خالد فهد: الأسرى الفلسطينيون في رمضان يعانون بشكل مضاعف والاحتلال لا يأبه بالقوانين الدولية

 

لاجئ نت 

تُعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من أكثر القضايا تأثيراً وتعقيداً في المشهد الفلسطيني.

وعلى صعيد الظروف الانسانية للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، أشار خالد فهد المدير التنفيذي للمؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى "تضامن" في حوار خاص مع شبكة "لاجئ نت" بأن الأسرى الفلسطينيين والعرب يعيشون داخل سجون الاحتلال اوضاعاً انسانية صعبة في ظروف صحية استثنائية، فهم يتعرضون إلى أساليب تعذيب جسدي ونفسي ووحشية ممنهجة مما تؤذي وتضعف أجساد الكثيرين من خلال الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين وإذلالهم واتباع سياسة الاهمال الطبي بحق الأسرى المرضى والتي تؤدي بهم الى الموت التي هي اشبه بسياسة الاعدام البطيء.

وقال فهد بأن عدد الأسرى حاليا بلغ نحو 4500 أسير منهم 2550 أسير محكوم و535 أسير إداري و1400 موقوف يتوزعون على 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف وتحقيق، من بينهم 210 أسير من قطاع غزة و490 أسير من القدس و90 أسيراً من أراضي الـ48 و19 أسيراً يحملون الجنسية الأردنية والباقي من الضفة الغربية المحتلة.

وحسب احصاء مركز فلسطين لدراسات الأسرى فقد بلغ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي 34 أسيرة في سجون الاحتلال من بينهن 19 أسيرة محكومات بشكل فعلى بأحكام مختلفة، أقدمهن الأسيرة ميسون الجبالي معتقلة منذ يونيو 2015 ومحكومة 15عاماً، بينما أعلاهن حكما الأسيرة" شروق دويات" ومحكومة بالسجن لمدة 16 عام، ومعتقلة منذ عام 2015 إضافة إلى أسيرتين في الاعتقال الإداري، إضافة إلى 160 طفل أسير لم يتجاوز أعمارهم الثامنة عشر بينهم 110 محكومين والباقي ينتظرون المحاكمة منهم 3 أطفال يخضعون للاعتقال الاداري.

وأشار فهد في حديثه ال وجود 600 أسير مريض، 132 يعانون من امراض مصنفه خطيرة، و17 أسير يعاون من أمراض السرطان و22 أسير معاق حركي ونفسي في سجون الاحتلال إضافة إلى 4 أسرى مصابين بشلل نصفي ينتقلون على كراسي متحركة كما أن هناك 16 أسيراً مقيمون بشكل دائم فيما يسمى "مستشفى الرملة" أصحاب أخطر الأمراض والجرحى.

ولفت فهد بأن الحديث عن معاناة الأسرى ومعاملة الاحتلال للأطفال والنساء وكبار السن يطول، لكن لنذكر من المعاناة التي يعانيها الاسرى من خلال منع الزيارات والاقتحامات المتكررة للزنانين، سوء معاملة واحتجاز الأسرى في غرف لا تصلح للعيش الآدمي، واحكام عالية تصل الى 67 مؤبد مثل حكم الأسير عبد الله البرغوثي، والاعتقالات الادارية والغير قانونية والغير مبرر. والاسرى الان مقاطعين محاكم الاحتلال منذ بداية العام 2022 حتى الان. واحتجاز للأسيرات النساء واقتحام غرفهم وعدم احترام خصوصياتهم كنساء.

وحول ضمانات حقوق الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في القانون والمواثيق الدولية أكد فهد بأن الاحتلال لا يأبه لا بالقوانين الدولية ولا بأعراف ولا بالقيم الانسانية والاخلاقية، فالاحتلال متنصل من كل الاتفاقات الدولية وخصوصاً اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة.

وأضاف فهد بأن الأسرى اليوم يحتاجون الى حماية دولية والى اسناد قانوني وللأسف المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، وشاهدنا كيف تفاعل مع أحداث أوكرانيا وتغاضى عن التفاعل مع قضية فلسطين وقضية الاسرى بشكل خاص.

وحول معاناة الأسرى في شهر رمضان قال فهد السجان الإسرائيلي يسلب فرحة الأسرى بقدوم الشهر الكريم وهم يقضون أوقاتهم بطريقة صعبة، فرمضان موسم للطاعة والعبادة ويحرِمهم الاحتلال من عيشِ لحظاتِ استقباله معَ أهاليهم وأطفالهِم الذين يرجُون عودتهم باسرع وقت.

وفي هذا الشهر الفضيل، يُحاول الأسرى خلقَ روحِ البهجةِ بينهم مُعلنينَ أن لا حدود للإرادة، كما يُكثِرونَ من الدعاء إلى الله والصبر والتوكل الدائم عليه.

ورداً على سؤال يتعلق بما يعانيه الأسرى داخل الأسر خلال شهر رمضان المبارك، يشير فهد إلى أن المعاناة تكمن في الإجراءات التعسفية التي تمارسها إدارة السجون وخصوصاً التفتيش المستمر للغرف، و تعمل على إزالة العديد من أصناف المواد الغذائية من مقصف السجون ( الكانتينا )، مما يضاعف من معاناة الأسرى.

وبحسب فهد فان معاناة الأسرى تتضاعف في شهر رمضان نتيجة افتقارهم للأهل والاجتماع معهم على نفس المائدة، فيتذكرون ذكريات جمعتهم مع عائلتهم، وكيف هي عاداتهم في البيت خلال الشهر الفضيل، في المقابل كذلك هو حال عائلاتهم الذين يحرمون من الجلوس مع أبنائهم واحبابهم على مائدة الطعام خلال شهر رمضان، وكثير من العائلات تترك مكاناً لابنهم الأسير على المائدة، وهذا يفاقم المعاناة لدى الطرفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق