الأونروا أمام تشابك الأيادي الفلسطينية يد واحدة لا تصفق

 

وكالة القدس للأنباء 

"يد واحدة لا تصفق"... هو مثل لطالما سمعناه منذ الصغر بين أحاديث الكبار أو عبر نصيحة تتلقاها من جدتك، وفي بعض الأحيان تسمعها على الطريق أو وانت جالس في المقهى. لهذا المثل دلالات بأن اليد الواحدة حتى تستطيع التصفيق لا بد لها من يد أخرى تساندها وتساعدها.. وهذا الأمر ينسحب على كل أمور الحياة التي تحتاج الى تضافر الجهود، وتكاتفها، بخاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط اليوم بالغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين.

بعد أن أطلق المفوض العام لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين  الفلسطينيين – الأونروا" فيليبي لازاريني تصريحاته المثيرة للتساؤل والجدل في الأوساط الفلسطينية، والمتعلقة بنقل بعض مهام الوكالة الى جهات أممية ودولية، تحت عنوان: "الشراكات"، متذرعاً بأن الاونروا تعاني من نقص حاد بالتمويل، وبالتالي هو يحتاج بما سماه الى شراكة بين الأونروا وهذه المؤسسات لتغطية قسم من وظائف الأونروا المترتبة على عاتقها.

وكانت ردود الفعل الفلسطينية بمجملها من فصائل ومؤسسات ولجان شعبية وجمعيات أهلية شاجبة ومدينة لهذا التوجه، الذي رأت فيه تخلي واضح وفاضح من الاونروا عن المهام المنوطة بها، ومقدمة لتصفية أعمالها وفق الرغبة الأمريكية "الإسرائيلية"، لإسقاط حق العودة.. بخاصة أنها الوكالة الوحيدة الشاهدة على نكبة الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه عام 1948، وبالتالي هي خطوة الى الوراء وناقصة باتجاه الشعب الفلسطيني الذي يصر على مواجهة أي مخطط لتصفية "وكالة الأونروا".

ان ما ادلى به لازاريني، وبالرغم من تراجعه اللفظي عنه خلال لقاءاته مؤخرا مع الفصائل والحركات في قطاع غزة، فانه يدعو الى توحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة أي خطوة يسير بها في هذا الاتجاه الذي يعاكس ويناقض المصلحة الفلسطينية. فالمسألة تمس الكل الفلسطيني، وليس جهة أو فئة بعينها.

ولا بد أن يرتفع الصوت الفلسطيني الموحد والرافض لمنطق الشراكات، والمصر على استمرار أعمال الوكالة، ليصل الى اجتماع اللجنة الإستشارية للوكالة التي تضم الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين والدول الداعمة والممولة للوكالة، الذي تستضيفه بيروت في منتصف شهر حزيران الجاري، والذي ينعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه الوكالة الأممية، ولا سيما في لبنان، حيث تعصف بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين أزمات متفاقمة، نتيجة الانهيار الاقتصادي اللبناني، وازدياد الطلب على الإغاثة، وسط غليان شعبي مطلبي في المخيّمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق