولي والدول كافة مطالبة بسرعة التحرك واتخاذ قرار واضح بوضع المنظمات التابعة للمستوطنين على قوائم الإرهاب لديها ومنعها من دخول أراضيها والضغط على دولة الاحتلال لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها ومحاسبة ومعاقبة عناصرها ومن يقف خلفهم ويقدم الإسناد لها وذلك تطبيقا للقانون الدولي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق