ميني ماركت بيتي .. مبادرة تكافلية في مخيم عين الحلوة

 

ميرنا حامد/بوابة اللاجئين الفلسطينيين


غلاء فادح وفقدان في السلع يخيم على الأسواق اللبنانية مع اشتداد الأوضاع الاقتصادية صعوبة عن سابقها، بعدما ألقت الحرب الدائرة في أوكرانيا بظلالها على الأمن الغذائي في لبنان الذي يستورد منها نحوَ 80% من احتياجات القمح، وسط تحذيرات من نفاد المخزون خلال شهر. 
وبطبيعة الحال يرفع التجار أسعار السلع الغذائية من خضار ولحوم، -التي هي أصلاً مرتفعة- مع حلول شهر رمضان المبارك بسبب زيادة الطلب عليها من الزبائن، كونه أحد أهم المناسبات مبيعاً بالنسبة لهم.
 إلا أن قدرة الزبائن الشرائية ستشهد تدنيات ملحوظة هذا العام مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني خاصة سلعتي القمح والزيت المفقودتين في الأسواق، بعدما احتكرها معظم التجار في مخازنهم منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
ومع ارتفاع معدل البطالة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى أكثر من 80%، باتوا يتصدرون الفئة الأكثر فقراً  وتهميشاً، وسط غياب شبه تام لمبادرات تكافلية من قبل المعنيين بمتابعة شؤونهم كمنظمة التحرير والسلطة والفصائل ووكالة "أونروا" علّها تخفف وطأة الأزمة عليهم.
مبادرات تكافلية

والحال هذه، قد لا تتمكن مبادرات تكافلية بسيطة من تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين الموزعين على امتداد الجغرافيا اللبنانية ففي مخيم عين الحلوة مثلاً  "ميني ماركت بيتي" مبادرة تكافلية أسسها مركز "بيتي" الاجتماعي في كانون الثاني/ يناير الماضي بهدف بيع المنتجات والمواد الغذائية بأسعار الجملة، وهي أقل من تلك الموجودة في الأسواق، لتخفيف كلفتها عن كاهل رب الأسرة .
مبادرة رغم أهميتها إلا أنها تخفف جزءاً بسيطة فقط من المأساة المعيشية التي يكابدها الفلسطينييون في لبنان
  تقول آلاء أبو ظاهر، المديرة التنفيذية لمركز بيتي الاجتماعي: "تنخفض الأسعار داخل الميني ماركت ما بين ألفين إلى عشرة آلاف ليرة لبنانية للمنتج الواحد، بالتالي شهدنا تردداً مستمراً للزبائن وسط زيادة أعداد المستفيدين بشكل يومي".
هذه ليست المبادرة الأخيرة التي ينظمها المركز للاجئين في مخيم عين الحلوة بحسب أبو ظاهر، حيث خلال شهر رمضان المبارك، سيقدمون السلل الغذائية، وهي مبادرة جامعة لكل المواد التموينية التي يمكن أن تحتاجها الأسرة المتعففة من داخل الميني ماركت،  وسيتم توزيعها مرتين خلال الشهر الفضيل بشكل مجاني".
تضيف أبو ظاهر: سنقوم أيضاً بمبادرة السحور، وهي توزيع منتجات من داخل الميني ماركت يحتاجها الصائمون على السحور مثل الألبان والأجبان والمربى وغيرها. أيضاً هناك مبادرة تقوم على تحديد مستلزمات طبخة يومية، (مثلاً منسف، نحدد كمية الزر والدجاج والبهارات والزيت وغيرها من المواد المطلوبة لطهي الطبخة)، وإعطائها للعائلات، ليتصرفوا بها كما يشاؤون".  
وتتابع: "نظراً للحاجة الملحّة التي لمسناها عند العائلات وبدعم من أهل الخير والإحسان وأصحاب الأيادي البيضاء، تم إطلاق  مبادرة خيرية خلال شهر آذار/ مارس الحالي، وهي دعوة أسر الأيتام والعائلات المتعففة والمرضى للاستفادة من شراء مواد غذائية وسلع ضرورية لكل أسرة بنصف قيمة الشراء".
"المبادرة هذه استقبلت في اليوم الأول لها ٢٠٠ عائلة من كافة الجنسيات، بالإضافة إلى ما يقارب الـ ١٠٠ عائلة أسبوعياً"، بحسب أبو ظاهر.
تناشد أبو ظاهر "أصحاب الخير لتكثيف الدعم لهذه المبادرة كي تبقى قائمة لما بعد نهاية الشهر الحالي خاصة على أبواب شهر رمضان المبارك، فهدف مركز بيتي الاجتماعي هو الوصول لأكبر عدد ممكن من العائلات المتعففة".
وتؤكد أنه "لتلك المبادرات المجتمعية أهمية عالية في التخفيف من معاناة الناس بمثل هذه الظروف القائمة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك"
إذاً تشكل المبادرات التكافلية في المخيمات الفلسطينية في لبنان ركيزة مهمة لمساعدة اللاجئين على تحمل الأعباء الاقتصادية التي أنهكت كاهلهم وباتوا عاجزين عن شراء كسرة خبز لأطفالهم.
2-1.jpg
دور المسؤولين
  يقول الناشط من مخيم عين الحلوة، محمد حسون لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن المبادرات التكافلية في مخيمات لبنان مهمة جداً خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة والأزمة الاقتصادية الخانقة.
ويؤكد أن التكافل الاجتماعي في صفوف اللاجئين يساهم في تخفيف المعاناة التي باتت تنهك غالبيتهم، لكونها مساعدة اجتماعية من أصحاب الأيادي البيضاء لأهلهم وذويهم في مخيمات لبنان".
ويدعو حسون "إلى توسيع دائرة التكافل في المخيمات من قبل الجمعيات، خاصة في ما يتعلق بالمواد الغذائية التي باتت تكلفها أكبر من طاقة اللاجئ الفلسطيني في لبنان"، مطالباً "المسؤولين الفلسطينيين بالقيام بواجباتهم في ما يتعلق بمتابعة شؤون اللاجئين، قبل أن يصل بهم الحال إلى وضع قد لا نحمد عقباه".  
مبادرات فردية
بدورها، تعتبر الناشطة الشبابية من مخيم عين الحلوة، فاطمة الزهراء عويد أن "مبادرات مركز بيتي التكافلية مهمة جداً في ظل الظروف الصعبة التي  يمر بها لبنان، لا سيما أهالي المخيمات، فهي تستهدف الفئات المهمشة التي لا معيل لها".
تتمنى عويد أن "تستمر هذه المبادرات لتساعد الناس المحتاجة دون تمييز، فلدينا في المخيمات مؤسسات كثيرة لكن للأسف أغلبها تعمل وفقاً للمحسوبيات التي لا تكترث بالفقير".
وتتابع: يمكن أنا وكثر غيري نقوم بهذه الحملات البسيطة لأننا نرفض الوضع  الصعب الذي يمر به شعبنا، وهذا واجب على كل فلسطيني أن يحاول قدر المستطاع وبأي طريقة مساعدة أولاد شعبه المحتاجين بظل غياب المعنيين".
2-2.jpg


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق