لاجئو عين الحلوة :المونة الرمضانية صارت من الماضي

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

تثقل الأزمة الاقتصادية كاهل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ أشهر طويلة، ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، تفاقمت الأوضاع، وأصبحت بعض الأسر عاجزة عن تغطية تكاليف حياتهم، وذلك نتيجة الارتفاع غير المبرر في المواد الغذائية واللحوم والدواجن، ما أدى إلى تغيير العادات الرمضانية التي تسبق الشهر الفضيل، فلم يعد باستطاعة الناس القيام بما يسمى مونة رمضان، كتحضير الكبب وورق العنب والرقائق وغيرها.. بالإضافة إلى أن بعض العائلات لم يعد باستطاعتها شراء اللحوم، وطعامهم أصبح يعتمد على الحبوب وبعض الخضار، وتحضير الطبخ دون لحمة أو دجاج.

وفي هذا السياق، تحدث أبو ايهاب، وهو يملك دكاناً في مخيم عين الحلوة، ل"وكالة القدس للأنباء"، قائلاً :"في مثل هذه الأيام كان  الناس يتهافتون في المخيم لتموين مواد غذائية ترتبط بشهر رمضان، كتأمين السكر والطحين والأرز، والزيت والجبنة والمعلبات، إضافة إلى التمر والجلاب"، مبيناً أن "هذا العام المشهد مختلف، والحركة خفيفة، ويرجع السبب إلى ارتفاع الأسعار، ما أدى إلى تراجع قدرة الناس الشرائية، رغم أن معظم الأهالي يتلقون رواتب من "منظمة التحرير الفلسطينية"، والفصائل، بالدولار، لكن حتى الدولار لم يعد يساوي شيئاً أمام هذا الغلاء".

وأوضح أنه "مع انخفاض سعر صرف الدولار قمت بخفض الأسعار قدر المستطاع، وقمت أيضاً بوضع عروضات على بعض المواد الغذائية، لكن الأزمة الأوكرانية أثرت علينا كثيراً، وارتفع سعر الزيت بشكل جنوني، لأن معظمه أوكرانياً"، موضحاً أنه "حاولت قدر المستطاع أن أراعي ظروف الزبائن، لكن التجار تطلب منا الدفع بالدولار، وهذا الأمر تطلب مني رفع أسعار المواد الغذائية".

انعدام القدرة على شراء المواد الضرورية

من جانبها، أكدت  أم هيثم أنها "لم تحضر أي شيء لرمضان حتى اللحظة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني مع اقتراب شهر رمضان، رغم أن سعر صرف الدولار كان مستقراً لفترة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم، فكيلو اللحمة في المخيم ٢٤٠ ألف ليرة، أما الدجاج المسحب فارتفع سعره في ليلة وضحاها ٤٠ ألف ليرة، فكيف يمكننا أن نحضر في ظل هذا الغلاء، ناهيك عن أسعار الألبان والأجبان التي تحلق بالسماء"، مبينة أن "رمضان قادم، وهو شهر البركة والخيرات، والله ما بقطع حدا".

بدورها قالت أم إيمان، إن "رمضان هذا العام لا يشبه العام الماضي، فكل شيء مختلف، كنا في مثل هذه الأيام نكون قد أنهينا التحضيرات، والثلاجة مليئة بالمعجنات والرقائق والكبب والمثلجات، لكن اليوم نحن نعيش كل يوم بيومه، واستغنينا في طعامنا عن اللحوم، فمثلاً أحضر الملوخية على مكعب ماجي، دون لحمة، أو دجاج، فلم يعد باستطاعتنا شراء هذه الأمور"، موضحة أن "حتى العائلات التي ما زالت قادرة على تحضير مونة رمضان، اليوم لم تحضر شيئاً بسبب الخوف من انقطاع التيار الكهربائي، لذلك أصبحنا اليوم نحضر طعامنا كل يوم بيومه، وحسب الأسعار، أختار طبختي".

 وأشارت إلى أنها "بعد غلاء المواد الغذائية وخاصة الزيت، لم يعد باستطاعتي شراء غالون زيت، أصبحت أشتريه بالكيلو، كذلك السكر، وطبعاً لا يمكننا الحديث عن الطحين، لأنه مقطوع، فاعتمادنا في الشهر الفضيل على الله تعالى، ومن ثم على أصحاب الأيادي البيضاء الذين يقومون بتوزيع سلات رمضانية تساند الأسر المتعففة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق