فنانون من أجل فلسطين: قتل شيرين «جريمة حرب»

 


"الاخبار"

يبدو أنَّ جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة (1971 – 2022) لن تمرّ بدون أثر حقيقي. كان ثقيلاً مشهد الإعدام الذي أقدم عليه بدم باردٍ، جندي في كيان الاحتلال بحقّ الصحافية أثناء تأديتها عملها في نقل أحداث العدوان الصهيوني على مخيّم جنين. ردات الفعل لم تتوقف عالمياً، آخرها بيانٌ صحافي نشره موقع منظمة «فنانون من أجل فلسطين» البريطانية، وقعت عليه لائحةٌ تتكوّن من 126 من فناني هوليوود، والعديد من الشعراء، والكتّاب الموسيقيين والصحافيين العالميين وحتى لاعبي كرة القدم. نذكر منهم: المخرجون بيدرو ألمودوفار، وكين لوتش، وآصف كاباديا، جيم جارموش، ستيف كوغان، والممثلون سوزان ساراندون، تيلدا سوانتون، ليام كاننينغهام، مارك رافلو، ميريام مارغوليس، نعومي كلاين، ايريك كانتونا، أنجيلا ديفيز، بيتر غابريال وسواهم. جاء البيان شديد اللهجة، أدان الاحتلال الصهيوني، مطالباً بـ «رد فعل مناسب يضمن محاسبةً وتحملاً للمسؤولية على الجريمة التي ارتكبت بحق شيرين أبو عاقلة، وغيرها من المدنيين الفلسطينيين».

البيان الذي استخدم تعبير «جيش الاحتلال» الإسرائيلي، لا الجيش الإسرائيلي (أو جيش الدفاع) كما دأب الإعلام الغربي على تسميته، أشار إلى أنّه «آلمنا بشدة قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحافية الفلسطينية القديرة شيرين أبو عاقلة، التي وصلت إلى المكان وكانت ترتدي درعاً واقياً مكتوباً عليه صراحةً أنها صحافية». وأكمل البيان بضرورة محاسبة المسؤول عن هذه الجريمة الشنيعة، وجميع من يظهرهم التحقيق متورطين فيها. وشرح البيان لاحقاً كيف أنَّ جيش الاحتلال الصهيوني المسلّح بكثافة، قد اعتدى على مشيّعي جنازة أبو عاقلة، «ما أفزعنا كثيراً. لقد ضرب الجنود وركلوا المشيّعين وحاملي النعش على أرض «مستشفى القديس يوسف» في القدس الشرقية المحتلة، مانعين إياهم من حمل نعش أبو عاقلة، فيما هم يتوجهون إلى الكنيسة المراد أن يُقام الجناز فيها».

وشدّد البيان أنَّ ما حدث مع أبو عاقلة هو «خرقٌ» فاضحٌ للقوانين والمعايير الإنسانية بدءاً من قوانين حقوق الإنسان، وصولاً إلى حرمة الاعتداء على الصحافة. ما حصل «هو جريمة حرب» إذا ما تم «إجراء تحقيق شفاف وحيادي»، لكنها ليست أبداً «حدثاً فردياً لا يتكرر»؛ في إشارةٍ إلى الاعتداءات المستمرة من قبل الصهاينة على الشعب الفلسطيني. «لقد قتلت القوات الإسرائيلية 45 صحافياً منذ عام 2000، وجرحت أكثر منهم، فقط لأنّهم يؤدون واجبهم المهني. إن هذه الجرائم نمطٌ مستمرٌ من العنف، المضايقات، والترهيب الذي يمارس ضد الصحافيين الفلسطينيين». ووصف البيان ما يحدث في فلسطين اليوم هو «نظام فصل عنصري/ أبارتهايد» يطبق على الفلسطينيين. وطالب بتحميل كيان الاحتلال كامل المسؤولية عما جرى، فضلاً عن جرائمه السابقة. ولم ينسَ الموقّعون الإشارة إلى أنَّ العدو الصهيوني يفلت دوماً من العقاب، لأنَّ «القوى الغربية لطالما أمّنت الغطاء الديبلوماسي» لقيامه بكل هذه المخالفات والجرائم. وتابعوا أنّ «حكوماتنا التي هرعت لتطبيق عقوباتٍ رادعة ومقاطعات على روسيا في حربها غير المبررة على أوكرانيا» تصمّ آذانها وتواصل دعمها المادي والمعنوي للاحتلال الصهيوني «المستمر» لفلسطين. وطالب الموقّعون حكومات بلادهم بإيقاف ما أسموه «الممالأة والنفاق» تجاه هذه القضية. وخلص البيان إلى أنه: «لا يجب أن تكون هناك معايير مزدوجة حينما يأتي الأمر إلى أبسط حقوق الإنسان في الحرية من الاعتقال والاضطهاد والحياة بكرامة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق