الشيخ عمر زعيتر: الشباب نهضة الأمة ونقدر دورهم المؤثر في المجتمع

 

أجرى الحوار، محمد السعيد – لاجئ نت 

الشباب هم الثروة الثمينة التي لا تعوض, وهم تاج وعز الأمة، بصلاحهم تنهض الأمة، لذلك كان لزاماً من تلمس حاجاتهم، والسؤال عن أحوالهم، ووضع حلول لمشاكلهم وهمومهم، وقد تعرض الداعية الشيخ عمر زعيتر المشرف على أكاديمية رياض الجنة في مخيم برج الشمالي لبعض القضايا التي تهمهم في حوار خاص أجرته شبكة "لاجئ نت" عن الشباب وشهر رمضان المبارك.

وهنا كامل الحوار :

هل تحدثنا عن الشباب والفهم الواعي لشهر رمضان؟

أشار وأشاد الإسلام بالشباب، وحثه على الاستقامة، ورغبه بأسباب النجاة والسعادة، وعزز قيمة الوقت لديه، ودعاه لاستثماره فيما يفيد، "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك".

وفي رمضان بالذات تكون الفرصة سانحة أمام الشباب للتغيير والتأثير، فهنا تجتمع أفضل أيام العمر مع أفضل أيام العام؛ في دورة تدريبية مكثفة تمتد لـ٣٠ يوما يتخرج منها الشباب بشهادة ربانية مختومة بختم القبول الذي يقوده للوصول إلى النجاح في الدنيا، والفلاح في الآخرة.

لماذا رمضان مهم بالنسبة للشباب؟

لأنه شهر التغيير والتأثير والتحرير، وأقصد بالتغيير والتأثير والتحرير لا تكون الا من خلال الشباب، فإذا أردنا تأثيراً وأردنا تغييراً وأردنا تحريراً فالعيون مباشرة تتجه نحو الشباب، فلما كان رمضان يمثل هذه العناصر كان أولى من يقبل عليه هم الشباب.

كيف يقضي الشباب أوقاتهم في شهر رمضان؟

يختلف باختلاف احوال القلوب واختلاف الهمة، والهمة تزيد وتنقص، ومن الشباب من أعلن حالة التأهب منذ بداية رمضان وعلموا ان كل لحظة من رمضان هي فرصة لا تعوض، وانكبوا على كتاب الله عز وجل قراءة وتدبراً وفهماً وعملاً وسلوكاً، واقبلوا على الصيام والقيام وقراءة القرآن وإطعام الطعام ونافسوا ودارسوا وآنسوا في محاريب الخلوات مع الله عز وجل بكاءً ودعاءً ورجاءً وهمهم كيف يفوزا برمضان وعلموا ان الجنة سلعة الله غالية، ويحاولون الاستفادة من كل لحظة من لحظات رمضان وان لا يضيعوها في شيء مما يلهي عن عبادة الله تبارك وتعالى، فهؤلاء الشباب موفقون مجتهدون وهذبوا اخلاقهم ويصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) فغيرهم الصيام وحولهم حتى أصبحوا نموذجاً صالحاً يقتدى بهم في مجتمعهم.

وهناك صنف من الشباب ما زال مقصراً غافلاً ساهياً لاهياً وربما يصوم في النهار ولكنه في الليل يقبل على السهرات والمسلسلات وعلى اشياء لا ترضي الله تبارك وتعالى، وهؤلاء نعيذهم من قول رسول الله رغم انفه رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له.

التكنولوجيا تبعد الشباب عن طقوس وعادات شهر رمضان المبارك، ما هي الوسائل والحلول لجعل الشباب يستغلون هذه التكنولوجيا وتوظيفها في الطاعة؟

لا شك بأن الوسائل الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعية والتكنلوجيا هي سلاح ذو حدين وعلى حسب استخدام الانسان له يكون تقييمه، ومن الشباب كما تحدثنا سابقاً من يتخد رمضان من اجل المسلسلات والبرامج التي لا فائدة فيها ومما يكون فيه معصية ويكفي انه لا فائدة فيها تنفع هؤلاء الشباب.

ولكي يستفيد الشباب من التكنولوجيا، من خلال متابعتهم بعض السلاسل العلمية المفيدة وهي كثيرة وتقدم محتوى هادف وهناك جهود كثيرة في العالم الاسلامي لنشر وبث هذا الخير بين شباب الأمة، وعلى الشاب البحث عن هذه القنوات يستفيد منها استفادة حقيقية ويكون في اوقات فراغه عندما يتابع مواقع التواصل يكون بذلك مأجوراً لا مأزوراً.

وعند الحديث عن الشباب وتمكين الشباب في المجتمع كيفية استغلال شهر رمضان والاستفادة منه، لا يفوتنا ان نذكر بانه في العديد من المخيمات والتجمعات والمناطق قامت بمبادرات تشرف عليها الشباب، مبادرات إما دينية دعوية، او حملات غذائية واطعام الطعام للفقراء والمساكين خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وهمهم كيف يدخلون اللقمة الطيبة الهنية على العائلات المتعففة ويكفونهم عن مد ايديهم الى الناس وسؤال الناس ويؤمنون لهم الافطار ويقدمون لهم ما يحتاجون من معونة وهذا لا شك انه من أعظم أبواب الخير الذي اثبتت التجارب بأن الشباب يبدعون فيها وهذا جهد طيب يستفاد من الشباب به.

لماذا الشباب لهم قيمة عند الله عز وجل؟

لا شك بان الاسلام اهتم بالشباب اهتمام بالغ الاهمية وهذا شهد به القران وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أما في القران فعندما تحدث الله سبحانه وتعالى عن سيدنا ابراهيم إبان دعوته في قومه ﴿ قَالُواْ سَمِعۡنَا فَتٗى يَذۡكُرُهُمۡ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبۡرَٰاهِيمُ ﴾ وضرب الله عز وجل لنا قصة أصحاب الكهف وقال (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) وسورة كاملة نقرأها كل جمعة لأهميتها، وكذلك عندما اخبرنا الله عز وجل عن سيدنا يحيى وقال (يا يحيى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً)، فالشباب على اختلاف مراحلهم وفئاتهم هم أهل العنفوان والقوة والنشاط والحيوية وهم تعقب عليهم الأمة الآمال وهم عليهم المعول في حفظ المجتمعات وتقديم المبادرات في الابداع والتأثير والتغيير.

وكذلك في تحرير المقدسات وخدمة البلاد والعباد، فهذا كله منوط بالشباب لأنهم الأقدر على تحقيق هذه الأمور، لذلك كان الاهتمام بالشباب اهتماماً كبيراً، وقال النبي عليه الصلاة والسلام "نصرت بالشباب" واتبعه الشباب ونصره الشباب وكثير من أصحابه كانوا مؤثرين في الاسلام وكانوا شباباً فمصعب بن عمير الذي أسلمت علي يديه أكثر المدينة المنورة قبل أن يدخلها النبي عليه الصلاة والسلام، كان شاباً ومثله كثير، علي بن أبي طالب، سعد بن معاذ الذي اهتز له عرش الرحمن، فكلهم كانوا شباباً وكانت لهم رموزهم وبسماطهم وبقيت الى قيام الساعة وكلما ذكروا نترضى عنهم ونستضيء بهداهم وبما تركوا لنا من آثار طيبة على كافة الصعد.

كيف يكون الشاب مميزاً عند الله في شهر رمضان المبارك؟

إذا أردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك، فإذا أقام الله عز وجل الشباب على هذه المسؤولية في التغيير والتأثير وتحقيق هذه النتائج التي ينتفع فيها الناس والمجتمع هذا يدلل على أهمية الشباب عند الله عز وجل.

ويكون مميزاً في رمضان إذا خرج من رضمان بشهادة التقوى كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

وقال في آية أخرى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) فأكرم الشباب عند الله عز وجل هم الذين يكونون أكثر تقوى لله تبارك وتعالى في كل مناحي الحياة.

همسات في آذان الشباب في شهر رمضان

أما ان كان من همسات في اذن الشباب، فالأولى أن تتحول هذه الهمسات الى لمسات وبصمات في واقعهم ومجتمعهم وهذا لا يكون الا اذا اقبلوا على الله عز وجل من جديد وكانوا شباباً صالحين مصلحين. صالحين في أنفسهم بعبادتهم لربهم وقراءتهم لكتابه ومحافظتهم على صلاة، بشهودهم للجماعات في المساجد وتمتلأ المساجد بالشباب الجيل الصاعد الذي يتربى على موائد القرآن، وبعد ذلك سيكون له تأثيره في الاصلاح بين الناس، كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز "وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ".

فهؤلاء الشباب الذين نعول عليهم في تحرير الأوطان واسترجاع المقدسات، هم الذين ينشؤون على موائد القران في بيوت الله تبارك وتعالى، عبادةً وتربيةً ثم بعد ذلك دعوة ونشراً بين الناس حتى ننشأ هذا الجيل الصالح الذي يكون وقوداً في تحرير بيت المقدس بإذن الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق