هكذا بدت تداعيات الحرب الأوكرانية معيشياً على المخيمات الفلسطينية

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

لا شك أن للحرب الروسية الأوكرانية تداعياتها الكارثية على الواقع المعيشي في لبنان،وضمناً المخيمات والتجمعات الفلسطينية، والتي فجَّرت أزمة اقتصادية جديدة بدأت تتكشف ملامحها بالارتفاع الكبير لأسعار المحروقات والطحين والمواد الغذائية والزيوت النباتية وغيرها، ما ينذر بأزمة انقطاع الخبز من الأفران وفقدان بعض السلع من الأسواق،  لاعتماد  البلد بشكل أساسي على القمح والزيت الأوكراني، حيث تهافت المواطنون على الأفران والمحلات والسوبر ماركت لشراء المواد الغذائية،  في ظل تأكيدات من وزارة الاقتصاد بأن الكمية  المستورة لا تكفي أكثر من شهر ونصف.

وتعتبر المخيمات الفلسطينية الأكثر تأثرًا بالأزمة الاقتصادية المستجدة، كون أهلها يعانون بالأصل من ظروف معيشية قاسية جدًا على كل الصعد الحياتية، فالبطالة مرتفعة جدًا في صفوفهم ، بسبب  قانون العمل اللبناني المجحف بحقهم، والذي لا يسمح للفلسطيني بمزاولة الكثير من المهن، ويعتمد الكثير منهم على الخدمات التي تقدمها  "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" والمعونات الغذائية من المؤسسات الخدماتية غير الحكومية،  في ظل مخاوف كبيرة لديهم من تخلف "الأونروا" عن تقديم الخدمات للفلسطينيين، والإمعان بزيادة تقليصها بحجة العجز المالي، وأن الدول المانحة مهتمة بتقديم المساعدات لنازحي الحرب في أوكرانيا.

في هذا السياق، أكد أمين سر اللجان  الشعبية في مخيمات لبنان ، أبو أيَاد الشعلان، في حديث لـ "وكالة القدس للأنباء"، بأن  " المخيمات الفلسطينية تعاني من أوضاع معيشية صعبة للغاية، وهي بالأصل مليئة بالأزمات الاقتصادية والصحية والاجتماعية في ظل غلاء المعيشة  وتفشي وباء كورونا بداخلها"، محذرًا وكالة الأونروا "من مغبة الالتفاف على معاناة اللاجئين بحجة أن الدول المانحة تعطي الأولوية في المساعادات للنازحين في المناطق الساخنة"، داعيًا إلى " إحقاق الحقوق وإعطاء اللاجئين الفلسطينيين المساعدات المطلوبة، لأنهم  بأمس الحاجة لخدمات التشغيل والطبابة والاستشفاء والإغاثة، لأنها أنشئت لأجلهم، وشعارها تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين حصرًا، إلى حين عودتهم إلى فلسطين". 

وقال: "نحن كلنا معنيون كفصائل فلسطينية  العمل على تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل اللاجئين في مخيماتنا، ونفعل كل ما بوسعنا من أجل تقديم الدعم لهم، ولكننا لا يمكننا أن نعمل مكان الأونروا، لذلك علينا التحرك على المستويين السياسي والشعبي، من أجل تحصيل الحقوق من إدارتها".

وطالب الشعلان في ختام حديثه لوكالتنا "الأونروا" "بتفعيل نظام الإعاشة لكل اللاجئين الفلسطينيين ولا تكتفي فقط بحالات العسر الشديد، لتقديم المعونات الغذائية الطحين والزيت وغيرها، كما عليها توسعة نطاق عملها لدائرة الشؤون، وفتح باب التوظيف وتأمين مشاريع إنمائية لتشغيل اللاجئين، ودفع بدل إيواء وتأمين أجرة المواصلات للطلاب، ووضع خطة طوارئ لمواجهة وباء كورونا".

بدوره، أكد عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، خالد أبو النور، في حديث لـ"وكالة القدس للأنباء"، بوجود أزمة اقتصادية حقيقية في المخيمات على كل المقاييس ، وهي تزداد تفاقمًا مع مرور الوقت ، حيث نلحظ وجود عجز مالي واضح لكثير من الأهالي، وعدم قدرتهم على مواجهة غلاء المعيشة".

وأمل أبو النور بأن "لا  تأخذ "الأونروا" من الأزمة الأوكرانية  الروسية ذريعة من أجل التهرب من مسؤولياتها تجاه المخيمات"، قائلاً: " على المجتمع الدولي أن يدرك تمامًا بأن الأزمة الحقيقية في العالم هو وجود الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، فإذا أردتم إنهاء عمل الأونروا أعيدونا إلى أرضنا".

وفي ختام حديثه، دعا أبو النور "الأونروا" "إلى عدم تجاهلها لمطالب اللاجئين الحياتية  والعمل على تحسين أوضاعهم، وعلينا خوض معركة التحركات الاحتجاجية أمام مكاتب الأونروا من أجل  تحقيق ذلك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق