جمال حيدر... لاجئة فلسطينية تخلت عن دراسة الطب


 

العربي الجديد- انتصار الدنان

21-02-2022
كانت والدة جمال حيدر في السابعة من عمرها حين خرجت من فلسطين ولجأت إلى لبنان. وعام 1981، توفيت الوالدة من جراء شظايا انفجار في بيروت وقتلت على الفور. كما أصيبت شقيقتها وابنها الرضيع الذي فقد وعثر عليه في وقت لاحق في أحد المستشفيات.
تقول جمال التي تتحدّر من مدينة عكا في فلسطين، والمقيمة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت: "كان والدي مراقباً لعملية بيع الملح المستخرج من المياه، وكانت أمي تتنقل من بلدة إلى أخرى في فلسطين بسبب عمل والدي. واعتادت زيارة شقيقتها المتزوجة في القدس خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة، وكانت تدخل الكنيسة مع بقية الفلسطينيين".
كان اللجوء إلى لبنان عن طريق البحر. وتذكر نقلاً عن والدتها أن بعض النساء خرجن بملابس النوم. ونسي الجيران ابنهم في فلسطين، فعادوا ليبحثوا عنه من دون جدوى.
وصلت عائلة والدتها إلى شاطئ مدينة صيدا (جنوب لبنان) ومنه توجهوا إلى بلدة المية ومية شرقي صيدا، حيث سكنوا لمدة وجيزة وكان الأهالي يقدمون لهم ما يحتاجون إليه، ثم انتقلوا إلى العاصمة بيروت حيث استأجروا منزلاً. تضيف: "تزوجت أمي في بيروت وولدت في بيت قديم لأب كان يعمل نجاراً وعشت في فقر ولم أكن سعيدة وخصوصاً أن ترتيبي بين إخوتي كان الوسط. والأهل عادة لا يولون اهتماماً بالابن/ة الوسط".
تقول جمال: "تحملت المسؤولية مذ كنت صغيرة، إذ توفيت أمي وأنا في الثانية عشرة من عمري، وعملت في معمل للخيطان ثم في محل للحلويات في العطل الصيفية وفترة الدراسة، على اعتبار أنني كنت أدرس في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي كانت تعمل بدوامين، ما سمح لي بالعمل".
توفي والدها بعد سنة على وفاة أمها، ثم كان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وبعدها مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982. تضيف: " بعد انتهاء حرب المخيمات عام 1988، حصلت على منحة لدراسة الطب في بلغاريا، وبالفعل سافرت ودرست عاماً واحداً لأنني لم أكن قادرة على تحمل أعباء الدراسة هناك. عدت إلى لبنان والتحقت بروضة غسان كنفاني في بيروت حيث عملت ودرست التربية الحضانية. لكنني واجهت مشاكل عدة لإيجاد عمل بسبب لهجتي الفلسطينية. تعرضت للتنمر وشعرت بإحباط إلى أن استطعت العمل في دار الأيتام الإسلامية لمدة 15 عاماً علماً أنني تعرضت للتمييز. تزوجت وانتقلت للعيش في مخيم شاتيلا، واضطررت إلى ترك العمل. في المخيم، حاولت البحث عن عمل في المؤسسات من دون نتيجة. ثم بدأت تدريس التلاميذ في البيت. في هذه الفترة، تابعت تحصيلي العلمي وحصلت على شهادة الدراسات العليا".
تتابع: "بعد ذلك، قررت أن أفتتح روضة في المخيم. وكان هناك إقبال كبير من قبل الأهالي. في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانتشار الروضات المدعومة بكثرة، أواجه مشكلة تتمثل في عدم استطاعتي تأمين بدل إيجار الروضة ورواتب المعلمات. وأطلب من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأونروا مساعدتي، لأن مشروعي مهدد بالإقفال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق