دمعتها التي حكت حنيني لوطني

 


دمعتها التي حكت حنيني لوطني

أخفت دمعتها عن الحاضرين، مسحتها بكفها، وابتسمت للا أحد، ولكني كنت هناك، رأيتها، وفهمت غصتها، والدمعة التي اهتزت على وجنتيها، عندما وقفت على المنصة، واختزلت حنيني لوطني قائلة:

أحاول التسلل إليه ولو حلما 

مشاهدة أسواره ومبانيه

أغنية تعجُّ بصوره المزركشة 

أناسٌ يتنفسونه دوني

يوقفُني كابوس اللجوء

وتوقفني هويتي الزرقاء الكبيرة (لاجئ).

فهمت لما أسموها (ياسمينة عكا)، انها الياسمينة التي لم تنبت في مكانها، ان دمعتها كانت حنينا للوطن الساكن فينا، وعبق كلامها كان هو الرائحة والتراب، وأمل العودة الى فلسطين، صدقا انها نهى عودة، التي كان تكريمها أيضا في نادي العودة.


كتب / رمزي عوض


كان يوم السبت في التاسع عشر من أذار احتفال تكريم الشاعرة الفلسطينية نهى عودة، من خلال مهرجان تضامني لحركة فتح / منطقة صيدا، في نادي العودة / وادي الزينة.

في هذا المقال لن اتحدث عن الحضور المميز والرفيع المستوى سياسيا وثقافيا، والذي ذكرني بمهرجانات الثورة التي كان يحضرها الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ولن اتحدث عن كلمات المتحدثين وشعر الشعراء اصحاب الذوق الرفيع، ولكني سأتحدث عن تلك الشاعرة التي عرفتها منذ عدة سنوات، صديقة رائعة، وطنية الانتماء والهوية، انسانة، لبقة، مهذبة، أديبة، مثقفة في كل المجالات.

هي الشاعرة والأديبة نهى عودة الحائزة على البكالوريوس في علوم الكومبيوتر، ولها خمسة كتب: نثرات روح / ولقلبي رأي آخر / على قارعة الحنين / أنامل صوفية / دموع وردية.

لمن يتابع تاريخ هذه القامة الفلسطينية التي ولدت في لبنان من العام الثاني لاجتياح الاحتلال الاسرائيلي للبنان، يعلم جيدا انها حفرت صخرا وشكلته بيديها العاريتان، فقد بدأت الكتابة منذ الصغر، في شكل مقالات اجتماعية، ظهرت فيها رؤيتها لما يواجهه اللاجئون الفلسطينيون في بلاد الشتات والبعد عن الوطن، كما كتبت أيضا عن القضايا الإنسانية التي تخص المرأة والعلاقات الاجتماعية، حيث كانت المعاناة كفيلة بصقل أدبها وابراز هويتها الشعرية.

لو قابلتها احسست انك تعرفها منذ الطفولة، ببراءة ملامح وجهها الطفولي، وابتسامتها الخجولة، وروحها المرحة، وحتى لباسها الذي يشبهنا.

لم تكن نسخة عن مدارس الشعر والادب الفلسطيني السابقة، وحتى أدب الثورة، لكنها كانت مدرستها هي، وأسلوبها الخاص والمميز في شعرها ومفرداتها وصولا الى حضورها، وطريقة إلقاءها لكلماتها وايصالها ايقاع احساسها الى مسامع الحاضرين.

لازلت أذكر ماقالته لي: أن الحرف رسالة، وأمانة، وعلى الأجيال التي تأتي بعدنا أن تحمل راية الوجهة الصحيحة، فالطريق الوحيد لنا كفلسطينين هو الوطن، فالعودة إليه أكيدة مهما طال الزمن، فاليد مع اليد كفيلتان بأخذنا إلى بر الأمان.

وهي إيضا من قالت: المحبة لا تحتاج مجهودا عظيما، لكن من يخالفها يستنزف نفسه ويبعدها عن التطور والتقدم، فحب الخير للغير هو رسالة الاستمرار في الحياة، وإن خذلتنا الوجوه فالخير لا ينضب أبدا...


نهى عودة ياسمينة_عكا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق