المصروف اليومي لأطفال المدارس صار عبئاً على الأهالي

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

انعكست الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان على الأطفال الفلسطينيين، سواء المسجلين في مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، أو في المدارس الرسمية أو الخاصة، فالواقع المرير الذي نعيشه خلق تفاوتاً كبيراً بين الطبقات الاجتماعية، فتغيرت العادات، والمصروف اليومي الذي كان يعطى للأطفال أصبح من الماضي، بعد أن ارتفعت أسعار المشتريات بشكل عام، بفعل ارتفاع الدولار، وأصبحت وجبة الأطفال عند الغالبية تعتمد على ساندويش الزعتر أو اللبنة.

وفي هذا السياق، تحدثت السيدة مريم ن.، وهي أم لثلاثة أطفال، مسجلين في مدارس "الأونروا" ل"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "لدي ٣ أولاد ولا يمكنني إعطاء مصروف يومي لهم، بسبب الأوضاع الصعبة التي نمر بها، لذلك كل يوم أقوم بتحضير ساندويشات زعتر لهم، ومرتين في الأسبوع أحضر لهم ساندويشات لبنة"، موضحة أن "جميع المواد الغذائية غالية جداً، وعائلتي كبيرة، وزوجي عاطل عن العمل منذ ستة أشهر". مبينة أنها "بالإضافة إلى الساندويش أشتري لهم كل يوم عصير وإما بسكويت أو كيك للتحلية، حسب قدرتي، فأنا أدفع كل يوم على الأقل ٣٠ ألف ليرة فقط مشتريات لهم".

من جانبها، عبرت السيدة ردينة س. عن استيائها عما يحصل في المدارس، نتيجة الأوضاع الصعبة، مبينة أن "لدي ٤ أولاد في المدرسة، وكل يوم أقوم بتحضير ساندويشات لهم الأربعة، لكن ما يحصل أن أولادي أصبحوا ينظرون إلى غيرهم، وهذا الأمر زعجني كثيراً، لأني غير قادرة على تلبية جميع طلباتهم، أو إعطائهم مصروف"، موضحة أنها "في بعض الأوقات وعندما يتوفر معي مال أعطيهم مصروف، كي لا يشعروا أنهم أقل من غيرهم"، مضيفة أن "ابني الصغير طلب مني أن أشتري له منقوشة جبنة ويأخذها للمدرسة مثل أصحابه، وعندما ذهبت صدمت أن سعرها ٢٢ ألف ليرة، ورغم أنني لا أملك سوى ٥٠ ألف اشتريتها له"، فأنا أحاول تلبية طلباتهم قدر الإمكان".

بدورها، قالت السيدة أسماء ج.، وهي أم لطفلين، أحدهما في الروضة، إن "الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، غيرت عاداتنا بشكل عام، وبالتأكيد هذا الأمر أثر بشكل كبير على أولادنا"، مبينة أن "زمن المصروف اليومي انتهى، أو ريما أصبح له ظروف معينة، فأنا أقوم بإعداد الساندويشات لأطفالي في المنزل، حسب ما هو موجود عندي، لكن أغلب الأيام إما زعتر أو لبنة أو جبنة صفراء، وأقوم بإعداد قالب من الكيك وأقطعه وأغلفه كقطع وأعطيهم كل يوم قطعة فقط أشتري لهم العصير، لكن هناك أيام اضطر لإعطاء ابني الكبير مصروف، كي لا يشعر أنه أقل من غيره، أو عندما تنقطع الكهرباء ولا أستطيع صناعة حلوى لهم في المنزل، أو في حال لم يتواجد عندي ما يمكن إعطائه لهم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق