عمال البساتين في مخيم برج الشمالي عاجزون عن تأمين قوت يومهم

 

محمد السعيد،  – لاجئ نت

كغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يواجه عمال البساتين عقبات كثيرة لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعوائلهم مع ارتفاع الأسعار وسوء الواقع الاقتصادي، حيث يعاني العمال الفلسطينيون في مخيم برج الشمالي في صور جنوب لبنان أوضاعاً معيشية قاسية، إذ لا يتخطى أجر العامل منهم 3 دولارات يوميا، في حال توافرت له فرصة للعمل.

وفي ظل الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية، اصبحت المائدة الرمضانية للاجئي الفلسطيني تقتصر على ما يتناسب مع دخله، وفي جولة على أسعار السلع الغذائية تبين حجم الهوة بين ما يتقاضاه العامل اليومي وما يمكن تأمينه لمائدة الإفطار في شهر رمضان.

شبكة "لاجئ نت" التقت بالعديد من العمال المياومين في احد البساتين القريبة من مخيم برج الشمالي، والتقت بالشاب محمود الذي يعمل في بساتين الليمون مياوماً ويتقاضى 70 الف ليرة لبنانية ما يعادل 2.5 دولار أمريكي يومياً (1$ = 28000 ليرة لبنانية).

وقال محمود لشبكة "لاجئ نت"، إنه يعاني كغيره من العمال من ارتفاع الأسعار ولا يقوى على تلبية مطالب واحتياجات بيته وعائلته وان الكثير من المواد الغذائية حرمت منه العائلة نتيجة غلائها وعدم استطاعته شراءها، فمثلا احتاج للعمل 4 أيام من أجل شراء كيلو لحم واحد، أصبحنا نشتهي اللحم الذي اصبح سعره 240000 ليرة لبنانية".

ويوضح "محمود"، في السابق قبل الازمة الاقتصادية وانهيار العملة كنا نتقاضى 18000 ليرة يومياً أي ما يقارب الـ12$ وكانت بالكاد تكفي لسد بعض الاحتياجات، أما الآن فإنها لا تساوي أي شيء مقابل الازمة الخانقة التي نعيشها".

انخفاض القدرة الشرائية أمام الارتفاع الكبير بأسعار السلع دفع محمود إلى البحث عن مصادر أخرى ليعيل عائلته، فهو يجمع الخردة والبلاستيك من حاويات النفايات ويبيعها في ما بعد لشراء بعض الحاجيات.

أما اللاجئ الفلسطيني مجدي الذي يعمل في احد المطاعم في مدينة صور، فيبلغ معاشه الشهري 2 مليون ليرة لبنانية (72 دولارا).

ويقول مجدي: "الوضع جدًا مزري، ومعاشي لا يكفيني دفع تكاليف مصاريف عائلتي المكونة من 6 أفراد، ابنتي الكبرى في الجامعة وابني مريض بالكهرباء بالرأس، أقف عاجزاً أمام هذه التحديات وامام الديون المتراكمة علي منذ أشهر، ولا ندري الى متى سيبقى الوضع هكذا.

وبدوره قال اللاجئ الفلسطيني خالد وهو عامل في مجال النجارة، أب لثلاث أطفال اعمارهم بين السنة والـ5 سنوات، إنّ الحياة جدًا صعبة خاصة في ظلّ هذا الوضع الاقتصادي الصعب، فأنا لا استطيع العمل يومياً لظروفي الصحية، كوني برجل واحدة وفي الكثير من الايام لا استطيع العمل إلا أنني اضطر للعمل وانا مرهق ومتعب ووضعي الصحي لا يساعدني من أجل تأمين احتياجات اطفالي، فأطفالي يحتاجون الى الحليب والحفاظات يومياً، وهذه السنة ليست كباقي السنين الماضية، والوضع في رمضان أصبح صعب جداً حيث ليس هناك عمل والأجور لا تكفي لشراء الاحتياجات اليومية من الخضروات واللحوم ".

وتابع خالد: "مطالبنا هي أن تقوم الأونروا بواجباتها وتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين لتحسن الظروف الاقتصادية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة، فلم يعد لنا القدرة على تحمل الوضع حيث الأسعار غالية جداً والآن نحن في شهر رمضان وليس هناك أعمال في ظل هذه الازمة الخانقة والتي أوقفت الكثيرين عن العمل".

ويواجه اللاجئون الفلسطينيون في مختلف المناطق والمخيمات والتجمعات الفلسطينية أزمات معيشية خانقة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي.

وبات معظم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية يعيشون على تحويلات المغتربين، والتي تنامت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. ويأتي ذلك، في ظل تخلي وكالة الأونروا عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم الاساسية في مواجهة الأزمات المعيشية الخانقة التي يعانون منها.

في وقت سابق، قال مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا في لبنان، كلاوديو كوردوني، إن اللاجئين الفلسطينيين يكافحون من أجل البقاء، وقد ازدادت احتياجاتهم بشكل كبير مع وصول معدلات الفقر إلى 73% في صفوف اللاجئين في لبنان.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أطلقت نداءً طارئاً لحشد التمويل الدولي للاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق