ارتفاع نسبة الإصابات بـ كورونا في المخيمات..والسبب

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

مع تفشي وباء كورونا وبروز المتحور الجديد "أوميكرون" بكثرة داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، نتيجة الكثافة السكانية العالية ، وعدم تجاوب الكثيرين مع منصة تلقي اللقاح،  أظهرت الفحوصات التي أجريت عن إصابة المئات من اللاجئين الفلسطينيين بالوباء.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها "وكالة القدس للأنباء" من مصادر طبية فلسطينية، إلى أن ارتفاع نسبة الإصابة في المخيمات الفلسطينية يعود بشكل أساسي  للنقص في التوعية، وتخوف البعض من الآثار الجانبية للقاح.

ويؤكد في هذا السياق، نقيب الصيادلة والأطباء الفلسطينيين في لبنان، الدكتور عماد حلاق في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "أعداد المصابين الفلسطينيين بفيروس "كورونا" و"أوميكرون" بارتفاع دائم، في الوقت الذي نلحظ فيه أ ن نسبة تجاوب اللاجئين الفلسطينيين مع تلقي اللقاح تعتبر قليلة جدًا ، مقارنة مع أقرانهم في المجتمعات الأخرى، حيث تراوحت بين 30 و 35 %."

ويرجع الحلاق هذه النسبب المتفاوتة والمنخفضة في تلقي اللقاح في المجتمع الفلسطيني إلى "الارتفاع في نسب البطالة وقلّة السفر في صفوف أهالي المخيمات، حيث بات اللقاح يعتبر بنظر الكثيرين ضرورياً في حالة السفر أو الحصول على فرصة عمل".

وكشف الحلاق وهو مدير الإعلام في "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" في لبنان، عن أن أكثر من 40 في المئة من بين من خضعوا للفحوصات المخبرية داخل المخيمات الفلسطينية تبين أنهم مصابون بالفيروس".

وقال: "للأسف تفشي فيروس "كورونا" ضاعف من تردي الأوضاع الصحية داخل المخيمات، وهذا جعلنا في استنفار دائم داخل المؤسسات والجمعيات الطبية الفلسطينية العاملة داخلها".

ودعا الحلاق في ختام حديثه لوكالتنا "الأونروا" المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بأن "تسارع إلى وضع خطة طوارئ من أجل المعالجة،  والتواصل مع كافة الجهات المعنية لمتابعة كل التطورات عن كثب على صعيد هذا الوباء". مؤكدًا على أن "طواقم الجمعية على أتم الاستعداد والجاهزية لإجراء فحوصات " PCR" في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية للحد من انتشار هذا الفيروس الخطير بموجته الجديدة"، موضحًا بأن "اللقاح حماية من الوباء، وليس له أي آثار جانبية على صحة الإنسان".

نصائح للوقاية من الإصابة 

بدوره جدد عضو لجنة كورونا في مخيم برج البراجنة، أبو عمر الأشقر،  مناشدته عبر "وكالة القدس للأنباء"كل اللاجئين الفلسطينيين "للالتزام بأقصى درجات الحيطة والحذر واحترام تدابير الوقاية وأهمها التباعد الجسدي  ولبس الكمامات وعدم المصافحة أو لمس الوجه، والابتعاد عن الأماكن المكتظة، لأن الفيروس أصبح منتشراً جداً ولا سبيل للوقاية منه إلا عبر التحلي بالمسؤولية الفردية والجماعية".

ولفت  إلى أن "الأمور أصبحت في مرحلة حساسة جداً بعد تسجيل عدة إصابات داخل المخيمات، وبالتالي هذا يفرض على اللاجئين القيام بالحجر الذاتي لأنفسهم وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى"، مطالباً بإغلاق كافة المقاهي وأماكن التجمعات في المخيم وعدم خروج الأطفال من المنازل والحفاظ على التباعد الاجتماعي والالتزام بارتداء الكمامة، للحد قدر الإمكان من انتشار الفيروس للخروج من هذه الأزمة التي تعصف بالمخيمات".

وأكد بأن "نسبة الإصابات على صعيد مخيمات بيروت، باتت تقترب من 40 في المئة من اللاجئين الذين يجرون فحوصات " PCR" "، داعياً إلى أقصى درجات الحرص، والتزام ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.

من جهته، أكد مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية في بيروت، محمد حسنين،  أنّ "معظم الوفيات التي جرى تسجيلها في مخيمات بيروت، منذ مطلع العام، تعود لأشخاص لم يتلقّوا أي جرعة من اللقاح المخصص"، داعياً كافة اللاجئين لتلقي الطعم نظراً لفاعليته في الحماية من المضاعفات الخطيرة.

كما دعا وكالة "الأونروا" إلى الالتزام بتطبيق البروتوكولات الصحية داخل المدارس من حيث التعقيم وحجر المخالطين وإجراء الفحوصات الطبية لهم، وإغلاق الصفوف التي حصلت بها إصابات وتعقيمها وحتى لو استدعى الأمر إغلاق المدرسة بالكامل لمدة أسبوع على الأقل.

ودعا أيضًا "اللاجئين الفلسطينيين على اقتصار المشاركة بالجنائز بالتعزية فقط على المقبرة، واقتصار المشاركين بالمناسبات العائلية على أصغر عدد ممكن وتجنب الازدحام في أماكن مغلقة، والتشدد بالإجراءات الوقائية للمرضى والمراجعين في العيادات والمراكز الطبية."

من جهته، الدكتور المتخصص مصطفى البايسلي، أشار لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "تفشي فيروس "كورونا" والمتحول الجديد أوميكرون داخل المخيمات الفلسطينية يشكل خطرا على حياة اللاجئين، أولا بسبب تردي الوضع الصحي وسوء التغذية داخل المخيمات، والكثافة السكانية وضيق المساحة والسكن غير الصحي".

واعتبر أن الإجراءات الوقائية التي تتخذ داخل المخيمات الفلسطينية لمواجهة فيروس "كورونا" غير كافية لحماية اللاجئين الفلسطينيين من هذا الوباء الخطير.

وحسب إحصاءات "الأونروا"، يشكّل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، حوالي 11 في المئة من مجموع سكان لبنان، أي حوالي الـ 400 ألف لاجئ، يتوزّع أكثر من نصف عددهم حالياً على 12 مخيماً يعانون من أوضاع معيشية وصحية صعبة للغاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق