أجيال اللاجئين الفلسطينيين في ذكرى النكبة: لم ولن ننسى

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

توهم العدو الصهيوني يوماً، أن الجيل الفلسطيني القديم الذي هجّر قسراً من بلاده سيموت مع مرور الزمن، وأن الجيل الجديد سينسى، غير أن هذا الوهم سقط، حيث أكد الكبار تمسكهم بمفاتيح منازلهم ولم ينسوا، وأن الصغار على خطى آبائهم أكثر صلابة وعملاً من أجل العودة.

هذه الرؤية عكستها أحاديث أجيال اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان لـ"وكالة القدس للأنباء"، في الذكرى 74 لنكبة العام 1948.

فرغم الألم ومعاناة سنين اللجوء لا يمسح الحزن عن  أهل الأرض المشتاقين لثرى فلسطين، إلا أن الذكرى بين اليوم والأمس مختلفة بشكل كبير، حيث تحلَ هذا العام في زمن الانتصارات التي تحققها المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني والعمليات البطولية النوعية التي ينفذها أبطال فلسطين في القدس والضفة وكل فلسطين لتروي بدمائهم الأرض وتنبت مكانها شجرة الشهداء وتقرَب موعد التحرير.

النكبة في عيون من عاشها كما الجيل الجديد تعني الإصرار على العودة مهما طال الزمن ومهما كان حجم التضحيات.

في هذا السياق، يقول الحاج أبو محمد علي لـ"وكالة القدس للأنباء"،  وهو إبن مدينة حيفا المحتلة الذي أمضى طفولته في كنفها، واللاجئ في مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت:"كل يوم وكل شهر نكبة.. فنعيشها طالما الاحتلال الصهيوني على أرضنا. ونحن لن ننسى فلسطين ، فما بالك أن تغيب عن ناظريك سبعة عقود وأربع سنوات".

ويضيف: "لم أتخيل بعدي عن أرضي المقدسة الطاهرة، أرض الأنبياء ومعجزات السماء وجنة الأرض على ظهر هذا الكوكب.. فلسطين السليبة تستصرخ ضمائر العالم، هل من مغيث؟".

ويأسف الحاج أبو محمد لتخاذل الأنظمة العربية وتطبيعها مع العدو وعدم نصرة الشعب الفلسطيني، ويقول: "جل ما أقوله بأن حزمة من الأخشاب إن تفرقت من السهل كسرها. هذا هو واقع ضعف العرب والفرقة والشرذمة الذي جعل العدو الصهيوني يستفرد بفلسطين ويرتكب المجازر بحق شعبها ويدنس وينتهك حرمات باحات المسجد الأقصى والأماكن المقدسة أمام أنظار العالم".

بدوره، الشاب محمد مصلح من قرية صفورية في شمال فلسطين المحتلة، واللاجئ في مخيم شاتيلا، وعلى الرغم أنه من الجيل الذي لم يرى فلسطين ولم تدس قدماه أرضها الطاهرة، إلا أنه يؤكد لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأنه يتوق للعودة إلى حضن الوطن، فلتسقط عنه صفة لاجئ ويعيش في قرية أجداده، صفورية التي كانت قبل النكبة تشتهر بزراعة الملوخية والخضراوات والحشائش".

وبينت الحاجة أم محمد شبلي من مواليد مدينة عكا المحتلة، لاجئة في مخيم الداعوق، أن العودة إلى فلسطين باتت أقرب من ما نتصوره، وذلك بفضل سواعد مجاهدي المقاومة الذين يسطرون الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال الصهيوني".

ودعت في نهاية حديثها أبطال المقاومة الباسلة والشجاعة والمؤمنة بالنصر على الأعداء الصهاينة وتحريرها، والله أكبر على كل من تآمر وتخاذل علينا وجعلنا لاجئين، وكلنا إيمان وأمل بأن تنتهي نكبتنا ونعود إلى ربوع فلسطين".

من جهته، الشاب أمجد بدوي وهو من قرية ترشيحا المحتلة في شمال فلسطين، واللاجئ في مخيم برج البراجنة،  يؤكد لـ"وكالة القدس للأنباء"، على اقتراب إنتهاء النكبة التي دامت طويلاً، إلا أن موعد التحرير وزوال الاحتلال عن الوجود بات قاب قوسين أو أدنى، وإيماننا كبير بقدرات المقاومة الشريفة والمؤمنة، وإصرارها على تحرير الأرض .

ودعا بدوي اللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق، في لبنان والأردن وسوريا ومصر، الزحف نحو حدود فلسطين في يوم النكبة والاشتباك مع العدو وتذكيره بأن لهذه الأرض شعب لم ينس وجيل مقاوم لن يهدأ أو يستكين حتى تحرير أرضه من دنس الاحتلال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق