المستقبل العربي وتداعيات تأجيل مؤتمر قمة الجزائر العربية



بقلم  :  سري  القدوة

الخميس 27 كانون الثاني / يناير 2022.

 

خيار تأجيل القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر يأتي في ظل الحاجة الي فتح افاق للحوار العربي الشامل وخصوصا في ظل الاوضاع الخطيرة التي باتت تشهدها الساحة العربية والحاجة الملحة لوحدة الموقف العربي ومناقشة ما تمر به الساحة العربية بشكل معمق للوصول الى نتائج مقنعة وجريئة تعبر عن واقع الحال العربي، وما ما ألت إليه الساحة العربية من تفاعلات نتيجة لبعض المواقف الفردية التي اصبحت شائكة وتطلب التدخل لحلها ووضع النقاط على الحروف لصياغة مستقبل افضل ولضمان وحدة الموقف العربي في اطار التكامل والأداء السياسي على المستوى الدولي .

 

تأجيل القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر بات امر حتمي حسب تصريحات صحفية من مصادر مسؤولة بالجامعة ويأتي بعد فشل المشاورات التمهيدية في توفير أجواء تصالحية تضمن مشاركة فعالة من جانب القوى العربية الأبرز وخاصة في ظل تباين المواقف حول ملفات منها تمثيل الحكومة السورية والعلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب والوضع في ليبيا بالإضافة للموقف من التدخل الإيراني في بلدان عربية .

 

بات خيار الإرجاء واضحا في ضوء الزيارة الناجحة والهامة للرئيس عبد المجيد تبون إلى مصر مما يدفع بالجزائر الى فتح باب الحوار مع جميع الاطراف وخاصة في ظل اخطار جائحة كورونا من جهة ومن جهة اخرى طبيعة الشرخ العربي القائم وخاصة فيما يتعلق بالأزمة الجزائرية - المغربية، ومساعي عودة سوريا إلى العمل العربي المشترك والوضع الداخلي في الجزائر .

 

وتستمر تلك التداعيات الخطيرة لتلقى بظلالها على مستقبل العمل العربي المشترك فالحاجة قائمة وضرورية الي ضرورة تعميق الحوار بين جميع الاطراف وخاصة في ظل تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، وتباين المواقف العربية حول أبرز القضايا الرئيسية مثل الحرب في اليمن ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، والقضية الفلسطينية وأزمة ليبيا، وهذا يدفع الجميع الي ضرورة التحضير الجيد لقمة الجزائر بشكلها ومضمونها لضمان افضل النتائج المتوقعة لقمة الجزائر القادمة .

 

ورسميا لم تحدد الجزائر موعدا رسميا بعد لإعلان القمة ولكن اشارت توقعات اعلامية عن احتمال عقدها في يناير 2022 وهذا الامر بات مستبعدا في الوقت الحاصر وهناك عقبات كثيرة وحالة انقسام عربي غير عادية وهناك تباين في المواقف العربية ما بين اهمية عقدها او ضرورة تأجيلها، فالواقع العربي يتطلب عقد قمة عربية ناجحة بكل المقاييس وضرورة البناء على قراراتها ومخرجاتها لتأسيس مرحلة عربية مقبلة جديدة، تنهض بالواقع العربي وتضع حد للخلافات القائمة وتضمن وحدة الجسد العربي الواحد وإعادة الاعتبار السياسي والمهني والقومي لجامعة الدول العربية .

 

وتسعى الجزائر الى ضرورة عقد قمة عربية ناجحة وهذا ما يتبين من خلال حرص الرئاسة الجزائرية على متابعة ادق التفاصيل وتدعيم الموقف العربي والتنسيق الكامل مع جمهورية مصر العربية وفتح افاق للحوار العربي تضمن نجاح القمة المقبلة فى ضوء زيارة الرئيس الجزائري المهمة لجمهورية مصر العربية ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اكد على ضرورة تحقيق التكامل العربي وعودة العلاقات بقوة مواقفها ووحدة الاداء السياسي المشترك المغيب منذ اكثر من عشرين عاما، ولوضع حد لمرحلة التهميش السياسي والشلل الكامل والابتعاد عن عوامل الضعف والفرقة والعمل على ضمان تحقيق الطموح العربي المشترك في انهاء كافة قضايا الخلاف الجوهرية التي من الممكن اذا ما استمرت ان تعيق التقدم العربي .

          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق