فلسطينيو لبنان يستقبلون عيد الفطر بظروف اقتصادية خانقة.. وفضل طه يطالب «الاونروا» الالتزام بمسؤولياتها



 محمد السعيد، - لاجئ نت

يستقبل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان عيد الفطر المبارك بين مكابدة ألم الحياة القاسية في المخيمات والتجمعات وبين الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد ، وحاجاتهم تتضاعف، وأوضاعهم تزداد سوءًا والأونروا لا زالت غائبة تماماً ولا تتحمل مسؤولياتها تجاههم.

ويأتي عيد الفطر باختلاف ما هو عليه في كل عام في حين لا يملك معظم اللاجئين الفلسطينيين القدرة على شراء الملابس أو هدايا العيد لأطفالهم، وينتظر غالبيتهم المنظمات والجمعيات أن توفر لهم ما يُسعدهم في هذه المناسبة.

شبكة "لاجئ نت" الاخبارية جالت في المخيمات والتجمعات الفلسطينية ورصدت العديد من الحالات الانسانية والتقت بأبو أحمد أحد شباب مخيم برج الشمالي، والذي قال بدوره "تغيرت بهجة العيد عما كانت عليه في السنوات الماضية، نتيجة الوضعين المادي والاقتصادي اللذين يعاني منهما شباب المخيم، فالعمل شبه معدوم وان توافرت فرص العمل فيكون الأجر زهيداً جداً أمام الغلاء الفاحش وتدهور الاوضاع الاقتصادية مما يحرم العديد من الأطفال من فرحة العيد لعدم استطاعة أبائهم على شراح ثياب العيد..

ولا يختلف وضع أبو سعيد كثيراً، أبو سعيد فلسطيني لاجئ من مخيم اليرموك، أبو سعيد أب لأربعة أطفال يقف حائراً وعاجزاً عن تأمين احتياجات العيد خاصة انه يعمل متقطعاً بأجر يومي لا يتعدى الـ3 دولارات يومياً، وقال لشبكة "لاجئ نت" الوضع يسوء كل يوم، والبطالة متزايدة ويأتي العيد هذا العام والفرحة منقوصة، والقدرة المادية عند الكثير من الأهالي لا تسعفهم لشراء ملابس العيد التي ينتظرهاالأطفال من العام إلى العام، هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة فالغلاء لا يوصف وتراجعت المساعدات الاجتماعية التي كانت المؤسسات الخيرية تقدمها للكثير من العائلات المتعففة، ونسبة كبيرة جدا من الشباب عاطلون عن العمل، وكل ذلك يشكل ضغطاً نفسياً على كاهل العديد من الآباء.

وأضاف أبو سعيد، العيد هذا العام يأتي حزين وكئيب وليس هناك معالم لبهجة العيد ونسأل الله أن يفرجها على الجميع.

بطالة ووضع اقتصادي مزرٍ وفقر وأوضاع اقتصادية غير مستقرة، هي جميعاً نقاط تقاطع بين مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، ومثلها الحال في مخيم عين الحلوة.

قال ابن المخيم، إبراهيم أبو عمر، وهو تاجر ألبسة، "إن الحركة الاقتصادية خجولة في عين الحلوة، رغم قدوم العيد" لافتاً إلى أن "حركة البيع لا تشبه سابقاتها من الأعوام الماضية، بسبب الوضع المادي للناس، والذي يشكل عبئًا كبيرًا عليهم، فلا فرص عمل، وإن وجد العمل فالراتب لا يلبي الحاجة المطلوبة، واغلب الايام لا يدخل زبائن الى المحل للشراء سوى السؤال عن الاسعار ويخرجوا من المحل مكسوري الخاطر بسبب الارتفاع الجنوني في الاسعار .

واتفق أبو عمر مع أبو وليد تاجر الأحذية في المخيم ، إذ قال،الوضع الاقتصادي ازداد سواء عن الاعوام الماضية وحركة الشراء اقل بكثير عن الاعوام السابقة، فالاسعار جنونية وحاجات الناس للاكل والشراب اكثر من الملابس.

أم ربيع والتي كانت تتسوق من محل أبو عمر للألبسة تقول: "أسعار الملابس هذا العام خيالية، عندي 5 اولاد واسعار الملابس خيالية اين نحن ذاهبون بعد.

طه: "حماس" تقف إلى جانب اللجئين الفلسطينيين في لبنان

بدوره تحدث فضل طه مسؤول الروابط في العمل الجماهيري في حركة "حماس" في لبنان لشبكة "لاجئ نت" قائلاً "بأن شهر رمضان حل على اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بظروف اقتصادية واجتماعية قاهرة، وازدادت مع اقتراب العيد"، مشيراً بأن العديد من العائلات الفلسطينية بشكل عام لا تستطيع ان تؤمن لابنائها ابسط مقومات الحياة من طعام وشراب وكسوة وغيرها، فكيف ونحن على أبواب عيد الفطر".

وأضاف طه بأننا كمسلمين علينا اظهار الفرحة والبهجة والسرور في المناسبات الدينية وهذا يترتب عليه امور مادية كثيرة لشراء كسوة وملابس العيد للأطفال الذين يفرحون فيها ومن أجل شراح الحلويات واللحوم وغيرها من احتياجات العيد".

وتابع فضل "هذا العام هناك صعوبة كبيرة جداً من تأمين لأبسط مقومات الحياة، وقد سمعنا الكثير من شكاوى الاهالي والأمهات الذين يجدون صعوبة في الشراء وتأمين الاحتياجات عند التسوق لان الاسعار اليوم اصبحت خيالية".

وقال فضل أنه من خلال الزيارات التي قام بها مجلس العمل الجماهيري للروابط الفلسطينية داخل المخيمات قبل شهر رمضان ولقائهم بالأهالي واللجان كانت المطالب الاساسية لهم هو التكافل الاجتماعي، واستمعنا للعديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية فالكثير من العائلات اصبحت عاجزة عن تأمين رغيف الخبز لأطفالها.

وقال فضل ان حركة حماس تقف إلى جانب اللجئين الفلسطينيين في لبنان، ودعا وكالة "الأونروا" بوضع خطة طوارئ من أجل اغاثة وتقديم المساعدات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان خاصة مع ازدياد الازمات الاقتصادية والاجتماعية والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية لتأمين احتيجاتهم الاساسية وتأمين جزء من مقومات الحياة الكريمة.

كما طالب فضل الفصائل واللجان الشعبية والاهلية ومنظمة التحرير وكل القادرين من اجل مضاعفة الجهود لتقديم الخدمات ومساندة اللاجئين من خلال تقديم المساعدات الاغاثية والضغط على وكالة الاونروا لاخذ دورها وتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين وتعزيز صمودهم الى حين العودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق