موائد اللاجئين الفلسطينيين باتت خالية حتى من الأكلات الشعبية !

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

يأتي شهر رمضان الكريم هذا العام في ظل  أزمات اقتصادية متلاحقة أنهكت حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، حيث يعاني معظم سكانها من فقر مدقع وارتفاع وصعوبة في شراء المواد الغذائية المرتفعة السعر، التي لا تخضع للرقابة.

وتضاعفت المعاناة في ظل الغلاء الفاحش، حيث لم تعد عائلات كثيرة قادرة على إعداد وجبات الطعام الرئيسية الخاصة بالشهر الكريم، كالفتوش والشوربة والبطاطا وغيرها، حيث تعتبر أطباقاً  رئيسية خلال شهر الصيام، وباتت تقتصر فقط على الموجود من حواضر مونة المنزل أو الوجبات الساخنة التي توزع من قبل المطابخ الرمضانية .. فلا شراء للحوم والدجاج ولا للحلويات.

الأزمة ضاعفت معاناة الأهالي

نسبة بيع الخضار تقلصت بشكل ملحوظ، كما أفاد بائع الخضار محمد ندوة، في سوق صبرا المحاذي لمخيم شاتيلا في العاصمة بيروت، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء".

ويؤكد ندوة بأن "الأزمة الاقتصادية جعلت الكثير من الناس غير قادرين على شراء ما يحتاجون إليه، وحتى الحشائش التي كانت تعد في متناول الجميع. وأنا الذي أبيع الخضار، لم أعد قادراً على شرائها بسبب ارتفاع أسعارها. وفي الوقت الحالي، يصل سعر صحن الفتوش إلى مائة ألف ليرة لبنانية (نحو 6 دولارات أميركية بحسب سعر الصرف الرسمي، ونحو أربعة دولارات بحسب سعر صرف السوق الموازية)، وبالتالي لن يكون الفقير قادراً على تناوله".

وتابع: "حتى البطاطس، وهي طعام الفقراء، لم يعد الفقير قادراً على شرائها، علماً أن وجبة البطاطس والبيض كانت تعدّ وجبة الفقير. في الوقت الحالي، بات سعر كرتونة البيض 125 ألف ليرة لبنانية  وكيلوغرام البطاطس 15 ألف ليرة لبنانية ، وليتر الزيت 500 ألف ليرة لبنانية".

أما في ما يتعلَق بالحلويات الشعبية الرمضانية، كالشعيبيات والقطايف والكلاج وغيرها، فلم تعد شعبية، لأنها ليست بمتناول الجميع بسبب غلاء أسعارها.

ولفت في هذا السياق، أحمد الجزار، صاحب محل حلويات الجزار في سوق صبرا، لـ "وكالة القدس للأنباء" إلى أن "ارتفاع أسعار المواد التي تدخل في صناعة الحلويات الرمضانية، أدى إلى إرتفاع أسعار مبيعها".

 وقال: "دزينة الشعيبيات نبيعها بـ 100 ألف ليرة لبنانية، وكيلو القطايف بـ 35 ألف ليرة، وثبات سعرها يعتمد على استقرار سعر صرف الدولار، وإذا إرتفع الدولار نضطر إلى رفع سعرها، وهذا ليس من مصلحتنا، لأن نسبة المبيع تقل في المحل".

وأوضح: " الشخص الذي كان يشتري القطايف بالكيلوغرام، بات اليوم يشتري بالنص أو الربع كيلو "، والشعيبية  نبيعها بالقطعة الواحدة. الوضع صعب جداً ولا أحد يشعر بوجع الناس".

بالرغم من المبادرات وموائد الرحمن، التي تقدَم وجبات ساخنة للعائلات المحتاجة، إلا أن المعاناة تظل كبيرة في المخيمات،  لجهة شراء حواضر الإفطار، فما كان يعد غذاء الفقراء، بات شراؤه صعباً جداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق