كشافة الاسراء في «رمضان الخير والعودة».. تنمية القدرات وانشطة في خدمة المجتمع



 محمد السعيد – لاجئ نت

المتعة عند (جمعية كشافة ومرشدات الإسراء) لا تتوقف بتعدد الأنشطة الرمضانية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان رغم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، وارتفاع جميع السلع والمواد الاستهلاكية .

استعدادا لشهر رمضان المبارك باشرت الجمعيّة مواكبة الشهر الفضيل بإمكانياتها البسيطة، فكانت الأنشطة الدعوية والكشفية وإحياء المناسبات الرمضانية والدعوية والاجتماعية.

أشار المفوض العام لـ (جمعية كشافة ومرشدات الإسراء) القائد محمد جمعة في حديث لـ"شبكة لاجئ نت" بأن لجمعية كشافة ومرشدات الإسراء مسارين تعمل من خلالهما، الأول يتعلق بإعداد الفرد الصالح، والآخر يتعلق بتنمية المجتمع. بالتالي فإن أعمال الجمعية تقع ضمن هذين المسارين.

فتسعى الجمعية لغرس مجموعة من القيم والمُثل والأخلاق الحميدة في نفوس الفتية كالصدق والإخلاص والشجاعة، وهو ما نعبر عنه بمصطلح القانون الكشفي. إلى جانب منهاج تربوي متكامل يشمل الجوانب الدينية والوطنية والاجتماعية والصحية والبيئية والرياضية والكشفية. وهذا المنهاج يتم تقديمه للفتية من خلال باقة متنوعة من البرامج كالمخيمات الكشفية، والمسابقات التنافسية، والدورات التدريبية، والجلسات التوعوية، والبرامج الميدانية، وغيرها الكثير التي تحتكم لتقديم المعلومة للفتية، وإكساب المهارة، وتعديل السلوك إلى سلوك قويم.

أما في شهر رمضان المبارك، فيتم إعداد برنامج متكامل يشبع حاجات الفتية للتزود من موسم الطاعات والتقرب من الله سبحانه، دون إغفال الدور الاجتماعي المهم للكشفية في هذا الشهر المبارك، من خلال مساعدة المحتاجين والمعوزين من أبناء شعبنا في المخيمات.

وأضاف "جمعة" انه تم اطلاق مبادرة عامة تحمل بين ثناياها البعد الدعوي، التربوي، الإغاثي، والشبابي، وتستهدف عموم أهلنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان بمختلف شرائحهم من أجل استثمار شهر رمضان المبارك، والاستفادة من فضائله العديدة وقيمه الجليلة. وقد حملت هذه المبادرة عنوان "رمضان الخير والعودة".

الحملة تسعى لنشر الخير بين أهلنا في المخيمات من خلال النفحات الدعوية، والقيم التربوية، والتكافل الاجتماعي، ومساعدة المحتاج. وبث الروح المحفزة للعودة إلى الله عز وجل، وإلى بيوت الله في المساجد، وهذه ركيزة لتحقيق العودة إلى بلادنا وقرانا ومدننا بعد التحرير بإذن الله.

أما عن الأعمال التي قامت بها الجمعية ضمن الحملة، فقد نظمت سلسلة من المسيرات الكشفية لاستقبال الشهر المبارك في مختلف المخيمات والتجمعات، لإشاعة مظاهر الفرح والسرور في هذا الشهر الكريم. بالإضافة إلى مشاركة كبيرة من قادة وأفراد مجموعاتنا الكشفية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في المبادرات الشبابية الإغاثية التي قدمت المساعدات العينية المتنوعة "من وجبات إفطار، وحصص تموينية، وجرات غاز، ومساعدات مالية، وغيرها" والتي استفاد منها عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية في لبنان.

إلى ذلك، تم تنظيم زيارات لوفود كشفية من مجموعاتنا للعوائل المتعففة وتأمين وجبات الإفطار، حيث شاركوا العائلات إفطارهم لتحسس واقعهم، ولتعزيز قيم التكافل والتعاضد في مجتمعنا.

أما على الصعيد التربوي، فقد نظمت الجمعية سلسلة من العروض المصورة التي تحاكي قصص الأنبياء عليهم السلام، من أجل التأسي بهم وبسننهم. ويتم إجراء منافسة تشجيعية بين الفتية من خلال أسئلة تطرح عليهم وتقديم جوائز للفائزين. ولا ننسى الدروس الشبابية في المساجد، والاعتكافات في العشر الاواخر من رمضان.

اضاف جمعة، وفي نفس المضمار، تم تنظيم مسير كشفي للجوالة في مختلف المجموعات الكشفية، بمرافقة أحد الدعاة الذي قدم نفحات إيمانية خلال المسير. بالإضافة لإقامة صلاتي المغرب والعشاء جماعة في مساجد خارج المخيمات والتجمعات، وهو ما يحقق اندماج الكشافة في المجتمع المحيط، وعكس صورة مشرقة عن اللاجئين الفلسطينيين من خلال خدمة بسيطة تقدم في المساجد.

الجمعية كذلك حسب القائد "جمعة" نفذت مبادرة "دقائق الانتظار" في مخيم برج البراجنة في بيروت، وهي عبارة عن شاشة متنقلة تعرض بعض المقاطع الدعوية المصورة في الشوارع والأزقة، وهي فكرة لاقت إعجاب واستحسان الأهالي، وتفاعل شريحة الشباب على وجه الخصوص.

أما ما يتعلق بعيد الفطر السعيد، فإن الجمعية تتحضر لإقامة عدة مهرجانات ألعاب "كيرمس العيد" في عدة مخيمات وتجمعات فلسطينية في لبنان، من أجل إدخال الفرح والسرور على قلوب الأطفال، ومحاولة للتخفيف عن الأهالي بظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان عموماً واللاجئين الفلسطينيين خصوصاً.

وحول تفاعل الناس مع هذه المبادرة، أشار "جمعة" بأنها لاقت تفاعلاً مشهوداً في مختلف المخيمات والتجمعات، وبمختلف الفعاليات والأنشطة. وهناك صوراً عديدة تعكس التفاعل الكبير من الأهالي مع هذه المبادرة، والتي تجعلها ننحني إجلالاً لأهلنا في المخيمات وتقديراً لتفاعلهم وعطائهم، ونسأل الله عز وجل لنا ولهم التوفيق والسداد والقبول.

ومن هذه الصور الجميلة والمتكررة في عدة مخيمات كانت إقدام بعض الأهالي مصطحبين أبناءهم ليضعوهم بين ايدي القادة من أجل أن يشاركوا في برامج شهر رمضان المبارك. وهو ما عكس ثقة متبادلة بين الحملة والناس بفضل الله.

وكذلك من الصور الجليلة والمقدرة كانت حجم التبرعات المادية والعينية التي قدمها الناس للمبادرات الشبابية لإغاثة المحتاجين.

وختم "جمعة" برسالة للشباب، قائلاً "ما رأيناه منكم من تفاعل وجهد وعطاء وإبداع خلال هذا الشهر المبارك وفي غيره من المحطات السابقة، يجعلنا نعتز ونفتخر بكم ونباهي بكم الأمم، وحق لنا أن يفخر بأمثالكم.

الله سبحانه اصطفاكم أن هداكم إلى طريقه وسبيله، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وكرمكم أن نسبكم للأرض المباركة، وجعلكم على ثغر لحماية المسجد الأقصى المبارك، لتكونوا من الفئة المنصورة بإذن الله. فالثبات الثبات على هذه الهمة والعزيمة والإرادة، ولنمتثل هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فنشمر عن سواعدنا ونشد مآزرنا ونوقظ أهلنا لطاعة ربنا وخدمة قضيتنا ومساعدة أهلنا.

يذكر بأن جمعية (كشافة ومرشدات الإسراء) هي امتداد للحركة الكشفية الفلسطينية التي تأسست عام 1912 في مدينة القدس، وهو نفس العام الذي شهد تأسيس الحركة الكشفية في لبنان كأول حركة كشفية في العالم العربي وهي من أعرق الحركات الكشفية في العالم العربي، فالحركة الكشفية الفلسطينية ضاربة جذورها في أرض فلسطين، وفي جبال القدس الشريف، وفي أعماق التاريخ الفلسطيني.

تأسست الجمعية عام 2002 في العاصمة اللبنانية بيروت، وسرعان ما امتد شعاعها ليصل كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، لتغدو بفضل الله الجسم الكشفي الفلسطيني الأكبر خارج فلسطين. وجاء تأسيس كشافة الإسراء كاستجابة لتعطش مخيماتنا الفلسطينية للحركة الكشفية التي غابت لفترات طويلة بفعل عوامل عديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق