"أمل" على خط المساعي لعقد اجتماع لـ"هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان


 كشفت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان مسؤول الملف الفلسسطيني عضو المكتب السياسي لحركة "أمل محمد الجباوي، بدأ بمساع لاعادة تفعيل "هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان التي تعتبر المرجعية السياسية والامنية والاجتماعية لابناء المخيمات، وذلك على خلفية عدم انقعاد اي اجتماع لها منذ أشهر رغم الضرورة الملحة بعد سلسلة من التطورات السياسية والامنية والخدماتية وتراجع خدمات "الاونروا"، في ظل استفحال الازمة اللبنانية الاقتصادية والمعيشية ما يؤرق ابناء المخيمات على مصيرهممع غياب اي خطة واضحة المعالم.

و"هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في لبنان،جرى تشكيلها برعاية رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" ​نبيه بري​ في عين التينة في الثالث من أيلول 2018، بعد حل "القيادة السياسية الموحدة" في لبنان، وتضم فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية، تحالف القوى الفلسطيني، القوى الاسلامية وانصار الله"،ونصت بنودها على اعتبار الساحة الفلسطينية في لبنان استثنائية وتستدعي تناسي الخلافات وخاصة بين حركتي "فتح" و"حماس"، الا ان عملها بقي يترنح تحت وطأة الانقسام الى حد تجميد اجتماعاتها منذ اشهر عديدة.

ووفق المصادر الفلسطينية، فان ثمة اسبابا دفعت الجباوي الى التحرك مجددا على خط المساعي لاعادة تفعيل دورها:

أولا: محاكاة مختلف الازمات التي تعاني منها المخيمات وخاصة ما يتعلق بتداعيات الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ارتباطا بالازمة اللبنانية المستفحلة والغلاء وارتفاع الاسعار، والصحية مع بدء مرحلة جديدة من تفشي فيروس "كورونا" المتحور، ما يتطلب مواجهتها بموقف فلسطيني موحد والتحرك نحو ادارة "الاونروا" لإجبارها على تحمل المسؤولية في تخفيف المعاناة وتوفير الخدمات وعدم التذرع بالعجز المالي للهروب الى الاماموتأمين المساعدات الإغاثية المالية والغذائية، إضافة إلى تقديم الخدمات الأساسية الصحية والتربوية والاجتماعية، فيما الشعب الفلسطيني يئن فقرا مدقعا ووجعا من غياب ابسط حقوقه في توفير لقمة عيش كريمة او علاج بعيدا عن ذل السؤال.

ثانيا: ضرورة تعزيز أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية والجوار اللبناني بالحفاظ على الحياد الإيجابي الذي كرسه الفلسطينيون في لبنان على مدار السنوات الماضية ورفض الشعب الفلسطيني لمشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل، ومن خلال تعزيز العمل المشترك، عبر تشكيل وتفعيل القوى الأمنية المشتركة في المخيمات، والتصدي لاي توتير ووأد أي فتنة محتملة أو محاولة لزعزعة الاستقرار، وإيجاد الحلول الفورية لكافة المشكلات الطارئة خاصة بعد سلسلة من الاحداث الامنية المتنقلة التي كانت تستوجب عقد اجتماع للهيئة المركزية وقد أحيل الامر الى قيادة المناطق لمواكبة التداعيات وسبل المعالجة.

ثالثا: الاستعداد والجهوزية للمرحلة المقبلة لمتابعة قضايا اللجوء مع الدولة اللبنانية عبر "لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني"، بعد تعيين رئيس جديد لها مع تشكيل حكومة نجيب ميقاتي هو الدكتور باسل حسن خلفا للرئيس السابق الدكتور حسن منيمنة، فيما اللافت انه الى الان لم يتم توجيه اي دعوة للتعارف او التلاقي او التوافق على وضع خطة عمل مشتركة تفي بالغرض والهدف من انشاء اللجنة بانتظار مبادرة من احد الطرفين.

رابعا: الخلاف الذي وقع بين فصائل المنظمة والتحالف حول عقار ملاصق لمخيم "الجليل" في البقاع، والمبرم بعقد استئجار بين دائرة أوقاف البقاع و"المنظمة" والذي يعطيها حصرا الحق بالانتفاع والاستعمال والاستثمار فيه، وذلك على خلفية قيام "التحالف" باصدار بيان حول رفض خطوة "المنظمة" الطلب من اصحاب المحال فيها اخلاءها دون توافق، ما اثار حفيظة "المنظمة" التي ردت ببيان "ناري" مستغربة اللغة التي تحمل في طياتها تهديدا ووعيدا وتحريضا، فضلاً عن المحاولة لفرض إملاءات على "المنظمة"، بهدف إعاقة توظيف واستخدام هذا العقار من قبل المنظمة لصالح ابناء شعبنا الفلسطيني في مخيم الجليل ومنطقة البقاع.

واوضح التحالف، ان قيادتهعقدت اجتماعها الدوري، في مقر حركة فتح الانتفاضة في مخيم مارالياس في العاصمة اللبنانية بيروت.وحضر جانبًا منه الفلسطينية الجباوي، بحضور قيادة تحالف القوى الفلسطينية في منطقة بعلبك. حيث ثمن المجتمعون مواقف بري المؤيدة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ومقاومته، وحرصه الشديد على وحدة الموقف، من خلال تعزيز دور هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان ومهماتها، بناء على الوثيقة التي تم إقرارها برعايته.

وتمر العلاقات الفلسطينية–الفلسطينية بمراحل من المدّ والجزر على خلفية الاختلاف بين "فتح" و"حماس"، في ظلّ الاصطفاف السياسي بين فصائل "المنظمة" وقوى "التحالف"، ورغم الاتفاق على جعل الساحة الفلسطينية في لبنان استثنائية لا تتأثر بتداعياته نظرا لخصوصيتها، الا ان الخلافات أدت في بعض الاحيان الى تعطيل او تجميد او عدم تفعيل العمل المشترك، وقد وصل الامر قبل سنوات الى حل "القيادة السياسية الموحدة"، قبل ان ينجح بري باعادة تشكيل "هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان كاطار يجمعهموما زال مسؤول الملف الجباوي يتابع عمله وتفعيله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق