التجمعات الفلسطينية في لبنان تحت خط الفقر وخدمات الأونروا غائبة

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

تعتبر التجمعات الفلسطينية الممتدة على مختلف المناطق اللبنانية الأكثر تأثرًا بالأزمة الاقتصادية المستفحلة، فتلك المناطق المنعزلة هي الأشد فقرًا وعوزًا على الإطلاق، كونها تقع خارج النطاق الخدماتي لعمل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا"، بالإضافة إلى أنها مهملة من قبل الجهات المعنية الفلسطينية.

فهذه الحالات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في تلك المناطق غائبة عن اهتمام الأونروا ولا تنظر لحالهم، فيما مساعداتها تقتصر على الحالات الطبية في مراكزها داخل المخيمات، في حين أن تلك  التجمعات لا يوجد مراكز بداخلها للوكالة ، أما خدماتها فهي تكاد تكون لا تذكر، فيما دور منظمة التحرير غائب هو الآخر.

"وكالة القدس للأنباء" التقت بنشطاء إغاثة يعملون ضمن مشروع حملة"ممنوع حدا يجوع"، دخلوا منازل اللاجئين الفلسطينيين في تلك التجمعات البائسة لتقديم الخدمات وتوثيق معاناتهم عن قرب.

 ويؤكد مندوب الحملة  في منطقة تجمع الجناح في إحدى ضواحي العاصمة بيروت، الناشط الإغاثي علي الكوري، لـ"وكالة القدس للأنباء"،  بأن تجمع الجناح يسكنه أكثر من 350 عائلة فلسطينية هجَرت قسرًا من المخيمات الفلسطينية لبيروت الشرقية أثناء فترة الحرب، حيث يعانون من أوضاع معيشية كارثية بكل المقاييس".

ويوضح بأنه "ينتشر بين اللاجئين الفلسطينيين في الجناح، حالات كالأرامل، والمطلقات، والعاطلين عن العمل، وأغلبهم يعملون في مهن حرة بسيطة  محدودة الأجر كالدهان، والصيد، التي لا تؤتي أكلها، وآخرون يعملون سائقو سيارات الأجرة "تكسي" ، والذين بدورهم يعانون من غلاء أسعار المحروقات، في ظل تفشي فايروس كورونا ليقعد كثيراً من السائقين دون عمل فيزيد وضعهم السيء أصلًا أضعافًا مضاعفة ".

وخلال عمله الإغاثي وثّق الكوري حالات الفقر والعوز في التجمع المسؤول عن إغاثته بأم عينه، حيث "الأم  تطعم أولادها خبزاً وصلصة بندورة، وآخرى تخلط الزعتر بالماء بدلاً عن الزيت، ما يدلل على نسبة الفقر والعوز المرتفعة، والتي يتطلب منا التركيز على العمل الإغاثي فيه".

ويوضح الكوري في ختام حديثه لوكالتنا بأن "الحالات الصحية والمشاكل الاجتماعية كثيرة بسبب الفقر المدقع في تجمع الجناح، لذلك يجب على الأونروا  تحسين أوضاعهم الاجتماعية، من خلال تفعيل نظام الإغاثة لديها، وتأمين علاج الحالات المرضية، ودفع ديون الكهرباء والماء والاشتراك، ومساعدة الحالات الاجتماعية والإنسانية الصعبة".

"حي التنك" تحت خط الفقر

وفي الطرف الآخر من خارطة لبنان، وتحديدًا أحد أحياء مدينة طرابلس شمالاً، يوجد تجمع حي التنك الذي لا يقل سوءاً عن تجمع الجناح، حيث يسكن فيه أكثر من 250 عائلة فلسطينية تقبع تحت خط الفقر، ضمن ظروف سكنية صعبة للغاية.

وتشير مندوبة حملة "ممنوع حدا يجوع" في مدينة طرابلس، رائدة الخليل، في حديثها لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "الوضع كارثي في حي التنك بكل النواحي الحياتية،  ويعاني للأسف من إهمال من قبل الجهات المعنية والأونروا،  فكثيرة هي الحكايا والمعاناة والمآسي التي يعيشها الأهالي في بيوتهم التنك، التي تغرق بالمياه خلال فصل الشتاء لتضيق عليهم الحياة وتصبح أكثر صعوبة ".

وتوضح بأن " العائلات الفلسطينية التي تسكن الحي منسية من قبل الأونروا الجهات المعنية ، كما أن السلطات اللبنانية الرسمية تمنع الجمعيّات من المساعدة في البناء، أو العمل على البنى التحتيّة أو تصريف المياه".

وتشير إلى أن"نسبة الأميَة وحالات التسرب المدرسي مرتفعة في صفوف أطفال حي التنك، فغالباً ما يتركون الأطفال مدارسهم في سن مبكرة للانتقال إلى العمل الذي تحتاج العائلة فيه إلى كل قرش من عائداته من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية".

وتدعو الخليل في ختام حديثها، الأونروا إلى "التركيز على دعم التجمعات الفلسطينية وإدخالها ضمن نطاق عملها الخدماتي والإغاثي، لأن سكانها عائلات فلسطينية فقيرة بأمس الحاجة للمساعدة، كما أنهم  البطالة مرتفعة في صفوفهم بعدما أن خسروا أعمالهم مع تفشي جائحة كورونا.

fdg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق